الوزير الخليجي الذي تولى حقيبة الإعلام لثلاث مرات في الحكومة الكويتية .. عطفا على الإنجازات التي تحققت في الفترات التي تولى فيها دفة الوزارة .. الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب.. حاصل على البكالوريوس في العلوم السياسية والإدارة العامة من جامعة الكويت.. عين في أغسطس 2011 وكيلا لوزارة الإعلام وفي ديسمبر 2012 عين وزيرا للإعلام ووزير دولة لشؤون الشباب. التقته «عكاظ» في حوار خاص تحدث فيه عن المراحل الثلاث التي تسلم فيها حقيبة الإعلام والمشاريع التطويرية التي بصدد تنفيذها .. والتي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وإيصال الرسالة الإعلامية الكويتية للخارج.. كما تطرق الشيخ سلمان إلى الإعلام الخليجي ودوره في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية .. وإلى تفاصيل الحوار: • كيف يمكن توحيد التوجه الإعلامي الخليجي لمواجهة التغيرات والتحديات في المنطقة والعالم؟ •• الخطاب الإعلامي الخليجي يتجه نحو التكامل وقد تحقق من خلال التنسيق الدبلوماسي والسياسي.. وأصحاب الجلالة والسمو اهتموا بموضوع التكامل الإعلامي بعد اعتماد استراتيجية دول المجلس. وفي هذا الجانب، سعى وزراء الإعلام إلى الاستعجال في وضع الخطوات التنفيذية والاستراتيجية اللازمة، وهناك فريق متخصص يعمل على تنفيذ المحاور والاستراتيجية الإعلامية لدول المجلس. هذه الاستراتيجية من أهم أهدافها، توحيد الإعلام الخليجي أمام الآخر وإعطاء صورة نمطية عن دول المجلس، ومازلنا بحاجة إلى المزيد من الجهود في هذا الشأن. وهناك نقلة نوعية في إشراك الإعلام الخليجي فيما يتعلق بالإعلام الحديث للتأهيل والمشاركة في أي اجتماعات رسمية لوزراء الإعلام لدول مجلس التعاون. وانطلق أول لقاء في مملكة البحرين قبل اجتماعات وزراء الإعلام، وأعتقد أن الخطوات تسير في الاتجاه الصحيح لأن توحيد الخطاب الإعلامي الخليجي ضرورة ملحة، إضافة إلى أنه يجب أن يكون هناك تنسيق وتوحيد في الجهود الثقافية بما ينعكس إيجابيا لإعطاء الصورة الحقيقية للمجتمعات الخليجية لمواجهة حملات التشويه والتشويش. أضف إلى ذلك تشجيع بعض المبادرات على مستوى الإعلام الجديد والتواصل الاجتماعي وغيره لحضور وتواجد أكثر من خلال طرح الأولويات الإعلامية. ونحن مطمئنون بأن الإعلام في مجلس التعاون يسير في الاتجاه الصحيح لتفعيل الرسائل والوسائل الإعلامية في دول مجلس التعاون الخليجي. • كيف تنظرون لأهمية الاجتماعات الدورية لوزراء الإعلام الخليجي؟ •• الاهتمامات والتنسيق والمشاورات مستمرة على المستوى الجماعي أو الثنائي بين وزراء الإعلام إضافة إلى الاجتماع السنوي، وهناك اجتماعات تنسيقية على المستوى الفني لوكلاء الوزارات وعلى المستوى النوعي لمستوى الأجهزة الإعلامية المتخصصة في دول المجلس في مجالات البرامج أو في المجالات الاستراتيجية. وهذه الاجتماعات مميزة وأشعر بأن هناك خطوات طيبة خاصة وأن الأمانة العامة لدول مجلس التعاون وضعت الإعلام في الاهتمام الأول، هو وقضايا الشباب بدعم وحرص قادة مجلس التعاون. • تلفزيون الكويت كان هو الرائد في المنطقة منذ زمن والآن كيف سيعود إلى موقعه كما كان؟ •• هناك جهود حثيثة لتطوير تلفزيون الكويت من حيث المحتوى ومن حيث الشكل والتلفزيونات الرسمية اليوم أصبح دورها محددا أكثر من القنوات الخاصة؛ لأنها ترتبط بأنظمة معينة ومجالات مخصصة وتتكلم باسم الدولة ولها معايير خاصة من ناحية دقة الخبر ونقله وتحليله بطريقة محايدة مما أعطت التلفزيون الرسمي هذا الشكل الخاص بالإضافة إلى دعمها للبرامج غير الربحية وبرامج الخدمة المجتمعية وتعزيز الهوية الوطنية والقيم إلى آخره، هذه الأمور أصبحت أولوية عند التلفزيون الرسمي. ولكن من الجانب الإخباري في تلفزيون الكويت، نجد أنه من المهم أن نطور هذا الجانب بشكل أكبر ولم نصل إلى مرحلة إطلاق قناة إخبارية ولكنها تحت الدراسة كمنظور. لدينا شعور في الدور التكاملي فيما يتعلق بقضية الإعلام وبالتالي أي مؤسسة إعلامية تخدم الرسالة الخليجية فنحن جزء منها وندعمها. وأما في الجانب الاجتماعي والفني فالمطلوب منا أن نطور من إمكانياتنا وخاصة فيما يتعلق في الإنتاج الموجه. ومن المهم جدا أن نفعل دور الإنتاج والمطلوب من مؤسسة مجلس التعاون للإنتاج المشترك أن تنهض وبدأنا خطوات الآن لتطويرها من البرامج النمطية إلى إنتاج برامج هادفة يحتاجها المجتمع الخليجي، تعنى بالنشء والشباب وتعزيز الهوية الخليجية، ويجب أن تصمم بطريقة غير نمطية وأسلوب غير تقليدي حتى تستهوي المتلقي وتكون محل تأثير. هذه التحديات نرى بأن في المرحلة القادمة يجب التركيز عليها. وكذلك عندما ننظر إلى تلفزيون وإذاعة الخليج نجد بأنه من المطلوب منه المساهمة في جهوده فيما يتعلق بالتدريب وإعداد الكوادر الفنية المتخصصة، وهنا نأتي إلى منظومة تستطيع أن تعطينا تأثيرا وإمكانيات أكبر. وتلفزيون الكويت كما ذكرت يصارع بين تقليدية تلفزيون دولة وبين فكر القطاع الخاص وانفتاح البرامج، وبالتالي أطلقنا الكثير من المشاريع المشتركة مع قنوات خليجية وعربية سعياً للتكامل في مستوى البرامج. ولكن نعود لأهم قضية اليوم وهي أننا بحاجة إلى برامج أهدافها واضحة تؤدي التأثير المطلوب لشبابنا ونشأنا ليكونوا دائماً داعمين لخطوات الدولة ومفهوم العمق الخليجي الموحد وهو الهدف الذي نسعى دائماً له. • عودتك لتولي حقيبة الإعلام للمرة الثالثة، هي اعتراف بالإنجازات التي حققتها في الفترات السابقة، ما الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها لتطوير الإعلام الكويتي في هذه الفترة؟ •• قد يكون الأمر الرئيسي المهم منذ وجودي في وزارة الإعلام الآن أكثير من سنتين ونصف السنة، أصبحت الصورة واضحة والمشاريع التطويرية التي تم إعدادها من قبل الكفاءات الموجودة في الوزارة وأيضاً من قبل متخصصين وأكاديميين، تم تنفيذ جزء منها والآن نحن في صدد تنفيذ الأجزاء المتبقية والتي من أهدافها الأساسية زيادة التأثير الإعلامي الهادف والتي تعزز الهوية الوطنية وتوضح الإنجازات التي تبذلها الدولية للمواطن في سبيل رفاهيته والدفع بالرسالة الإعلامية الخارجية. ومما نفخر فيه هو وجود عناصر بشرية من الكفاءات الشبابية لديها الإمكانات التي تواكب الأدوار الدبلوماسية العالمية التي حظيت بها الكويت في الآونة الأخيرة باستضافتها العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية الهامة. ولا ننسى الدور الثقافي المهم وهو دعم المفهوم الذي يؤدي إلى تعزيز الصورة والثقافة الإسلامية والعربية في العالم والتي نحن مطالبون بحمايتها من حملات التشويه الموجهة والمنظمة للأسف الشديد. وأيضاً نحن نعمل على تطوير البرامج الثقافية والأدبية والفنية في المرحلة القادمة وهي من الأولويات. • مجلس الأمة الكويتي عادة ما يوجه العديد من الانتقادات للوزارات والأجهزة الحكومية، ولكن منذ توليكم الوزارة لم نسمع أي انتقادات وجهت إليكم، هل هو رضا الشارع الكويتي للإنجازات التي تمت في عهدكم؟ •• الانتقاد محمود واليوم في مجلس الامة مسؤولياتهم كسلطة تشريعية ورقابية، ومن الجانب الرقابي من حق أي عضو في المجلس أن يسأل ويستوضح أو يوجه ملاحظات، ونحن من واجبنا أن نوفر له المعلومة التي يريدها ونحترم الآراء والاقتراحات التي يقدمها. هناك دائماً دقة في التعامل مع الإعلام الكويتي، فلدينا آراء ترى أن يكون الإعلام أكثر انفتاحاً وآراء ترى أن يكون الإعلام محافظاً، وسياسة الدولة وضعت الأنظمة والقوانين وهي المسار الذي نتبعه بحيث إننا نحقق من خلال الإعلام الهادف متطلبات الدولية ومن أهمها التنمية. ونحن نحترم جهود مجلس الأمة وفي نفس الوقت هم يحترمون العمل الذي نؤديه. فالمسؤولية التنفيذية مسؤولية هامة ودقيقة وبالتالي نعتقد أن دعم مجلس الأمة يساهم في تطوير الدور الإعلامي الكويتي.
مشاركة :