أدى 280 ألف مصل صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الكريم في المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، بينهم آلاف المصلين القادمين من الضفة الغربية الذين تجاوزوا كل العقبات والمعوقات التي وضعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في طريقهم إلى القدس. وشدد السلطات الإسرائيلية الإجراءات الأمنية في القدس وحولها، ونشرت الآلاف من عناصرها في مدينة القدس. وتوافد مئات آلاف الفلسطينيين من محافظات الضفة على القدس لأداء صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان في الأقصى وإحياء ليلة القدس، إلا أن قوات الاحتلال منعت حتى الساعة الحادية عشر والنصف دخول الرجال تحت سن 45 عاماً إلى المدينة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة تخلّلها إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة واستشهاد فلسطيني بسبب استنشاق الغاز عند حاجز قلنديا الفاصل بين القدس ورام الله، والذي شهد ازدحام آلاف المصلين القادمين من محافظات وسط الضفة وشمالها. ويُسمح للمصلين بالاعتكاف في الأقصى لمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان، أما ليلة القدر، فهي الوحيدة في العام التي يتم فيها افتتاح المسجد أمام حركة المصلين على مدار الساعة. وقالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري في بيان: «تقرر نشر الآلاف من أفراد الشرطة في أنحاء القدس الشرقية بما يتضمن غلاف البلدة القديمة ومحيط الحرم القدسي الشريف». ووفق بيان صدر عن الشرطة، سيتم إغلاق بعض الشوارع المحيطة بالبلدة القديمة اعتباراً من الساعة السادسة والنصف صباحاً وحتى ساعات العصر، بينها «السلطان سليمان ووادي الجوز وطريق أريحا»، كما سيغلق خلال ساعات الظهر والعصر الطريق «الرقم واحد من مقر قيادة الشرطة القطرية جنوباً، والمقطع الشمالي من طريق الخليل». ومنذ بداية رمضان، سمحت الشرطة في أيام الجمعة للفلسطينيين الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاماً والنساء من كل الأعمار من سكان الضفة بالوصول إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة. وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قدرت أن 250 ألفاً أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأسبوع الماضي. كما توجه مئات المصلين من قطاع غزة عبر معبر بيت حانون «إيرز» إلى القدس للصلاة في المسجد الأقصى ولإحياء ليلة القدر. وقالت مصادر في الارتباط الفلسطيني لمراسل وكالة «سما» إن 380 مصلياً من غزة غادروا في ساعة مبكرة من صباح الجمعة معبر «إيرز» إلى القدس للصلاة في الأقصى، فيما سيبقى 80 منهم لإحياء ليلة القدر. وكانت سلطات الاحتلال أعلنت ما سمته تسهيلات لأهالي القطاع في رمضان، بينها مغادرة مئات المصلين لإحياء ليلة القدر، لكن تم إلغاؤها في أعقاب عملية تل أبيب التي أسفرت عن مقتل أربعة وإصابة 20 آخرين بداية شهر رمضان. وقال مدير الأوقاف الإسلامية في القدس عزام الخطيب، أن 280 ألف مواطن أدوا صلاة الجمعة في المسجد، وإن الكثير منهم ظلوا في المسجد لإحياء ليلة القدر. وأضاف أن عشرات الحراس والسدنة وأعضاء الفرق الكشفية في القدس أشرفوا على مساعدة المصلين، وأن المؤسسات الصحية شكلت لجاناً طبية ولجان إسعاف أولي لمساعدة المصلين.
مشاركة :