طغت المستجدات الأمنية الأخيرة في القاع وما رافقها من إجراءات وتدابير واستنفارات للجيش في محيط المساجد في بيروت والمناطق اللبنانية كافة عشية عيد الفطر، وفي محيط الأماكن السياحية على الحركة السياسية، فتراجعت كل الملفات، ليتقدّم الملف الأمني بإجراءاته المنظورة وغير المنظورة. وأدّت الإجراءات إلى ازدحام كبير عند مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت، كما استخدمت الكلاب البوليسية كجزء من التدابير الأمنية للتأكد من عدم وجود أجسام مشبوهة، خصوصاً في الأماكن القريبة من المساجد والكنائس والمراكز التجارية والمرافق السياحية. وواصل الجيش اللبناني مداهماته أماكن محددة يقطنها سوريون، ودهمت دورية تابعة له بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية) «تجمعات النازحين السوريين في زغرتا وعرجس وكفردلاقوس ومرياطة في قضاء زغرتا، وأوقفت 18 شخصاً لتجولهم من دون أوراق قانونية وتواصُل بعضهم مع مجموعات مسلحة، وصادرت 3 دراجات نارية وسلاح صيد». وارتفع عدد النازحين السوريين الذين أوقفهم الجيش في سهل مرجعيون إلى «101 لعدم حيازتهم أوراقاً ثبوتية وإقامات وتمت مصادرة عدد من الدراجات النارية»، وفق «الوكالة الوطنية». وأصدرت قيادة الجيش- مديرية التوجيه بياناً قالت فيه إنه بعد «تناقل بعض وسائل الإعلام روايات غير دقيقة عن أحداث أمنية، حصلت أو ستحصل، وبالغت في التحليل والاستنتاج، ناسبة مصادرها إلى مراجع أمنية وعسكرية، تهيب قيادة الجيش بوسائل الإعلام المعنية توخي الدقة والموضوعية في نشر أي معلومات تتصل بالأمن». ودعت «المواطنين إلى عدم الأخذ بالإشاعات»، مؤكدة أن «المصدر الوحيد للإدلاء بهذه المعلومات هو قيادة الجيش- مديرية التوجيه». ودعا المجلس الأعلى لـ «حزب الوطنيين الأحرار» في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب دوري شمعون إلى «الرد على الاعتداء الإرهابي بالالتفاف حول الجيش وبقية الأجهزة الأمنية توخياً لمزيد من الفعالية في رصد الإرهابيين ومنعهم من تنفيذ مخططاتهم». وطالب «حزب الله بوضع حد لانغماسه في أحداث سورية وبالعودة إلى حضن الدولة لتقويتها ولتحصين الوحدة الوطنية استناداً إلى الثوابت والمسلمات التي ينص عليها الدستور واتفاق الطائف». وأهاب المجلس «بالمواطنين التحلي بروح المسؤولية والتضحية لتجنيب لبنان الخطر الإرهابي ووضع أنفسهم بتصرف القوى المسلحة اللبنانية»، مطالبا بـ «تنظيم شؤون النازحين في شكل يسمح بسد الثغرات التي تمكن الإرهاب من التسلل عبرها وبالتعاون مع يونيفيل لتأمين مراقبة الحدود الشمالية والشرقية». وكان وفد من الحزب الشيوعي اللبناني، ضم أمينه العام حنا غريب، زار بلدة القاع معزياً بشهدائها الخمسة الذين سقطوا الإثنين الماضي في التفجيرات الإرهابية. ورأى غريب أن «ما ارتكب في حق القاع ارتكب في حق لبنان كلاً»، مطالباً «الجيش والقوى الأمنية بتأمين الإجراءات المطلوبة لحماية البلدة وعدم ترك أي ثغرة أمنية ضمن خطة عسكرية». كما زار البلدة العميد جورج نادر على رأس وفد من عائلات الجيش في عكار الذين استشهدوا في نهر البارد ورأس بعلبك والقاع وعرسال. مدارس جديدة لاستقبال النازحين من جهة أخرى، أعلن نائب منسق الأمم المتحدة لدى لبنان فيليب لازاريني بعد اجتماعه مع وزير التربية الياس بو صعب في حضور مديرة «يونيسف» في لبنان تانيا تشابويزات متابعة مقررات مؤتمر لندن. وقال: «بحثنا في مبلغ 75 مليون دولار لإنجاح خطة وزارة التربية المتمثلة بإدخال أكبر عدد ممكن من الأولاد اللبنانيين والنازحين السوريين إلى المدارس في العام الدراسي المقبل». أما تشابويزات فأكدت «التنسيق مع الوزارة لمباشرة بناء المدارس الرسمية في الأشهر القليلة المقبلة». وأكد بو صعب «أننا نحضر لعام دراسي جديد يبدأ في أيلول (سبتمبر)، لتوفير المقاعد الدراسية الإضافية لاستقبالهم وسنبدأ بالتعاون مع يونيسف على بناء مدارس رسمية، فهناك أموال موجودة كما أن هناك أموالاً ستصل في العام المقبل»، مشيراً إلى «لائحة بالمدارس التي سيتم بناؤها على مستوى لبنان». واجتمع بو صعب مع المديرة الجديدة لـ «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» آن باترسن وتابع معها المشاريع المشتركة وتوفير المزيد من الدعم الأميركي لوزارة التربية في خطتها لاستقبال تلامذة جدد في المدارس الرسمية.
مشاركة :