جائزة الحمادي للتفوّق العلمي وأهمية رعاية الموهوبين | سعد السبيعي

  • 1/28/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يقول الله تعالى في سورة المجادلة : "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير" فالتفوق هي كلمة مشتقة من فوق ويُقال يتفوق على أحد أي أصبح أفضل منه وتميز عليه ، ويشير المعجم للمفهوم اللغوى لكلمة “ تفوق“ .. أنها التقدم والتميز.. وتعتبر رعاية الموهوبين من أحدث وأنجع المواضيع اهتماماً في عصرنا الحالي، وهي رغم حداثتها ، إلا أنها تعتبر من أقدم المواضيع اهتمامًا، حيث تبني الأمم حضارتها بسواعد أبنائها وأفكارهم, فالمادة الخام لبناء أيةُ حضارة هي الإنسان وكيف إذا كان هذا الإنسان يتمتع بمزايا عقلية ذات مستوى رفيع, فهو بالتأكيد يشكل كنزاً لابد من استخراجه واستثماره والاستفادة منه, بدلاً من أن يخسر المجتمع الثروة العقلية التي يمتلكها مثل هؤلاء الأفراد والتي هو بأمس الحاجة إليها، فالعصر الذي نعيش فيه عصر علم وتقنية ونبوغ معرفي وتقدم مذهل يعتمد في أساسه على تخطي الحواجز وتغير المألوف وإبداع جديد متطور دائماً, وكيف يتسنى ذلك لمجتمعات نامية؟ إذا لم تلاحق ذلك التغير والتطور بالتأكيد على دور كل فرد من أفرادها وبخاصة المتفوقين, فتقدم الأمم ورقيها مرهون بتقدم فكرها ونتاجها العلمي والتقني. ومن هنا علينا أن ندرك خطر هدر مثل هذه الطاقات والإمكانات التي تذهب سدى أو يسرقها الآخرون منا, لذلك لابد من الاهتمام بمثل هذه الفئات وتلبية احتياجاتها, فالمتفوقون يحتاجون إلى الرعاية الخاصة, لان لديهم حاجات تختلف عن حاجات العاديين, فهم يحتاجون إلى تجارب تعليمية وخبرات علمية تتسم بالتحدي لتكون مرضية ومشبعة ومناسبة لحاجاتهم, وهم بحاجة أيضاً إلى التعلم والتحفيز والتشجيع. هذا ويحظى التميُّز والتفوُّق العلمي باهتمام كبير لا حدود له من لدن قيادتنا الحكيمة الرشيدة في مملكتنا الحبيبة من أجل تعميق التفوُّق والتميُّز العلمي في التحصيل الدراسي لطلاب وطالبات المملكة. وقد صدرت مؤخراً موافقة وزارة التربية والتعليم على جائزة رجل الأعمال الشيخ فهد الحمادي، للتفوّق العلمي للمرحلة المتوسطة والثانوية على مستوى مدارس محافظة الدوادمي لعدد من الطلاب والطالبات علماً أن فئة المعلمين المرشحين ستكون خاضعة لجائزة الوزارة. وتجدر الإشارة إلى أن للجائزة أحد عشر شرطاً تم تعميمها على جميع المدارس وذلك لبث روح المنافسة الشريفة بين جميع الطلاب والطالبات ، وتعد هذه الجائزة إسهاماً وتقديراً وتشجيعاً لأبناء المملكة من الطلاب والطالبات لتشجيعهم وحثهم على المزيد من الجد والاجتهاد والمثابرة لاستثمار أوقاتهم لرفع حصيلتهم العلمية، في ظل ما توليه حكومتنا الرشيدة " وفقها الله" من اهتمامات كبيرة وبذل لا محدود لقطاع التعليم. ما من شك في أن مثل تلك الجوائز التي يقوم عليها أبناء بعض المحافظات والمراكز، من رجال الأعمال الموسرين هي في مجملها تعبير عن الوفاء للأماكن التي ولدوا ونشأوا فيها، وترجمة لما يشعرون به من محبة وتقدير لأهلها، ورغبة منهم في تفوق أبنائها وتميزهم في التعليم، وحفزهم للإبداع فيه، بالتوجه إلى التخصصات العلمية المفيدة التي تظهر اسم بلدتهم، والمحافظة التي ينتمون إليها على مستوى المملكة، لأن أول ما يُسأل عن المبدع، عندما يبرز في المجتمع، هو عن البلدة التي جاء منها، ليتعرف الناس من خلاله على بلدته ويكنُّوا لها التقدير والاحترام. وختاماً .. أحب أن أوجه تحية عطرة لهذا الرجل المعطاء الشيخ فهد الحمادي على ما يبذله في خدمة هذا الوطن الغالي وهذا ليس بغريب عليه فكلنا لا ننسى مواقفه الوطنية في توظيف أبناء الوطن في شركاته ومؤسساته الوطنية ، كما يجب أن نؤكد في ذلك المجال أن الفائدة من تكريم المتفوقين علمياً، لا تقتصر على الطالب ومحيطه، بل إن المستفيد الأكبر من ذلك كله هو الوطن، لأن هؤلاء المبدعين سيكونون في المستقبل هم قادة البناء والتنمية في وطننا العزيز الغالي .. والله الموفق

مشاركة :