تفشي حمى كرة القدم يتواصل في آيسلندا، حيث تنتظر الجماهير بشغف المواجهة النارية، اليوم، أمام الدولة المضيفة فرنسا، في دور الثمانية لكأس الأمم الأوروبية (يورو 2016). وقال ستيرمير جيلاسون، الشريك المؤسس لرابطة مشجعي المنتخب الوطني التي يطلق عليها «تولفان»، والتي تضم 400 عضو: «يمكنك أن ترى اللون الأزرق في كل مكان، أنا أرتدى القميص الأزرق لمنتخب آيسلندا في العمل»، مضيفا: «إنه توتر شديد، وفرحة كبيرة، ولكن التوتر سائد بين الناس أيضا، ولكن ليس على النحو السيئ، بل على النحو الجيد». وسافر جيلاسون (27 عاما) إلى فرنسا، أول من أمس، بعد حصوله على تذكرة للمباراة التي يستضيفها استاد دو فرانس، لكنه يتشكك في إمكانية أن يذوق طعم النوم قبل المباراة. وحجز أعضاء آخرون في رابطة مشجعي المنتخب الوطني على نفس الطائرة، من بينهم قارعو طبول الذين يسعون لإعطاء دفعة معنوية إضافية خلال ترديد أغنية «فايكينج» التي يشارك فيها الجماهير واللاعبون. وأوضح جيلاسون أن قصة الرابطة بدأت من خلال فريق في اسكوتلندا، وتم تعديلها من جانب نادي محلي في آيسلندا. والاهتمام بالمنتخب الوطني يزداد في الدولة الواقعة شمال المحيط الأطلسي، التي يبلغ تعدادها السكاني 330 ألف نسمة. واتسعت القاعدة الجماهيرية لمنتخب آيسلندا بعدما حقق الفريق مفاجأة تلو الأخرى في أول مشاركة له في كأس الأمم الأوروبية. وأكد جيلاسون: «ندرك أنها مباراة صعبة، ونلعب في مواجهة أصحاب الأرض». وفي الوقت الذي يضم فيه منتخب فرنسا بين صفوفه مجموعة من الأسماء من العيار الثقيل، أشار جيلاسون إلى أن منتخب آيسلندا يمكنه أن يعتمد على «القلب والإرادة». وبعد أن فجر منتخب آيسلندا واحدة من أكبر مفاجآت «يورو 2016»، وأطاح بإنجلترا من دور الستة عشر عبر الفوز 2 / 1، عقب المسيرة الملهمة في دور المجموعات، أكد جيلاسون أن الحديث بدأ يزداد بشأن السفر لمؤازرة الفريق في روسيا خلال مونديال 2018، وضرورة التوحد خلف المنتخب الوطني خلال التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم، موضحا: «نثق في أننا بمجرد وصولنا إلى هناك، سيكون بإمكاننا أن نفعل الأمر مجددا ومجددا ومجددا». وفي الوقت الذي يلعب فيه منتخب آيسلندا بأداء تكتيكي منضبط، ويمتلك جماهير على قدر هائل من الحماس، فإن منتخب فرنسا يتفوق في النواحي الحسابية، إذ إن السويدي لارس لاغرباك، المدير الفني لمنتخب آيسلندا الذي سبق له تدريب السويد ونيجيريا، لم يسبق له الفوز على منتخب الديوك خلال 11 مواجهة سابقة جمعته به. ولكن لاغرباك وشريكه في التدريب هيمير هالغريمسون شددا على ضرورة أن يواصل الفريق اللعب بشكل منضبط، وأن يحتفظ بتركيزه. ومن المتوقع أن يحتشد الآلاف من المشجعين في وسط ريكيافيك لمشاهدة مباراة المنتخبين الآيسلندي والفرنسي اليوم. ونظرا للإقبال الشديد من جانب جماهير آيسلندا للسفر إلى فرنسا، من أجل متابعة مباراة دور الثمانية، فقد رفعت شركات السياحة أسعار باقات السفر بشكل مبالغ فيه، مما دفع البعض للقيام بأمور غير تقليدية لمتابعة مباراة المنتخب الوطني أمام فرنسا اليوم. ورفض داغور أرناسون الارتفاع الجنوني في أسعار تذاكر السفر، لذا توجه من آيسلندا إلى برشلونة أول من أمس، حيث قضى الليلة في المدينة الإسبانية رفقة ثلاثة من أصدقائه، قبل التوجه إلى باريس صباح اليوم. وتبدأ رحلات العودة من فرنسا صباح الثلاثاء، حيث ستكون هناك رحلة تستغرق ست ساعات إلى فريغريتشافن الألمانية، قبل العودة إلى آيسلندا. ومن المتوقع أن يحضر نحو ثمانية آلاف مشجع آيسلندي المباراة أمام فرنسا على استاد دو فرانس.
مشاركة :