في الحديث الحسن، الذي رواه البيهقي، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:- [لو يُعْطَى الناسُ بِدَعْواهم لادَّعى رِجَالٌ أموالَ قومٍ، ودماءَهم. ولكن البينةَ على المدَّعِي، واليمينَ على من أنْكر]. تداعت تلك القواعد الأصولية الصارمة، التي قَدَحَها قول من لا ينطق عن الهوى، على ذاكرتي، وأنا أسمع، وأرى أقوماً يطلقون الكلام على عواهنه، لا يلقون لما يقولون بالاً. مع أنّ لغوهم يوغر الصدور، ويُصَدِّع وحدةَ الأمة الفكرية، ويثير الأعداء المتربصين، ويمكنهم من وثائق إثبات، يأتيهم بها من لم يزودوا.
مشاركة :