عندما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات مؤقتة على روسيا رداً على ضمها شبه جزيرة القرم، نظر معظم العالم إلى كلمة مؤقت باعتبارها كلمة بلا مضمون. ففي ظل غياب فرصة فعلية لمغادرة روسيا شبه جزيرة القرم، كان هناك اعتقاد أن العقوبات سوف تمضي في التمدد إلى الأبد تقريبا. لكن هذا لم يحدث، وتُواجه المفاوضات الأخيرة بشأن تمديد العقوبات برد فعل واسع عبر أوروبا الوسطى والشرقية. دول أوروبا الغربية لم تفهم ذلك، حيث إن تلك الدول لم تكن لديها تجارة كبيرة مع روسيا ، فيما إمكانية فرض عقوبات إلى الأبد تتراجع فعاليتها، مع إبداء وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كيرتز معارضته تمديد العقوبات أكثر من 6 أشهر، ومعارضة وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو الخطط الموضوعة من أوروبا الغربية لتمديد العقوبات آليا ، وإصرار وزير الخارجية الألماني فرانك-والتر شتاينماير على أن العقوبات ينبغي ألا تشكل غاية بحد ذاتها. وكان ينظر إلى العقوبات بأنها تشكل دعماً لأوكرانيا، وهذه الحجة تقل فاعليتها ، حيث إن ضغط الاتحاد الأوروبي على أوكرانيا لإجراء إصلاحات لا يحقق الكثير، وهناك إحساس متزايد بأن الوضع في شرق أوكرانيا يستمر لأنها تمضي به.
مشاركة :