نقل بحري / تطور الشحن... ودور الجامعة العربية - اقتصاد

  • 7/1/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تأسست جامعة الدول العربية عام 1945، أي منذ نحو 71 عاماً، وهي تجمع شعبا عربيا واحدا ولغة واحدة. ورغم كل تلك الإيجابيات والمحفزات على الوحدة، إلا أن خطوات الجامعة العربية مازالت ثقيلة وبطيئة، وقراراتها عقيمة لا ينفذ منها إلا ما ندر، ولا ترقى لطموح المواطن العربي. وإذا اردنا تفهم طبيعة المشكلة بعيداً عن الفلسفة، سنجد أن هناك نقطة جوهرية وهي اختلاف مستويات الدخول بين أقطارنا العربية، وعمليات الاندماج والوحدة التي يراد لها النجاح إذا كانت تتم بتطيب الخواطر لا تتم ولن يكتب لها النجاح. فكل إنسان يسعى نحو مصلحته الشخصية أولاً، ولو قمنا بربط مصالحنا الشخصية بالمصلحة العامة سنكون قد اقتربنا من الهدف، فإذا بني اتحادنا على مبدأ المصلحة وكل يدلو بدلوه فيها حسب قدرته، فمنا من لديه ثروات زراعية، وبشرية ونفطية ومياه وعسكرية وغيرها. وخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لأنها تتضرر منه أكثر مما تستفيد، والمصالح دائما تتغلب على العواطف، وكذلك يحتاج اتحادنا إلى أن يبنى على مصلحتنا معاً، وألا يضر بأحد أعضائه. لقد فشلت الاشتراكية لأنها بنيت على فكرة مثالية، تتعارض والطبيعة البشرية، وكرست لعدم العمل وللفساد. وقامت الرأسمالية على المصلحة الفردية فقط، فنقلت الثروات وركزتها في أيدي الأغنياء، وازداد الفقراء فقراً، فزاد الاحتقان والحقد المجتمعي، وقد يتساءل احدنا ما علاقة هذا كله بقطاعات النقل؟ ان النقل كان من الأهداف الرئيسية والحيوية، التي يفترض أنه قاطرة التنمية في الوطن العربي، وإذا تطور وشعر به المواطن العربي، فسيكون أكثر رضا عن الجامعة العربية وقادتنا العرب. إن تطوير النقل يحتاج إلى اتفاقيات تشريعية، ثم تأسيس شركات مساهمة عربية واحدة، لتدشين خط ملاحي عملاق، وثانية لتدشين خطوط سكك حديدية تقطع الوطن العربي من شرقه إلى غربه، وخطوط رأسية بين الدول الشمالية والجنوبية، ولتداول الحاويات وللخدمات اللوجستية ولخدمات الركاب وغيرها. إن فكرة تأسيس مجموعة من الشركات المساهمة العربية، تقوم على أن تكون الحكومات هي المؤسسة، والمواطن العربي هو المساهم، وستكون هي الحل الذي يربط بين جهود القيادات وبين استثمارات أصحاب رؤوس الأموال. ويجب أن يأخذ القطاع الخاص دوره، ففيه الأمل والخير الكثير، ولكنه يحتاج إلى قيادة القطاع الحكومي لضمان الاستقرار والأمان. وسيركز مشروع عملاق كهذا استثمارات ضخمة، وينشئ مجتمعات جديدة، ويقدم فرص عمل كثيرة، ويحرك المياه الراكدة، ويبث الأمل في نفوس اليائسين. * باحث في اقتصاديات النقل البحري (edkw@egcss.com)

مشاركة :