الصحافة الفرنسية: الفلوجة ضحية همجية الميليشيات

  • 7/2/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تداولت المنظمات الدولية والصحافة الفرنسية في الآونة الأخيرة أخبارا وتقارير عن اختفاء 643 مدنيا عراقيا في مدينة الفلوجة والمناطق المحاذية ومئات آخرين يحتجزون تحت التعذيب في مراكز استولت عليها ميليشيات الحشد الشعبي التي تشارك في تحرير الفلوجة. الصحافة الفرنسية تناولت أخبار الفلوجة بنوع من الحذر، تارة بالترحيب لتحرير الفلوجة من داعش وتارة بالحذر من تصرفات الميليشيات وتجاوزاتها التي أصبحت تنذر بالخطر والإبادة لأهالي الفلوجة. « الفلوجة تحت الجحيم» عنونت لبيراسيون، و«الفلوجة من بربرية داعش إلى همجية المليشيات الطائفية» في مقال تحليلي بالباريسيان ونوفال أوبسرفاتور، حذرت الصحافة الفرنسية من تداعيات تمادي المليشيات الشيعية الحشد الشعبي التي أصبحت تمارس همجية غير مسبوقة تجاه السكان العزل وتفرض حصارات على وصول المساعدات وخروج السكان من المنطقة. وصرح خبراء في الشأن العراقي لـ«عكاظ» أن ما تقوم به ميليشيات الحشد الشعبي الموالي لإيران هو تطهير عرقي غير مسبوق في العراق وإبادة لسكان مناطق سنية بالكامل وهو تصفية لحسابات سابقة كما يقول فرانسيس بيران من معهد إيريس بباريس. أما السؤال الذي طرحه المختص في القانون الدولي وحقوق الإنسان الدكتور كريستوف ويلكي هو ما إذا كانت هناك تدابير يمكن أن تحد من انتشار السلوك الإجرامي لميليشيات الحشد الشعبي، التي يدرك العالم بأسره الجرائم التي ارتكبتها في حق العراقيين من سكان الأنبار والفلوجة ومناطق أخرى. ويضيف ويلكي أنه «دون شفافية، لا يمكن أن يكون هناك تحقيق دقيق من قبل الحكومة حول جرائم الميليشيات الطائفية الداعمة لإيران. ولذلك تظل هذه التحقيقات محاطة بالسرية والتكتم. مضيفا «سواء في القانون الجنائي العراقي، أو المدني أو العسكري، فالجرائم ضد الإنسانية لا وجود لها في النصوص، مما يجعل المتابعة القضائية صعبة». جون بيرنارد بيناتال، جنرال متقاعد وخبير في الشأن الأمني العراقي يقول لـ«عكاظ» تزامن مع عملية استعادة الفلوجة من قبل التحالف الدولي مشكلة إنسانية لم يسبق لها مثيل. وهذا جراء التجاوزات التي ارتكبتها الميليشيات الطائفية الموالية للنظام الإيراني من الحشد الشعبي. فالسكان الذين معظمهم سنة يبلغ عددهم نحو 90 ألف نسمة، محاصرون من قبل ميليشيات الحشد الشعبي التي تنتهج سياسة الانتقام الواسعة النطاق. الكثير من الملاحظين مقتنعون بأن الميليشيات الطائفية في الفلوجة تنوي القيام بتصفية حسابات قديمة مع الشعب العراقي دون استثناء. وبعبارة أخرى، يضيف جون بيرنارد بيناتال الميليشيات تلقي على الأبرياء مسؤولية همجية تنظيم داعش من جهة وتصفي حساباتها من جهة أخرى. وأضاف هذه الميليشيات تقوم بالأعمال الهمجية نفسها التي قام بها تنظيم داعش، ففي أحد الفيديوهات تظهر ميليشيات الحشد الشعبي وهي تصفي الأهالي من السنة بالطريقة نفسها التي قام بها تنظيم داعش في تكريت عام 2014 عندما أعدم 1700 جندي من الجيش العراقي. ويظهر في الفيديو قائد من الميليشيات يقول: «العين بالعين والسن بالسن».

مشاركة :