يعيش سكان جدة ومناطق أخرى من المملكة أجواء حجازية تراثية تقام سنويًا بشكل ملموس في منطقة جدة التاريخية في مهرجان (رمضاننا كدا3)، حيث أصبحت مقصدا مهما للكثيرين ليستعيدوا ذكريات الماضي الجميل من خلال المتعة والترفيه والتسوق، الذي يجدونه في سوق (الجمعة)، الذي يتميز بالإضاءات والفوانيس والأسقف المزينة بالأقمشة التراثية لتحيي الأجواء الرمضانية في قلوبهم، بالإضافة لكثرة المطاعم وأماكن الجلوس على امتداد السوق وسط أنغام المجسات الحجازية بأصوات (الجسيسين) الحجازيين الأصليين على مدار ساعات افتتاح المهرجان، وبسبب توافق موسم رمضان مع الإجازة الصيفية يجد الكثيرين الوقت الكافي لقضاء وقت ممتع مع العائلة أو الأصدقاء. تراثنا الحجازي ذكرت مشاعل نوح بشأن زيارتها: هذه زيارتي الثانية للسوق في نفس السنة مع صديقاتي لغرض الاستمتاع بفعاليات المهرجان وتذوق الأكل الشعبي الحجازي، وأرى أن السوق كبير جدا ولتغطية كل ما فيه يتطلب القدوم أكثر من مرة، وأوضحت: من المبهج أن تراثنا الحجازي لايزال حيًا حتى وقتنا الحاضر بدليل قدوم جميع الفئات العمرية وتفاعلها مع الأجواء، مما يجلب الفضول والأسئلة في أذهاننا لمعرفة ماضي آبائنا وأجدادنا لأنني أرى أنه من الضروري رفع مستوى الثقافة عن تاريخ هذه المنطقة بشكل خاص. وقالت الزائرة بدرية إبراهيم من خميس مشيط: أبهرني التنظيم والتنسيق وديكور السوق من لحظة دخولي لمنطقة جدة التاريخية، حماسي لهذه الزيارة كان في محله بسبب صيت هذا المهرجان السنوي الذي وصل لأماكن بعيدة خارج مدينة جدة، فكرته أكثر من رائعة تعطينا نبذة عن التاريخ الحجازي بطريقة جميلة وممتعة، وأضافت: المقصد من زيارتي التسوق فالكثير من أفراد العائلة أوصاني بشراء (جلابيات) وبعض المنتجات التي تحمل تذكارات مدينة جدة، وبالطبع أرغب في تجربة الأطباق الحجازية من سكانها الأصليين. ملابس وعطور وأشارت السيدة أم حسن إلى ماتعرضه الأسر المنتجة المشاركة في السوق: تقول أرى أن السوق متكامل وتتوفر فيه كل الصناعات والمنتجات المختلفة مثل الملابس والعطور والتذكارات والأطعمة والحلويات والمكملات، حيث تظهر الكثير من الجهود من قبل المسؤولين للتنسيق فيما بين المنتجات والحرص على تنوعها لتلبية كل احتياجات الزوار، والجميل أن هناك طاقة إيجابية كبيرة منبعثة من جميع زوايا المهرجان من المنظمين والقائمين على هذا المهرجان، بالإضافة إلى أن جميع المنتجات من صنع يدوي محلي، مما يعني أن الكثير من الأُسر وجدت في هذا المهرجان فرصة لاستثمار ما لديهم من حرف وهوايات. ذكرياتي القديمة أبو هاني زائر كبير في السن ذكر: منذ تدشين سوق الجمعة وأنا آتي لزيارته مع أحفادي أسترجع ذكرياتي القديمة بالدموع على الماضي، الذي كانت فيه النفوس والحياة أبسط من الآن، وفي نفس الوقت أجد فيه المتعة لأعرّف أحفادي عن تراثنا فمن المهم مشاركة هذا الجيل بتاريخ الأجداد الحافل بالإنجازات والحضارات والعادات ولتوثيق أواصر المحبة بين الآخرين، كما كنا نفعل في السابق، ومما لفت نظري ديكور السوق المباني القديمة المبنية من الحجر المنقى والأخشاب والطين والزي الحجازي، الذي يرتديه المنسقون والمنظمون، مما يوقظ الحنين للأيام الخوالي. المزيد من الصور :
مشاركة :