انحصر مسرح الكبار في المنتجين الأربعة، عبدالعزيز المسلم (مكتشف طارق)، وطارق العلي (مكتشف حسن ومحمد مسرحياً)، وحسن البلام، ومحمد الحملي، ويتحمل هؤلاء المنتجون التوجيه القيمي والأخلاقي في المجتمع، لأن معظم متابعينهم من الشباب والفتيان، ذكورا وإناثا. وكما يُشكرون على ما يقدمونه للجمهور من توجيه وتوعية، فإنهم أيضاً يتحملون مسؤولية ما يقدمونه للجمهور من عروض، تحمل في طياتها سلبيات قيمية وسلوكية، بهدف الضحك فقط. رسالة يجب أن يعيها المنتجون، لقد مل الجمهور اصطناع الضحك من خلال أصدقاء الممثلين (ضمن الجمهور)، والصفيقة (ربعهم يصفقون لهم)، فالنكت والتعليقات متفق عليها، لتبدو للجمهور كأنها خارج النص، مع افتعال ضحك الممثلين عليها! كما مل الجمهور من تكرار المواضيع المطروحة بأسلوب ممجوج، وطرح قضايا قديمة، أكل عليها الدهر. كما سأم الجمهور تكرار الشتم والسب واللعن، والسخرية من الأصول والألوان واللهجات وخلق الله، وريحة ال..، والإيحاءات الجنسية، وتحريك المؤخرات، وضرب الممثلين الكومبارس وتهزأتهم، وأحيانا ضربهم على الوجه، وهو منهي عنه شرعاً، ولعل برنامج "سوار شعيب" اليوتيوبي أشار إلى ذلك تفصيلاً في لقائه مع طارق العلي. ولا أعرف إلى الآن سبب قبول الممثلين المشاركين، بهذه البهدلة والسخرية؟!! الإشكالية أنهم جميعاً لديهم أسر، وأولاد وبنات، فهل أصبحت القيم الكلامية والسلوكية والإيحائية لا قيمة لها عندهم، ولا تؤثر فيهم؟ أم أنهم اعتادوها في بيوتهم؟! إنني أثق بأن هناك من يقرأ ويسمع منهم، وأعتقد أنهم حريصون على تصحيح المسار، فما أعرفه عن الفنانين المسلم وطارق والحملي أنهم مصلون، وحساباتهم في بنوك إسلامية، وشاركوا في أعمال خيرية، محلية وخارجية، وقد شاركني الأخ عبدالعزيز المسلم في 4 رحلات إغاثية للاجئين السوريين في الأردن ولبنان، مع الرحمة العالمية، وإلى قرقيزيا مع مشاريع الشايع الخيرية، بالإضافة للمشاريع المحلية، وما زال على ذلك الخير. وكذا الأخ طارق العلي شارك في رحلة إغاثية للصومال. إذاً.. ما هي الرسالة التي يريد الفنانون إرسالها بهذه الأعمال والكلمات والسلوكيات؟ أتمنى ألا يقولوا: "الجمهور عايز كده"، لأن هذا خلاف ما درسوه في المعهد العالي للفنون المسرحية، وخلاف المبادئ الأخلاقية! وأتمنى ألا يقولوا النص والإنتاج والإخراج، لأنهم هم المنتجون، وفي الغالب العام هم المؤلفون.. والمخرجون بالباطن! دعوة محبة وأخوة لإعادة النظر فيما يُنتج، حتى لا تتحملوا وزره يوم القيامة، فالناس قد خرجوا من رمضان بانطباع سلبي عن معظم المسلسلات التي أعطت انطباعاً سلبياً عن المجتمع الكويتي، وسيعوضون ذلك بابتسامة العيد عبر مسرحياتكم، فكفانا إحباطاً وتشاؤماً، ولنقدم الفن على أصوله، دون المساس بالقيم والأخلاق، ولنعمم الفرحة بين الجميع، دون اجتياز الخطوط الحمراء، والله يوفقكم لكل خير، وعساكم من عواده. *** شكراً لكل الفنانين الذين شاركوا في رحلات إغاثية ومشاريع خيرية، فمع المسلم شارك معي الفنانون محمد المنيع ومشاري البلام. كما سبق أن شارك معنا الفنانون أحمد الصالح رحمه الله، ومحمد المنيع، وجاسم النبهان، وخليفة خليفوه.. وآخرون في مسرحية "راجع" عن الشهداء والأسرى الكويتيين. فقط للتاريخ. د.عصام عبداللطيف الفليج
مشاركة :