بعد أشهر من القطيعة عادت العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين روسيا وتركيا باجتماع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود غاوش أوغلو بمنطقة سوتشي جنوب روسيا من أجل الاتفاق للتنسيق والعمل الموحد في الجانب السياسي والعسكري بخصوص الأزمة السورية والتمييز بين نشاط التنظيمات الإرهابية عن المعارضة هناك في سورية بالإضافة للحث على سرعة استئناف المفاوضات السورية في جنيف. وكان هذا بحسب ما نقلته وكالة الإعلام الروسية هو مجمل ناتج اجتماع وزيري الخارجية للبلدين المتفقان من تصريحاتهما بأن هناك جماعات وتنظيمات إرهابية تمارس نشاطها مستغلة فوضوية الأحداث السورية ويريدان بحسب ما قاله وزير الخارجية الروسي لافروف أن يتم التنسيق عسكرياً بالاتصال بين جيوش بلديهما للاتفاق بشأن سوريا لأهمية تركيا في ذلك كونها مجاورة حدودياً للأراضي السورية. ويأتي هذا الاجتماع والاتفاق بين وزير الخارجية الروسي ووزير الخارجية التركي مماثلاً لما تم خلال الأشهر الفائتة من اجتماع وزير الخارجية الروسي لافروف مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري واتفاقهما في وجهات النظر حول تصنيف ما يحدث في سورية وبوجوب إنهاء الحرب هناك والخروج بحل سلمي ونهائي للأحداث. روسيا التي رفضت في السابق أي نقاش بشأن مساندتها لحليفها الأسد في سورية والأوضاع الحاصلة هناك وتدخلها المباشرة لمساندة النظام الحاكم هناك تتفق اليوم مع الولايات المتحدة الأمريكية وتتفق كذلك مع تركيا دون أي ذكر لنظام الأسد على ضرورة إنهاء الأوضاع الفوضوية هناك وكأنها تريد التخلص من ورطتها هناك. لم يذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ولا خلال اجتماعه مع وزير الخارجية التركي والذي كان بعد تعنت وقطيعة روسية لكلا الجانبين اتفاقات بلده السابقة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد ولا أي اتفاقات تمت بموجب أو على هامش ذلك مع إيران. هل يؤكد ذلك فعلاً تغيّر وجهة النظر الروسية أو التفكير الروسي كما قال وزير الخارجية الأمريكي في ختام اجتماعه السابق مع نظيره الروسي؟ وهل يعني ذلك توقف دعمها لحليفها الأسد والتخلي عنه تفسيراً لما قاله لافروف بالتفريق بين عمل التنظيمات الإرهابية والمعارضة السورية ودعمه لسرعة استئناف مفاوضات جنيف. ولكن الواقع في سورية يخالف هذه التوقعات أو بالأصح التكهنات السابقة فما زالت روسيا هناك حليفة للأسد وتدعمه بشكل كامل وتواصل شن الغارات الجوية والتدخل البري للجيش على أحياء ومناطق خرجت عن سيطرة النظام السوري الذي يسانده أيضاً وبعلمها حلفاء آخرين من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني. الجدير بالذكر أن عودة العلاقات الروسية التركية بعد فترة القطيعة تلك والتي كان سببها ما يحدث في سورية هو أيضاً بسبب ما يحدث في سوريا ليعني ذلك أن ضرورة اتفاق البلدين وتوافقهما هو لحماية مصالحهما المشتركة والمختلفة لسلبيات ما نتج عن الأحداث السورية وتداركاً ومحاولة للسيطرة المسبقة لما قد ينتج عنها.
مشاركة :