موسكو مستعدة لدراسة مقترح أمريكي بشأن سوريا

  • 7/2/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الخارجية الروسية أن موسكو مستعدة لدراسة مبادرة أمريكية حول إبرام اتفاقية التعاون العسكري في سوريا. فيما أشار سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إلى أن بلاده لم تتلق مقترحات رسمية بعد، معتبرا أن التعاون الوثيق في محاربة الإرهاب مطلوب. وأعاد ريابكوف إلى الأذهان أن الجانب الروسي كان منذ زمن طويل يدعو واشنطن إلى اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه. وكان مسؤولون أمريكيون قد كشفوا أن إدارة أوباما تدرس خطة لتنسيق الضربات الجوية مع روسيا ضد جبهة النصرة في سوريا، في حال أوقف النظام السوري قصف المعارضة المعتدلة التي تدعمها الولايات المتحدة على صعيد آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرة حربية سورية تحطمت شمال شرقي دمشق امس الجمعة وإن مقاتلي المعارضة في المنطقة أسروا قائدها. وقال المرصد إنه «علم من مصادر متقاطعة أنه جرى أسر قائد طائرة حربية سقطت في منطقة جيرود بالقلمون من قبل الفصائل العاملة في المنطقة». وأفادت وسائل إعلام رسمية بأن تحطم الطائرة نجم عن عطل فني وأنه جارٍ البحث عن الطيار الذي قفز قبل تحطمها. المعارضة تأسر قائد طائرة تحطمت وقال مقاتلو المعارضة إن الطائرة سقطت بعد تعرضها لإطلاق نار لكنهم لم يوضحوا نوع السلاح المستخدم. ونشر متحدث باسم جماعة جيش الإسلام -التي تسيطر على أراض واقعة على المشارف الشرقية والشمالية الشرقية لدمشق- صورة تقول الجماعة إنها للطيار المحتجز. وأسقط مقاتلو المعارضة طائرتين حربيتين في وقت سابق هذا العام. وقال نظام الأسد إن إحداهما أُسقطت بصاروخ مضاد للطائرات لكن مقاتلي المعارضة قالوا إنهم أسقطوها بمدافع مضادة للطائرات. وأي تأكيد على حيازة المعارضة معدات صاروخية سيمثل تحديثا كبيرا لترسانتهم. وطالبت المعارضة المدعومة من الخارج طويلا بالحصول على صواريخ مضادة للطائرات لاستخدامها في التصدي للغارات الجوية المدمرة، التي تشنها قوات النظام والقوات الروسية. من جهة أخرى، من المقرر أن تبدأ مقاتلات بلجيكية من طراز «F-16»، ابتداء من الجمعة، شن غارات على تنظيم داعش في العراق وللمرة الأولى في سوريا. وكانت وزارة الدفاع البلجيكية قد أعلنت الثلاثاء الماضي، عن انضمام 6 مقاتلات حربية من طراز «F-16» تابعة للقوات الجوية إلى القواعد الجوية الأمريكية في الأردن للمشاركة في حملتها ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع، إن الطائرات البلجيكية ستتولى لمدة عام المهام بدلا عن الطائرات الهولندية. يذكر أن القوات الجوية البلجيكية في العراق شاركت إلى جانب قوات التحالف ضد الجماعات الإرهابية من أكتوبر 2014 إلى يونيو 2015، قبل تعليق مشاركتها لأسباب متعلقة بالميزانية. خطة أمريكية وكان مسؤولون أمريكيون، قد قالوا أمس الأول الخميس، إن حكومة الرئيس باراك أوباما تدرس خطة لتنسيق الضربات الجوية مع روسيا ضد جبهة النصرة وتنظيم داعش في سوريا إذا توقفت الحكومة السورية عن قصف المعارضة المعتدلة. وتدعم الولايات المتحدة المعارضة المعتدلة، التي تواجه ضغوطا من داعش والقوات الحكومية، لكن الخطة تتوقف جزئيا على ما إذا كانت روسيا مستعدة للضغط على حليفها الرئيس بشار الأسد لوقف قصف المعارضة المعتدلة. ويشكك كثير من المسؤولين الأمريكيين والخبراء في استعداد موسكو لفعل ذلك. وسوف تتطلب الخطة أيضا أن تفصل قوات المعارضة المعتدلة نفسها عن جبهة النصرة وتنتقل إلى مناطق يمكن تحديدها حيث ستكون معرضة لاحتمال التعرض لضربات جوية من القوات الحكومية والقوات الروسية. ورغم أن روسيا تقول إنها تستهدف داعش، فإن معظم الضربات الجوية الروسية استهدفت المعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة، التي لا تثق في حكومة الأسد التي تتهمها المعارضة وواشنطن بارتكاب أغلب الانتهاكات لوقف إطلاق النار. وقال كريس هارمر، المحلل في معهد دراسات الحرب وفقا لـ«رويترز»: «إذا فصل المعتدلون أنفسهم عن النصرة فسوف يتحرك الروس والأسد على الفور لقتلهم. فكرة أن تفصل المعارضة المعتدلة نفسها عن النصرة لن تحدث. إنها (خطة الإدارة) طريق طويل مسدود في نهايته». وأضاف هارمر «إنه ليدهشني أن يعتقد أحد في العام الخامس من هذه الحرب الأهلية أن هذه ستكون فكرة جيدة». وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، التي كانت أول مَنْ نشر الخطة أن إدارة أوباما قدمت اقتراحا مكتوبا إلى موسكو، لكن مسؤولين أمريكيين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما قالا إنه رغم أن الخطة قيد النقاش داخل الإدارة إلا أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بعد. لكن بحث واشنطن لمثل هذه الخطة يعكس انهيارا لاتفاق وقف العمليات القتالية المبرم في 27 فبراير/شباط، الذي كان من المفترض أن يحقق بعض الهدوء في بلد يعاني من حرب منذ خمسة أعوام ويروج لتسوية سياسية. كما يعكس ضعف قوات المعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة. وفي دلالة على وضعهما الصعب، قال مصدر بالمعارضة إن قوات من المعارضة السورية تدعمها الولايات المتحدة اضطرت للتقهقر من مدينة البوكمال، التي يسيطر عليها تنظيم داعش على الحدود مع العراق، وتكبدت خسائر في الأرواح، ووقع بعض مقاتليها في الأسر وفقدت بعض أسلحتها. وأخيرا، فإن استهداف جبهة النصرة قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز شعبية الجبهة التابعة لتنظيم القاعدة، التي يشيد بها على نطاق واسع السوريون المناهضون للنظام بوصفها القوة القتالية الأكثر فعالية في السعي للإطاحة بالأسد. وبدت احتمالات التوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء الصراع ضعيفة، خاصة بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل الأسد الذي ترغب الولايات المتحدة في تركه السلطة، لكن روسيا دعمته عندما تدخلت عسكريا في سوريا منذ سبتمبر الماضي.

مشاركة :