بالتأكيد تختلف كثيراً أو قليلاً مهمة السيد أحمد أبو الغيط وهو الآن الأمين العام لجامعة الدول العربية عنها عندما كان وزيراً لخارجية جمهورية مصر العربية. وفي ضوء ذلك من حقي كعربي شأني في ذلك شأن ملايين العرب من المحيط الى الخليج أن أطالبه بوطن عربي خالص نقي وخالٍ من أسلحة الخراب الشامل.. خال من اسرائيل وايران. نريد عواصم عربية عصية على الخراب والفتنة والدمار.. نريد مدناً عربية شامخة كالنار وكالإعصار في أوجه سماسرة طهران ولصوص تل ابيب من السادة أو الساسة التجار. نريد أمة عربية لا ينعق فيها الغراب ولا يُهجَّر منها الأهل ولا يرتحل الاحباب.. نريد مدناً وقرى عراقية ويمنية وسورية ولبنانية وفلسطينية بل ومصرية وسودانية وخليجية لا يفتن فيها الاهل والقبائل ولا تجف فيها الأنهار ولاتموت فيها الخمائل. نريد وطناً عربياً لا تظلل رأسه تيجان الذل أو العار أو العذاب ولا يستوطنه الغدر أو الدم أو الضباب.. نريد أمة عربية لا تحوم حولها الذئاب ولا ينهش في تاريخها وعرضها الصغار والكلاب. أدرك ايها السيد أحمد أبو الغيط انها المهمة الصعبة بل المستحيلة وما بيدك حيلة لكنك تستطيع أن تقول كلمتك وأن تكتب تاريخك وأن تحرق جرحك وأن تغرز رمحك في صدر كل عميل أو شرير أو ميت الضمير. انهم يظنون ان الوطن مجرد جماد لايتكلم.. وهذا وَهْمٌ.. انه سر مغلق لا يتكلم لكنه بالتاكيد ينتظرك ويرصد ويعلم ويظل يحلم. يكفي أن تقول لهم كما قال الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي: لن تجدوا يا أيها الفاشست في انتظاركم إلا كبول الموت والرماد.. فعودوا أيها الأوغاد.. لن تخوفوا الأطفال بالاصفاد.. ولن تستعبدوا بغداد! قل لهم كما قال الشاعر العربي عبد الرحمن العشماوي: أثبتي صنعاء في وجه البُغاةِ وافتحي بوابةً للمكرماتِ أغلقي بابك في وجه عميلٍ للأعادي غارقٍ في الموبقاتِ اجمعي الشملَ على منهج حقٍ يُزهِقُ الباطلَ من غيرِ أناةِ ارفعي ثوبَك عن وحْل الدعاوي وأباطيل وأوهام الغُلاةِ أنت ياصنعاءُ تاريخٌ عظيمٌ حافلٌ بالمجد محمود الصفاتِ فاردعي الباغي الذي يلبس ثوباً خاطَه خيّاطُ أثواب الطّغاةِ اثبتي صنعاءَنا لا تستكيني لبغاةٍ عكّروا صَفْوَ الحياةِ واستعيني بإله العرش كوني عند حُسن الظنّ يادارَ الأُباةِ sherif.kandil@al-madina.com