مع إعلان أنقرة استعدادها للسماح للقوات الجوية الروسية باستخدام قاعدة «إنجرليك» الجوية في أضنة لضرب الإرهابيين في سورية، قصف الجيش الإسرائيلي موقعين عسكريين للنظام السوري رداً على إطلاق نار في الجولان المحتل. في تطور جديد على طريق عودة العلاقات، اقترحت تركيا أمس التعاون مع روسيا في قتال تنظيم "داعش" في سورية. ونقلت قناة "TRT" التركية عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس عدم وجود مانع في فتح قاعدة إنجرليك أمام الروس للمشاركة في المعركة ضد "داعش"، معتبراً أن "داعش يعد عدواً مشتركاً للجميع وعلينا محاربته معا"، إلا أن الوزير أكد في وقت لاحق أنه لم يتطرق إلى فتح القاعدة الموجودة في أضنة أمام المقاتلات الروسية. وشدد جاويش أوغلو، في حديثه مع القناة التركية الرسمية أن التعاون المفترض مع موسكو مهم جدا فيما يخص الجهود المبذولة للحيلولة دون وقوع "حوادث غير مرغوب فيها"، في إشارة إلى إسقاط القاذفة الروسية "سو-24" فوق ريف اللاذقية الشمالي، الذي تسبب في أكبر أزمة بين موسكو وأنقرة. وكشف جاويش عن اتفاقه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه في مدينة سوتشي يوم الجمعة الماضي "على هذا الموضوع (التعاون في مجال محاربة الإرهاب)". وعلى الفور، أعرب الكرملين عن ترحيبه بتصريحات جاويش أوغلو "المهمة"، مبيناً أنه لم تجر محادثات رسمية يشأن استخدام القاعدة بعد. ولاحقاً، شدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم على أن "حل الأزمة السورية ممكن، ولكن على الجميع أن يقدّم التضحيات اللازمة"، داعياً "الشركاء الاستراتيجيين وفي التحالف الدولي، للعمل على تضميد جراح سورية". إسرائيل والجولان الى ذلك، هاجم الجيش الإسرائيلي موقعين عسكريين في هضبة الجولان بعدما أدى إطلاق نار مصدره جيش الرئيس السوري بشار الأسد إلى إلحاق أضرار بالسياج الأمني على طول الخط الفاصل، بحسب المتحدثة باسم الجيش. وفي أبريل الماضي، أقرّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل شنت عشرات الهجمات في سورية، التي لاتزال رسمياً في حالة حرب مع إسرائيل، استهدفت منع وصول شحنات أسلحة متقدمة لميليشيا "حزب الله" اللبنانية، أبرز حلفاء الأسد. معركة منبج إلى ذلك، تمكن 13 ألف مدني من الفرار من المعارك العنيفة في مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي منذ بدء عملية "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) لطرد "داعش" منها في 31 مايو"، باتجاه مناطق حررتها مؤخراً، وعمدت إلى نقل جزء منهم الى مخيمات نزوح في كوباني. ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أمس، فإن المئات من سكان حي الحزاونة خاطروا بحياتهم للفرار في مناطق الاشتباكات وقتل عدد منهم برصاص قناصة "داعش" والألغام التي زرعها في المدينة، موضحاً أن "قسد" صدت هجمات من ثلاثة محاور، هي محور مسكنة - منبج من الجهة الجنوبية، وجرابلس- منبج من الجهة الشمالية، والباب- منبج من الجهة الغربية. وفجر التنظيم المتطرف، بحسب المرصد، "ست عربات مفخخة"، كما دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين رافقها قصف كثيف لطائرات التحالف الدولي، من دون أن يتمكن من كسر الحصار. «جيش التحرير» إلى ذلك، اتهم فصيل "جيش التحرير" أمس الأول "جبهة النصرة" بخطف قائده محمد الغابي وأكثر من 40 من مقاتليه بعدما هاجمت مواقعه في مدينة كفرنبل بإدلب واستولت على أسلحة تلقاها من الولايات المتحدة، بحسب المرصد. وسبق أن هاجمت "النصرة" العديد من الفصائل المعارضة المدعومة أميركياً أبرزها الفرقة 13 في مدينة معرة النعمان وخطفت العديد من مقاتلي هذا الفصيل الذي دربته الولايات المتحدة. عاصمة الكرد وفي الحسكة، شهدت شوارع مدينة القامشلي، التي حددتها الإدارة الذاتية الكردية في دستورها الأولي المكون من 85 مادة عاصمة لكردستان سورية (روجا آفا)، حالة من التوتر واشتباكات بين قوات الأسد، وقوات الأسايش، أسفرت عن قتلى وجرحى. ووفق وكالة "أرا نيوز" فإن الاشتباكات جرت في الشارع الرئيسي وشوارع فلسطين والقاهرة وفردوس والماركات، في الوقت الذي قطعت فيه شبكة الاتصالات الخلوية "إم تي إن"، و"سيريتل"، عن عموم القامشلي والحسكة. حكومة الأسد سياسياً، شكل الأسد أمس الأول حكومة جديدة احتفظ فيها الوزراء الرئيسيون بحقائبهم في حين تولى وزراء جدد حقائب الإعلام والاقتصاد. وكلف الأسد في 22 يونيو وزير الكهرباء عماد خميس في حكومة تسيير الأعمال بتشكيل حكومة جديدة خلفاً لوائل الحلقي بعد أن أدى نواب برلمانه المنتخبين في أبريل الماضي، اليمين الدستورية في السادس من يونيو. واحتفظ نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وليد المعلم بمنصبه إضافة إلى وزير الدفاع العماد فهد الفريج. كذلك، لم يتبدل وزراء الداخلية والعدل والأوقاف وشؤون الرئاسة والمصالحة الوطنية. وزراء جدد وتضم الحكومة الجديدة 26 وزيراً يتولون حقائب، بينهم 14 وزيراً جديداً للتجارة الداخلية والاتصالات والموارد المائية والنقل والاسكان، ومنهم وزير الإعلام محمد رامز ترجمان والاقتصاد أديب ميالة حاكم المصرف المركزي والذي خلفه في منصبه دريد درغام، الذي أصدر وزير المالية السابق محمد الجليلاتي قراراً بالحجز الاحتياطي على أمواله المنقولة وغير المنقولة بسبب فساده عندما كان مديراً عاماً للمصرف التجاري السوري. حفيد «بدوي الجبل» وزيراً للثقافة برز في تشكيل الحكومة السورية الجديدة تعيين محمد الأحمد وزيراً للثقافة، وهو حفيد الشاعر والسياسي المخضرم محمد سليمان الأحمد المعروف بـ"بدوي الجبل"، والذي حاول البعثيون قتله بعلم حافظ والد الرئيس بشار الأسد. والوزير الجديد هو إمّا ابن منير الأحمد الذي قتل بدمشق أول تسعينيات القرن الماضي، أو ابن أحمد سليمان الأحمد الذي عثر عليه ميتا في بلغاريا عام 1993. و"بدوي الجبل" هو سليل أسرة علوية تعرضت لاضطهاد منذ وصول البعثيين إلى السلطة، وأول ستينيات القرن الماضي، ووالده الشيخ سليمان الأحمد، شيخ مشايخ العلويين، وتعرّض لمحاولة اغتيال من البعثيين، ثم رمي على الطريق عام 1968 رداً على قصيدته "من وحي الهزيمة" التي تلت هزيمة 1967، وتضمنت أبيات منها: "إني لأشمت بالجبّار" و"عبرةٌ للطغاة مصرع طاغٍ وانتقامٌ من عادل لا يجورُ. وغداً يذبح الرفيقُ رفيقاً منهمُ والعشير فيهم عشيرُ!".
مشاركة :