هل يتسبب الهاتف المحمول في الإصابة بالسرطان حقا؟

  • 7/3/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هل من الممكن أن يتسبب استخدام الهاتف المحمول في الإصابة بمرض السرطان حقا؟ يحاول العلماء منذ سنوات البحث عن إجابة عن هذا السؤال ولكن الجدل والنقاش لا يزال مستمرا. في الوقت الحالي توصلت دراستان إلى نتائج متعارضة تماما. من ناحية هناك الدراسة التي مولتها الحكومة الأمريكية بتكلفة 25 مليون دولار والتي تثير حماس معارضي الهواتف المحمولة، حيث أقدم باحثو برنامج علوم السموم القومي على مدار عدة أعوام على تعريض ألفين و500 فأر وجرذ تجارب لآشعة الموجات الصغرية (ميكروويف) المعروفة باسم (جي إس إم) و(سي دي إم إيه). كان المعدل هو 10 دقائق من التعرض للأشعة و10 دقائق من الراحة. تحملت الجرذان عامين بمعدل تسع ساعات يوميا بتردد 900 ميجا هيرتز والفئران بتردد ألف و900 ميجا هيرتز. وتثبت النتائج، التي لا تزال مؤقتة في حالة الفئران، أن الجرذان الذكور الذين تعرضوا للإشعاع طوروا أورام مخية حميدة وأورام في القلب. ويرى الفريق الذي يقوده مايكل ويد أن هذه الأورام "غالبا ناجمة عن الاشعاع الموجه للجسد بأكمله عبر موجات (جي إس إم) و(سي دي إم إيه)". ومن أصل 90 جرذا تعرضوا للإشعاع في مجموعات الدراسة الست رصدت أورام مخية في ثلاثة فيما ارتفع هذا الرقم بالنسبة للقلب إلى ست حالات. أما بالنسبة للـ90 الذين لم يتعرضوا للاشعاع فلم يطرأ تغيير. على الرغم من هذا فإن حالات إناث الجرذان لم تظهر نتائج ذات مؤشرات إحصائية، بل إن القوارض التي تعرضت للإشعاع عاشت لوقت أطول من المجموعات الخاضعة للسيطرة. ويؤكد العلماء في المقالات التي تصاحب دراستهم أيضا أن التجارب على الحيوانات لا يمكن تعميمها بشكل مباشر على الأشخاص. وكما حدث في الكثير من دراسات الأمراض الوبائية سابقا فإن الأورام تطورت في مواد البحث التي تعرضت لآشعة الهواتف الذكية. ولعبت هذه الدراسات السابقة أهمية كبيرة لكي تصف منظمة الصحة العالمية في 2011 آشعة الهواتف المحمولة كـ"احد الأسباب المحتملة للإصابة بالسرطان"، ولكن لا يجب نسيان أن هذه القائمة تضم أيضا بعض الخضروات والقهوة. وقدم فريق أسترالي، بالتزامن تقريبا مع نشر الدراسة الأمريكية، بحثا أجراه طوال 30 عاما، حيث يقول صاحبه سيمون تشابمان وفريق عمله لمجلة (كانسر ابيديمولوجي) "لم نعثر على أي زيادة في انتشار أورام المخ ترتبط بالزيادة الكبيرة في استخدام الهواتف المحمولة". واستخدم الباحثون سجل مرضى السرطان في أستراليا وفحصوا تشخيصات الأورام الخاصة بـ19 ألف و800 رجل و14 ألف و200 سيدة بين 20 و84 عاما بين عامي 1982 و2012 ، هذا مع الأخذ في الاعتبار بأن أول الهواتف المحمولة وصلت لأستراليا في 1987 ، فيما أن نسبة انتشاره في 2014 بين السكان بلغت 94%. وعلى ضوء دراسات سابقة كان العلماء يتوقعون العثور على زيادة واضحة في حالات الإصابة بالسرطان ولكن هذا الأمر لم يحدث، حيث أن الزيادة كانت طفيفة في حالة الذكور ويمكن تفسيرها وفقا للخبراء بسبب تطور أساليب التشخيص. على الرغم من هذا فإن هذه الدراسة ليست معفية من الانتقادات، حيث يعتبر خبير التكنولوجيا الحيوية بجامعة هلسنكي داريوز ليتشينسكي الذي استشارته منظمة الصحة العالمية في قرارها عام 2011 أن السنوات العشر التي تعتبرها الدراسة فترة تكون المرض غير كافية، بل ويقول في مدونته إنه لا يمكن الحديث عن 29 عاما من استخدام الهواتف المحمولة بل 15 عاما على الأكثر، بعدما انتشرت هذه الأجهزة بالفعل. وحتى الآن لم يقدم العلم إجابة صحيحة بخصوص هذه الإشكالية، في الوقت الذي ازداد فيه اعتماد البشر على الهواتف المحمولة ليس فقط للتواصل عبر المكالمات الهاتفية، بل في الكثير من الأمور مثل برامج المحادثة والتراسل والتواصل الاجتماعي عبر (فيس بوك) (وواتس آب) و(تويتر)، بل وفي مجالات تعليم الأطفال عبر بعض التطبيقات التي تعرفها كل الأمهات. ويبدو أن الوقت قد يطول للتوصل لنتيجة موثقة علميا بالشكل الذي طرحه الخبير في مجال التكنولوجيا الحيوية، لأنه وفقا لكلامه ربما يحتاج الأمر لـ15 أو 20 عاما إضافيا على الأقل لاعداد دراسة بشكل مناسب تأخذ في الاعتبار عامل الانتشار الفعلي لهذه الأجهزة ولكن هذا لن يعني بأي حال من الأحوال أن تجارة الهواتف المحمولة قد تتراجع أو تتأثر. ح.أ;

مشاركة :