إعداد :القسم الاقتصادي تباينت تأثيرات تذبذب وتقلب أسعار العملات على القطاعات الاقتصادية بمختلف أنواعها في الإمارات، حيث يتعرض القطاع الصناعي والعقاري والسياحي والتجارة في الدولة لتبعات سلبية وأخرى إيجابية لهذا الأمر بشكل أكبر من نظرائها، لارتباط توجهات المستثمرين أو الأفراد بقوة مع الدرهم المرتبط مع الدولار القوي مقابل العملات الأخرى. وأكد خبراء مختصون ل الخليج أن تأثيرات تذبذب العملات وخاصة غير المرتبطة بالدولار، تنعكس سلباً على بعض القطاعات الاقتصادية، وتكمن سلبياته في القطاع العقاري في تردد وإحجام بعض المستثمرين على الشراء من السوق المحلي في ظل ارتفاع قيمة العقار مقارنة بأسعار صرف عملاتهم خاصة في الاتحاد الأوروبي وروسيا ما قلل من جاذبية الاستثمار في هذا القطاع لتراجع المردود السنوي رغم تراجع أسعار شتى المنتجات العقارية محلياً. وأشاروا إلى أن القطاع الصناعي لا يزال أيضاً من أهم المتأثرين في تقلبات العملات، ولاسيما أن التأثيرات السلبية تتركز على الصناعات الوطنية، التي تعتمد على أسواق معينة لاستيراد المواد الخام منها أسعار اليورو والين الياباني والجنيه الاسترليني، مؤكدين أن الصادرات للأسواق الخارجية التي تتعامل باليورو والجنيه الاسترليني تتعرض للضرر في حال كان الدولار قوياً، حيث تصبح منتجاتنا أعلى سعراً من مثيلاتها. وعلى صعيد التجارة، فمع بدء انخفاض الدولار مقابل اليورو والعملات الرئيسية الأخرى خلال الأشهر الستة الأولى من 2016، يمنح هذا الأمر فرصة لارتفاع أسعار السلع الأمر الذي يتوقع أن يزيد من قيمة واردات وإعادة صادرات الإمارة خلال هذا العام، إضافة إلى ضرورة النظر إلى الجوانب الإيجابية للمسألة، حيث من المتوقع أن تنخفض فاتورة الاستيراد للخامات التي تستوردها الدولة من الخارج، نظراً لارتفاع القدرة الشرائية للدرهم، وهذا ما أسهم في ارتفاع واردات دبي من الصين واليابان، وخاصة مع ارتفاع الدولار 5% أمام اليوان الصيني و15% أمام الين الياباني فقد انتهزت الشركات التجارية في الإمارة الفرصة لاستيراد المزيد من السلع الصينية التي أصبحت أرخص ثمناً، والغرض الرئيسي من ذلك كان إعادة تصديرها. وفي القطاع السياحي، تلعب أسعار صرف العملات دوراً مهماً في توجهات وحركة الزوار والمسافرين، وخاصة عند تراجع قيمة عملات الدول المصدرة للسياحة إلى الإمارات مقابل الدرهم المرتبط بالدولار، وهذا ما أسهم في تراجع أعداد الزوار الروس إلى الدولة لتراجع قيمة الروبل أمام الدرهم. ومن الناحية الإيجابية، فإن قوة الدرهم ستعزز من الوجهات السياحية التي تعاني عملاتها من تراجعات أمام الدولار، وفي نهاية المطاف، تنعكس الآثار السلبية في تقلب العملات على العملاء، وليس مكاتب ووكلاء السفر التي تربطها اتفاقيات مع الفنادق وشركات الطيران، بينما يتحمل المسافر التكاليف بناء على سعر الصرف اليومي.
مشاركة :