لا قضية أساسية يمتلكها الإنسان المؤمن أولاً سوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهي القضية الجوهرية التي يدافع عنها الإنسان المؤمن، يقول الله تعالى: (فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد)، لذلك كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القضية الأساسية في حياة المؤمن بشكل خاص وحياة الأمة بشكل عام، لأن الأمة وهي أمة النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أخرجت للناس لتنشر السلم والسلام والمحبة في الأرض عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يول الله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)، لذلك علينا إذا أردنا أن نفلح أن نقدم الأمن والسلام والمحبة بين الناس وبين الشعوب، يقول الله تعالى: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر ولله عاقبة الأمور)، لذلك علينا أن نركز كثيراً فيما نقوم به وهل هو يتوافق مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا أن نستحسن الأمور بظاهرها وقد لا تكون هذه الأمور المستحسنة خيراً، بل هي شر. الدمار والخراب والتخريب والعبث بأمن الناس، تعطيل الطرق، اشغلها وتعطيل مصالح الناس، الاساءة للناس، وخلق البغضاء والعداوات، وصناعة الأوهام، خطوات ابليسية مستمرة من الإنسان لا يعلمها ويستحسن ظاهرها، ويبرر لنفسه القيام بها، وهي منكر شيطاني وظلم للنفس والناس، وعلينا أن نأمر بالمعروف، والمعروف ما تعارف عليه المجتمع من خير، وقد يفهم بعض الناس أن بعض الأعمال هي من الأعراف المقبولة، لكن الحقيقة هي من الأعراف الباطلة فيشتبه الحق بالباطل، ويقع الفرد منا في المحظور وهو يجهل، وقد يصر على ذلك ويقع في أكبر من الوقوع فهو في الجهل المركب ساقط. من أهم ما يجب أن نفهمه من المنكرات التي يتخيل بعض الأفراد أنها أعراف، فلو اختلفت معك في الفكر أو العقيدة أو المنهج فأنا ضدك وأنت ضدي، وهي مسائل مبتلى بها الكثير من الأمم والناس والجماعات، من ينتمي للدين ويذكر الله، ومن هو بعيد عن الله ولسان حاله أنه مسلم، والحقيقة أن الاعتداء على الناس من أشد المنكرات، يقول الله تعالى: (لقد جئت شيئاً نُكراً)، أي الشيء المنكر والنكير، ومما لا يقبله العقل ولا المنطق، (يوم يدعو الداع إلى شيء نُكر)، فمما يوجب حقيقة أن نبدأه هو تصفية القلوب من انكار بعضنا البعض، ومن ضرب بعضنا البعض، ومن التقول على بعضنا البعض، ومن إعمال المنكر بكل أشكاله، ونسيان الحق بكل تفاصيله، فالمعروف شيء تقبله النفوس كلها ولا تزدريه القلوب جلها، والمنكر قد يتوافق عليه قوم ولكن سيختلف عليه أقوام كثيرة، وليقس المؤمن على هذا الحساب ويدرك هذا المطلب المهم في شهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
مشاركة :