كتب - نشأت أمين: حثّ فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسن المريخي المسلمين على الحفاظ على العبادات التي أدوها خلال شهر رمضان والمواظبة عليها في باقي شهور العام. وقال في خطبة صلاة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، لا يوجد عمل إلا وفيه من النقص والتقصير ما فيه أدرك ذلك الإنسان أو لم يدركه، مضيفاً أنه من فضل الله تعالى على المسلمين أنه شرع لهم من الأعمال ما يكمل به النقص ويتم به التقصير خلال شهر رمضان فشرع زكاة الفطر والعيد وغير ذلك لإتمام هذا النقص. وأكّد أهمية إخراج زكاة الفطر التي فرضها الله على المسلمين، مشيراً إلى أنها فريضة على القادر الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير بمقدار صاع من قوت أهل البلد. وأوضح أن هذه الصدقة تُخرج قبل العيد بيوم أو يومين والمستحب والأفضل قبل صلاة العيد، وهي طهرة للصائمين وطعمة للمساكين ويجب إيصالها إليهم ولا يجوز تأخيرها إلى ما بعد العيد ومن نسيها فلا بأس عليه فليُخرجها متى ذكرها فله أجره. وحذر من إهمالها أو إخراجها بنفس غير راضية أو متبرمة، وشدد على أن إخراج صدقة الفطر بإرسالها لأبناء العمومة والأرحام ممن أغناهم الله لا يعد إخراجاً لها وما أخرج زكاة فطره من أعطاها لغير مستحقيها، مبيناً أن الله تعالى ورسوله شرعها لحكمة بليغة يجب أن تبلغها وهي الإحسان إلى الفقراء وسد حاجتهم وحفظهم من السؤال يوم العيد. ليالٍ فاضلة وقال خطيب الجمعة للمصلين: ها أنتم في آخر جمعة من شهركم الفضيل ولقد تقارب تمامه وتصرفت لياليه الفاضلة وأيامه وأذن للملأ برحيله فما هي إلا سويعات ويودع شهر رمضان الأمة والدنيا ويرحل إلى ربه عزّ وجل حاملاً أعمال بني آدم من خير وشر وشهادة لهم أو عليهم وحجة لهم أو عليهم.. مضت الأيام المباركات والليالي الفاضلات، مضت بخيراتها وبركاتها ونفحاتها ورحماتها، مرّت مسرعة مستعجلة، كنا قبل مدة نترقب هلال الشهر ونتطلع لبلوغه واليوم نتلقى الدعوات بقبوله والتعازي برحيله وانقضائه. وأضاف أن شهر رمضان كان مضماراً للتنافس في أطهر الأعمال وأنبلها، العمل الصالح، العمل للآخرة، مضت الليالي المباركات بخيراتها ونفحاتها، سكبت فيها العبرات وذرفت فيها الدموع الساخنات ورفعت فيها أكف الضراعة. حق المسلم وقال: نعم حق للمسلم المؤمن الواقف على عظيم الفضل والمقام لشهر الصيام حق له أن يودع شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، حق له أن يبكي على فراق الشهر ورحيله وانتهائه وخلو الدنيا منه، فكم من الرحمات تنزلت ومن النفحات تفضل بها المولى عز وجل ومن الدرجات حصلت والحسنات ومن السيئات غفرت ومن العثرات أقيلت.. إن المؤمن الفطن الموفق ليبكي على فراق الشهر لذهاب أكثر الخيرات معه وانتهاء أكبر الفرص للفوز بانتهائه. ونصح المصلين قائلاً: لقد عرض الله تعالى عليكم القرآن في شهركم وأسمعكم وعده ووعيده وأمره ونهيه وعواقب الطائعين ومصير المجرمين، وأوقفكم على كثير من أمور دينكم ودنياكم، وأراكم عجائب القرآن وأمثاله وأقسامه وإعجازه، ولقد أخذت آيات الله بألباب المخلصين وقلوب الموقنين وجرت بدمع الخائفين وهزت ضمائر المعاندين وهددت الغافلين. حياة القلوب وأكّد خطيب الجمعة أن القرآن هو الحياة للقلوب والضمائر والنفوس، خاصة في أزمان الإفلاس والوهن والغزو الشيطاني والكفري والشركي لقلوب المؤمنين، مستشهداً بقوله عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها"ذريني أتعبد لربي، قالت: قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك، قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي، فقرأ القرآن ثم بكى حتى رأيت دموعه قد بلغت حقويه، ثم جلس فحمد الله وأثنى عليه ثم بكى حتى رأيت دموعه قد بلغت حجره ثم اتكأ على جنبه الأيمن ووضع يده تحت خده ثم بكى حتى رأيت دموعه قد بلغت الأرض فدخل عليه بلال فأذنه بصلاة الفجر وقال: ما يبكيك؟ قال: لقد نزلت عليّ الليلة آيات، وويل لمن يقرأها ولم يتفكر فيها "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ". وعقب د. المريخي على ذلك قائلاً: لقد استقامت بالقرآن في الشهر الكريم قلوب الناس وطهرت سرائرهم واستنارت بصيرتهم وطابت نفوسهم وصفت نياتهم، إن شهر الصيام حقاً كما قال الله تعالى (مغتسل بارد وشراب) لقد ارتوت منه القلوب واستقامت به النفوس. الأعمال الصالحة ودعا المسلمين إلى أن يودعوا شهر رمضان بالعمل الصالح المشروع والعهد لله بالاستقامة على طاعته والعض على دينه وملته، قدّروا ما منّ الله به عليكم في الشهر من النعم وثمنوا ما تفضل به عليكم من المنن، فقد بنيتم بفضل الله تعالى في الشهر أعمالاً كبيرة ثقيلة في الميزان بإذن الله فاحفظوها من الهدم والعطب والنقص ولا تكونوا كالتي تنقض غزلها بعد تمامه وكماله. وقال إن الإنسان سمي بذلك لنسيانه فلا يعمل عملاً إلا وفيه من النقص والتقصير ما فيه أدرك ذلك أو لم يدركه، وإن فضل الله تعالى كبير على المسلمين فقد تفضل فشرع لهم من الأعمال ما يكمل به النقص ويتم به التقصير، فشرع لكم في ختام الشهر صدقة الفطر يُخرجها الصائم عن نفسه ومن يعول إذا كانت زائدة عن حاجته. صلاة العيد وأضاف أن الله شرع التكبير في ختام الشهر من غروب شمس ليلة العيد وحتى الصلاة - صلاة العيد - ولا يكبر بعد الصلاة، يقول تعالى "ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون" وصفة التكبير: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، يكبر المسلمون في بيوتهم ومساجدهم وأسواقهم إظهاراً لشكر النعمة وتمامها وذكراً لله تعالى. كما شرع لكم ربكم صلاة العيد وهي سنّة مباركة إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين وإذا تركوها جميعاً أثموا، وأعجب ما في هذه الصلاة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المرأة بالخروج لها مع أنه أمر المرأة بصلاة الفريضة في بيتها، تقول أم عطية الأنصارية رضي الله عنها: أمرنا رسول الله أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور فأما الحيض فيعتزلن المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، قلت: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب، قال"لتلبسها أختها من جلبابها".
مشاركة :