«صدق تعابير» صالح الأستاذ فنون تعزف لحن المكان

  • 7/5/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يتركز الفن بصنوفه وتلاوينه روحاً تغذي برامج ندوة الثقافة والعلوم وتحرك مساراتها. وبذا فإنها اعتادت، منذ البواكير، ألا تقصر أنواع الإبداع، التي تستضيفها وتحفز روادها، على جوانب الأدب أو التشكيل أو الموسيقى. وهو ما تجسد في احتفائها بمسيرة وإبداعات الفنان الإماراتي صالح الأستاذ، عبر معرض فني فوتوغرافي موسوم بـصدق التعابير، نُظم في شهر أبريل من عام 2004. إذ ترجمت من خلاله اهتمامها بالفنون الحديثة المحملة رؤى مجتمعية واقعية وحداثية تسردها أبجديات الصورة الفوتوغرافية. مهارة عكست الأعمال التي اشتمل عليها المعرض، مهارة فنية عالية لصالح الأستاذ عززتها قدراته وخبراته الواضحة في السيطرة على مخرجات آلة التصوير، ليوظف في هذا التوجه، عناصر الصورة ومعانيها في قوالب طرح جاذب وموضوعي لقضايا وموضوعات مستمدة من عمق المجتمع ومفردات واقعه المعيشي، مستندا في ذلك إلى تعابير وملامح فوتوغرافية، أمينة، تعضد رسالتها معالجات رقمية ذكية ومباشرة. إمتاع ومعرفة لم تغب عن صور/لوحات، الفنان الإماراتي الأستاذ في المعرض، مضامين مهمة تروي ظمأ المتلقي وتُغني عقله وروحه، قوامها الإمتاع والمعرفة والتوعية والتثقيف.. ناسجاً في ظل رؤاه الإبداعية مع الصور وخطاباتها الفكرية، لغة خاصة تحيل المتعة البصرية فضاء ثقافياً حافلاً بالمعاني. ففي زحمة الأشغال ومتطلبات الحياة اليومية المتسمة بالتعدد الهائل، حكت الصور المعروضة جملة مآلات ومخاوف للإنسان العصري.. ذاك من خلال مشاهد ونماذج متفرقة، بينها: صور عن تفكك الذات المجتمعية الجمعية وتلاشي لُحمة أرواحها. كما أن المشاهد الجمالية التي حاكتها وحضنتها الصور، والتي هي من صميم البيئة المحلية، ظهرت محتفظة بقيمتها. ولكنها بدت متعبة إزاء ما يحيط بها من متغيرات، وكذا الحال بالنسبة لمكون التقاليد والعادات.. ولأجواء وطقوس لقاءات الناس وجلساتهم. لكن الطاغي في أعمال الأستاذ، حال التمزيق التي، وباسم التطوير، تغرس القلق في صميم الهوية وتبذر التشتت في ذكريات المكان. وكأن الأعمال في هذا المنحى بمثابة دعوة.. أو صرخة، بالأحرى، رفضاً لاضمحلال الذات في كينونة العيش المعولم. حرف لا تموت كما تخير الأستاذ في صور معرضه، نماذج من الحرف التراثية، فرصدها بعدسته ومعالجاته المتقنة، ليروي حرفية أصحاب هذه المهن وبراعة أياديهم وهم ينسجون ويكونون قوام منتج يأخذ من الروح والفكر والبسمة والشجن الخاص بصنّاعه، بينما هو يتكامل وتترادف صفوف مبناه. دلال الخير حضرت مشاهد دلال القهوة بين نيران الحطب، في المعرض، ساردة سيرة كرم وفخر أهل الإمارات بعاداتهم.. وتمسكهم بالمحبة والتواد وبجلسات الخير ولمات الأقارب والأصدقاء. وكأن الدلال في الموقد، وهي متشحة بعلامات تعاقب السنين ولفحات النيران، تقول الكثير عن عزيمة استمرارها وهزمها مصير الزوال ما دام نبض المكان يعتمل ويتجذر في نفوس الأجيال.. متحديا تبدلات الزمن وأهواله.

مشاركة :