أصيب خمسة عشرة مواطناً بالرصاص وعشرات من حالات الاختناق خلال مواجهات عنيفة شهدها مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة فجر اليوم الاثنين خلال تصدي الأهالي لقوات الاحتلال التي اجتاحت المخيم بمئات الجنود الذين وهدمت منزلي عائلتي شهيدين. وذكرت مصادر فلسطينية ومركز مخيم قلنديا الإعلام ان قوة كبيرة من جيش الاحتلال تزيد على 500 جندي وعشرات الآليات والمصفحات اقتحمت مخيم قلنديا بعد الواحدة فجراً، وحاصرت منزلي عائلتي الشهيدين عيسى عساف وعنان أبو حبسة، قبل هدمهما. عشراوي تدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والسياسية والقانونية ووفق المصادر فإن قوات الاحتلال قامت بنسف منزل الشهيد ابو حسنة فيما جرى هدم جدران منزل الشهيد عساف من الداخل. واستشهد ابو حبسة، وعساف، (21 عاماً) في 23 كانون الاول 2015، على أيدي شرطة الاحتلال والمستوطنين بعد تنفيذهما عملية طعن في منطقة باب الخليل بالبلدة القديمة من القدس أوقعت قتيلين وجريحاً من المستوطنين، فيما جرى التنكيل بالشابين الفلسطينيين ضربا بالعصي والقضبان المعدنية والركل بعد اصابتهما حتى فارقا الحياة. وكانت قوة من الوحدات الخاصة المستعربين تسللت خلسة إلى المخيم غير ان الشبان تمكنوا من رصدها ومهاجمتها بالحجارة، وإثرها دفع جيش الاحتلال بالمئات من الجنود بعشرات الآليات الى المخيم وفرضوا منع التجول داخله، غير ان الأهالي خرجوا بإعداد كبيرة وتصدوا للمحتلين بالحجارة والزجاجات الحارقة والألعاب النارية، فرد الجنود بإطلاق كثيف للرصاص وقنابل الصوت والغاز فيما سجلت اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وهذه القوات الاحتلال في بعض المحاور، دون أن يبلغ عن إصابات في صفوف المحتلين. بدورها، اعلنت مصادر الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 15 مواطناً في مخيم قلنديا، 3 شبان بالرصاص الحي، و8 بالرصاص المعدني، و3 إصابات بشظايا الرصاص الحي، وإصابة جراء السقوط، وتم نقلها بسيارات إسعاف جمعية الهلال الأحمر للعلاج في مجمع فلسطين الطبي برام الله. ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين، في المخيم ومحيطه، وأطلق الجنود قنابل الغاز والصوت نحو سيارات الإسعاف التي حاولت اخلاء الجرحى، وهشمت زجاج احداها. من جانبه، ذكر نادي الأسير الفلسطيني ان قوات الاحتلال اعتقلت الليلة الماضية وصباح اليوم 34 مواطناً على الأقل في العديد من مناطق الضفة الغربية. وقال النادي في بيان له: ان الاعتقالات تركزت في منطقة القدس وطالت 17 فلسطينياً بينهم طفلان توأمان هما مالك و محمد النابلسي (12عاماً). كما طالت ثمانية مواطنين من محافظة الخليل التي تخضع لحصار مشدد منذ بضعة ايام عقب هجومين فلسطينيين اوقعا قتلى وجرحى في صفوف المستوطنين. وسجلت اربع حالات اعتقال في منطقة بيت لحم، وثلاث من طولكرم واثنان اخران من جنين. صادر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير حربه أفيغدور ليبرمان على بناء 800 وحدة استيطانية في محيط مدينة القدس المحتلة، وذلك في اطار ردود الفعل الاسرائيلية على الهجمات الفلسطينية الأخيرة. وذكرت القناة العاشرة من التلفزيون الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أن نتنياهو وليبرمان صادقا مساء امس الاحد على بناء 800 وحدة استيطانية، 560 وحدة منها في مستوطنة معاليه أدوميم المقامة على اراضي المواطنين في بلدتي العيزرية وأبو ديس جنوب شرق القدس، ونحو 240 وحدة أخرى في مستوطنتي بسغات زئيف وهارحوماه. وقالت مصادر عبرية أنه بهذه المصادقة سيتم الشروع في بناء الوحدات الاستيطانية مباشرة دون الحصول على أي موافقات أخرى. من جانبها، دانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، المصادقة على هذه المشاريع الاستيطانية. وقالت في بيان لها اليوم الاثنين:إن هذا التمادي بالإجراءات الاستيطانية ياتي في سياق الغطاء الدولي الممنوح دائماً لدولة الاحتلال، وجرى تجسيده مؤخرا في التقرير الأخير للرباعية الدولية الذي ساوى بين الضحية والجلاد، وضرب بعرض الحائط جميع القوانين والمواثيق والشرائع الدولية، وأطلق يد إسرائيل لاستباحة كل ما هو فلسطيني. واعتبرت عشراوي هذا التصعيد الاستيطاني بمثابة استكمال لعملية التطهير العرقي التي تتعرض لها مدينة القدس، لتفريغها من سكانها الأصليين وإغراقها بالمستوطنين، وتعزيز الوجود الإسرائيلي على حساب حقوق شعبنا وأرضه وموارده، وعزلها من أجل إقامة ما يسمى مشروع القدس الكبرى. وطالبت عشراوي المجتمع الدولي بما فيه الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والسياسية والقانونية، ووقف سياسة الكيل بمكيالين، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره على أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
مشاركة :