جهود وطنية تستحق الشكر والإشادة تلك التي تبذلها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المحافظة على إرثنا الوطني وتطوير إمكاناتنا السياحية وإبرازها للعلن الأمر الذي سينعكس مستقبلاً بالإيجاب على جزء مهم من موجوداتنا الوطنية. وقد شاءت الظروف أن أتعرف على الزميل الإعلامي جابر بن فيصل الحجي، مدير تحرير نشرة «سياحة وتراث» الشهرية الصادرة عن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حيث تكرَّم بتزويدي مشكوراً بجملة من إصداراتهم الصحفية، التي عكست بشكل جلي حجم المجهود الكبير والعمل الوطني المطرد الذي تبذله الهيئة العامة للسياحة، ممثلة في رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، في سبيل الرفع من أدائنا السياحي في كافة مدن المملكة التي تملك مقومات سياحية لازمة، والعمل كذلك في المحافظة على آثارنا الوطنية وصيانتها من الضرر، أو الزوال. والمملكة العربية السعودية بما حباها الله من امتداد جغرافي كبير، وتنوع مناطقي ما بين سهل وجبل وبحر، مجمل ذلك قد جعل من بعض مدنها أمكنة جيدة لممارسة الفعل السياحي، وقضاء الإجازات الأسرية في راحة واستجمام رائعين. فمناطق مثل: عسير، والطائف، والباحة، وجبال فيفا، وجزر فرسان في جازان، تتمتع بكل المقومات السياحية اللازمة لأي ممارسة سياحية مثلى، ومن ذلك طبيعة مناخها البارد في الشتاء، والمعتدل في الصيف، ومتنزهاتها الطبيعية التي مازالت تحتفظ بالشيء الكثير من طبيعتها البكر، بالإضافة إلى توفر البنى التحتية فيها، ما يجعل منها مناطق سياحية متميزة، وتشي مستقبلاً بممارسة سياحية سعودية مثلى وواعدة، كما أن احتواء مملكتنا الحبيبة على جملة من الآثار الوطنية التي تحرص الهيئة العامة للسياحة على المحافظة عليها وصيانتها، جعل من ترابنا الوطني منطقة اهتمام لأولئك المهتمين بالآثار، كما شكَّل إرثنا الحضاري نقطة جذب لعلماء الأركيولوجيا والمهتمين بالتاريخ الحضاري الإنساني كذلك. لقد كان وطننا مهداً لحضارات عدة، مرت عليه عبر التاريخ الإنساني الممتد والطويل، ولايزال منها ما هو ماثل للعيان مثل مدينة العلا القديمة، وحي الطريف في الدرعية، وقصر محيرس في الأحساء، ومدينة عثر في جازان، وقرية رجال ألمع التاريخية، ومبنى الإمارة التاريخي في نجران، وحصن الزهوان في محافظة القرى، ونقش تيماء الهيروغليفي، وقلعة مارد في دومة الجندل، وقصر برزان في حائل، وغيرها عشرات من المعالم الأثرية التي تشكِّل إرثاً حضارياً إنسانياً لا تعادله أي قيمة مادية على الإطلاق، وليس هذا المقال بمقام لحصرها أو إحصائها. ومعظم هذه المواقع الأثرية السعودية تحظى بالمحافظة عليها والصيانة الدورية لها من قِبل هيئة السياحة لدينا، وهي ستشكِّل، بعون الله، رافداً اقتصادياً لنا في حال العمل على توظيفها بشكل جيد ومدروس من قِبل المستثمرين السعوديين بصفتها مناطق جذب سياحي. وحقيقةً، ما يسر النفس، ويثلج الصدر، ويشعر المرء بالفخر، هو ما نراه من جهود جبارة تبذلها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ممثلة في رئيسها وكافة المنتسبين إليها في سبيل المحافظة على موروثنا الثقافي وآثارنا الوطنية، فشكراً لهم مجدداً من قلب كل سعودي محب لهذا الوطن، وحريص عليه وعلى تطوره ونمائه واستقراره.
مشاركة :