شنت مقاتلات التحالف العربي غارات جوية على مواقع الانقلابيين، في محافظتي صنعاء ومأرب، لمنع مساعي المتمردين لخرق الهدنة، وفي وقت صدت فيه المقاومة الشعبية هجمات متعددة، شنها الانقلابيون على جبهة الصبيحة في محافظة لحج، قالت مصادر مقربة من الحكومة الشرعية إن معركة «تحرير صنعاء» أصبحت على الأبواب، في حين أعلن وفد الحكومة إلى مشاورات السلام بالكويت أن الخلاف مع الانقلابيين لايزال خلافاً جوهرياً، وذلك بسبب رفضهم الالتزام بالمرجعيات. وتفصيلاً، استهدف التحالف العربي مواقع للحوثيين في مديرية صرواح، غرب مأرب، ومنطقة المجاوحة بمديرية نهم شرق صنعاء بغارات جوية أسفرت عن إحباط تحركات عسكرية للتمرد، باتجاه مواقع قوات الشرعية. وتزامنت تلك الغارات مع تصاعد الاشتباكات بين الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة، ورجال الجيش والمقاومة من جهة أخرى، بمديريتي نهم وبني حشيش. وذكرت المصادر أن اشتباكات عنيفة اندلعت في نهم، مع تقدم قوات الجيش والمقاومة نحو مواقع الحوثيين وقوات صالح، وسيطرتهم على عدد من التلال، مع استمرار محاولتهم استعادة السيطرة على جبل المجاوحة ومنطقة بني فرج. وفي مديرية بني حشيش، أكدت مصادر محلية اندلاع اشتباكات بين الحوثيين وقوات المخلوع من جهة، وقوات الجيش والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، على مشارف المديرية القريبة من مطار صنعاء الدولي. ولفتت المصادر إلى أن مقاتلات التحالف حلقت بشكل كثيف في أجواء المنطقة. ويأتي ذلك التصعيد من جانب الانقلابيين بعد تعليق مشاورات الكويت التي استمرت نحو شهرين، على أن تستأنف جلساتها منتصف الشهر الجاري، مع إعلان المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ استمرار اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في أبريل الماضي، تمهيداً لبدء المشاورات. في الأثناء، أكدت مصادر مقربة من الحكومة الشرعية أن معركة «تحرير صنعاء» أصبحت على الأبواب، وهو ما أكده محافظ صنعاء، اللواء عبدالقوي شريف، مشيراً إلى أن تحرير العاصمة من الانقلابيين بات وشيكاً، جراء استمرار التصعيد من مسلحي الحوثي. وأشارت المصادر، حسب موقع «اليمن السعيد»، إلى أن اجتماعات وترتيبات عسكرية تجري منذ أسابيع، وعلى قدم وساق، من أجل حسم المعركة عسكرياً في اليمن ضد الانقلابيين، وطردهم من صنعاء. وبحسب المصادر، فإن هذه الاجتماعات يديرها، ويقود الترتيبات والاستعدادات العسكرية نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر، ويحضرها قادة عسكريون وغير عسكريين وزعماء قبائل. وذكر مصدر في الحكومة أن تأجيل مفاوضات السلام اليمنية في الكويت إلى ما بعد إجازة عيد الفطر، أي إلى ما بعد أسبوعين، يشير إلى أن الخيار العسكري هو الخيار الوحيد المتاح لحل الأزمة اليمنية، وإنهاء تمرد الانقلابيين «الذين يستغلون الهدنة والمفاوضات، لتحسين أوضاعهم العسكرية وقدراتهم التسليحية ميدانياً». من جهته، أكد محافظ صنعاء، اللواء عبدالقوي شريف، أن تحرير العاصمة صنعاء من الانقلابيين بات وشيكاً. وقال في تصريحات صحافية، أمس، إن «القيادة السياسية والسلطة المحلية حريصتان كل الحرص على عدم إراقة الدماء، إلا أن الطرف الآخر مستمر في تصعيده واعتداءاته على مواقع الجيش الوطني والمقاومة، وهو ما فرض علينا الدفاع عن النفس، والرد على تلك الانتهاكات والخروقات». وأضاف شريف: «رغم الإمكانيات التي يمتلكها الجيش الوطني والمقاومة ودعم التحالف العربي القوي، إلا أن التوجيهات الرئاسية لدينا تدعو للالتزام بالهدنة، لكن الطرف الآخر حاول الالتفاف واستهدافنا، وتم التصدي له وتلقينه درساً». لافتاً إلى أن الجيش سيطر على مواقع استراتيجية في تخوم العاصمة صنعاء، محملاً الميليشيات الانقلابية مسؤولية تدهور الأوضاع في العاصمة وكل اليمن، قائلاً: «نحن نحمل في يد حمامة السلام، وفي الأخرى سيف الحسم، وللانقلابيين الاختيار». وأشاد بتعاون قبائل طوق صنعاء وتضحيات قبائل نهم، وقبائل الجدعان، التي انتفضت ضد انتهاكات الميليشيات، وقدمت كل ما تملكه في سبيل إنهاء التمرد ودعم الشرعية. ودعا محافظ صنعاء أفراد الجيش والقبائل اليمنية كافة، إلى الالتحاق بقبائل طوق صنعاء، التي وقفت ضد محاولات الميليشيات الزج بأطفالها في أتون حرب خاسرة. من جهته، أعلن وفد الحكومة إلى مشاورات السلام اليمنية بالكويت، أن الخلاف مع الانقلابيين لايزال خلافاً جوهرياً، وذلك بسبب رفضهم الالتزام بالمرجعيات أو المبادئ والإجراءات المطلوب اتباعها، لإنهاء الانقلاب وجميع الآثار المترتبة عليه، ونتيجة لتعنتهم ومراوغتهم لم يتم الاتفاق على أي شيء في القضايا الرئيسة، المحددة في جدول الأعمال والإطار العام. وأكد الوفد، في بيان صحافي، أنه لم يوافق أو يلتزم بمناقشة أي أفكار أو مقترحات، تتعارض أو تخالف المرجعيات، ومنها تلك الأفكار التي أعلنها المبعوث الخاص في مؤتمره الصحافي في الكويت وتم رفضها في حينها، كما أن بعضها لم يطرح في الأساس ولم تكن محلاً للنقاش. وأكد وفد الحكومة إلى مشاورات السلام اليمنية بالكويت، أنه وخلال المشاورات، قد ظل متمسكاً بموقفه المستند إلى المرجعيات الممثلة بقرار مجلس الأمن رقم 2216، والقرارات ذات الصلة والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، وبما اتفق عليه في مشاورات بيل، والنقاط الخمس المقدمة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وأيضاً جدول الأعمال والإطار العام للمشاورات. وأكد الوفد أنه ثبت في جميع الأوراق والرؤى المقدمة باسمه، أهمية التزام الانقلابيين بقرارات الشرعية الدولية، وتنفيذ الانسحاب من المحافظات والمدن كافة، وفي مقدمتها صنعاء.
مشاركة :