فرنسا أعادت آيسلندا إلى حجمها وتحذر من صعوبة مواجهة ألمانيا

  • 7/5/2016
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشامب أن فريقه حقق الهدف الأول المتمثل ببلوغ الدور نصف النهائي من بطولة كأس أوروبا التي تستضيفها بلاده بعد فوزه العريض على آيسلندا مفاجأة البطولة 5 - 2 على ملعب سان دوني، محذرًا في الوقت نفسه من صعوبة المهمة المقبلة أمام المنتخب الألماني. وقال ديشامب: «أنا سعيد للاعبين الذين بذلوا جهودا كبيرة للوصول إلى هنا. بلغنا الهدف الأول من خلال تأهلنا إلى نصف النهائي وبالتالي لم نفشل حتى الآن في البطولة التي تقام على أرضنا. هل نجحنا؟ سنرى ذلك لاحقا». ورفض اعتبار فريقه مرشحا ضد ألمانيا وقال: «كلا، صحيح أن معنوياتنا ارتفعت بعد الفوز على آيسلندا لكن ألمانيا تبقى ألمانيا. إنها أفضل فريق في العالم ومن المنتخبات القليلة التي تستطيع السيطرة على الأمور». وأضاف: «نواجه فريقا رائعا يتمتع لاعبوه بفنيات عالية ويستحوذ على الكرة بنسبة كبيرة. يتعين علينا أن نكون في كامل مستوانا لنعبر إلى المباراة النهائية. واجهنا منتخبات همها الوحيد التكتل الدفاعي، لكن الأمر سيكون مختلفًا في مواجهة ألمانيا». وخرج أوليفيه غيرو من أرض الملعب متوشحًا بالعلم الفرنسي والابتسامة العريضة على وجهه بعد أن احتفل وزملاؤه بالمنتخب الفرنسي لفترة طويلة مع الجماهير المنتشية بالفوز الكبير. وجاء الفوز على المنتخب الآيسلندي، فريق المفاجآت بالبطولة، والتأهل على حسابه إلى المربع الذهبي ليساعدا على ما يبدو في إعادة تعزيز العلاقة بين المنتخب الفرنسي وجماهيره من جديد حيث كسر الفريق كل القيود التي حالت دون تقديم أداء مقنع لجماهيره خلال مبارياته الأربع الأولى بالبطولة الحالية. وسجل غيرو لاعب آرسنال الإنجليزي، الذي تعرض لسخرية الجماهير قبل شهرين، هدفين، كما نجح بول بوغبا لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي في التسجيل أخيرًا، وانفرد أنطوان غريزمان لاعب أتلتيكو مدريد الإسباني بصدارة قائمة الهدافين، بعد أن سجل هدفه الرابع بالبطولة، وكان الهدف الآخر الفرنسي من نصيب صانع الألعاب ديميتري باييه لاعب وستهام الإنجليزي. ونجح المنتخب الفرنسي أخيرا في التسجيل خلال الشوط الأول بعد أن تأخر كثيرا في حسم الفوز في مباراتيه أمام رومانيا وألبانيا كما حول تأخره بهدف أمام آيرلندا إلى الفوز 2/ 1 خلال الشوط الثاني من مباراته بدور الستة عشر. وكان المنتخب الفرنسي في أشد الحاجة إلى هذه الثقة قبل المواجهة المرتقبة أمام نظيره الألماني بطل العالم في الدور قبل النهائي يوم الخميس المقبل بمرسيليا، حيث يأمل مواصلة المشوار حتى منصة التتويج ليكون اللقب الثالث على التوالي للبلاد في البطولات الكبرى التي تحتضنها على أرضها، حيث فازت بلقبي يورو 1984 وكأس العالم 1998. وقال ديشامب: «قدمنا ما كنا بحاجة إليه للتسجيل. كنا مسيطرين على المباراة». وعن احتفال لاعبي المنتخب مع الجماهير كثيرة الانتقاد للفريق، أوضح ديشامب أن اللاعبين هم من قرروا التوجه إلى مجموعة من المشجعين كانوا يرفعون لافتة كبيرة داعمة للفريق، وقال: «دائما ما يحظى المنتخب بالدعم الجماهيري. أنا سعيد للاعبين ولكن أيضًا سعيد للمشجعين. الفريق معشوق من قبل الجماهير». وأبدى ديشامب سعادته بنجاح مهاجميه في التسجيل، فيما أشار غيرو إلى أنه ربما كان أفضل عرض لعبه في بطولة كبيرة. وكان بوغبا قد واجه انتقادات حادة بعد احتفاله خلال مباراة ألبانيا برقصة تضمنت ما اعتبره البعض إيماءة مسيئة للصحافيين، لكنه لم يؤدِّ تلك الرقصة خلال احتفاله بهدفه في شباك آيسلندا. لكن صالح بوغبا جماهير منتخب بلاده، وألقى لهم قبلات وابتسامات، عقب تسجيله هدفه الأول في البطولة. ونجح نجم يوفنتوس الإيطالي، الذي نال انتقادات حادة خلال «يورو 2016»، في إرضاء، ولو جزئيا، تطلعات المنتخب الفرنسي فيه منذ انطلاق المنافسات. وكان بوغبا ولا يزال أحد اللاعبين، الذين يتوقع تألقهم بشكل كبير في البطولة. ورغم أن التألق كان من نصيب لاعبين آخرين، تمكن اللاعب الفرنسي من تضميد جرح تسبب هو فيه بإشارة مثيرة للجدل خلال مباراة «منتخب الديوك» الثانية في البطولة أمام ألبانيا. وقال بوغبا عقب مباراة ألبانيا في إحدى لقاءاته الصحافية النادرة: «الانتقادات؟، لست مضطرا للإجابة على أي أحد، ألعب لكرة القدم، ألعب لصالح المنتخب الفرنسي وهذا يعد دافعا للحديث سواء بشكل سيئ أو بشكل جيد». ولم يكن هناك متسع بعد مباراة آيسلندا للجدل وللشكوك، فبدلا من أن يأتي بحركة قد يسيء فهمها، آثر بوغبا أن يرفع يده إلى فمه ويطلق قبلات في مواجهة المدرجات، بعد تسجيله الهدف. وبالإضافة إلى ذلك، قام بوغبا بتقديم رقصته المعهودة، التي يقوم بها بشكل معتاد بعد كل هدف يحرزه. ولعب بوغبا أمام آيسلندا في مركز متأخر عن مركزه المعتاد، بسبب غياب لاعب وسط الميدان المدافع نجولو كانتي للإيقاف. ووضع ديشامب، بوغبا، في مركز حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم، وهو ما اضطره إلى الابتعاد عن منطقة مرمى الخصم، وبالتالي قلت فرصه للتسجيل، لكنه نجح في تحويل كرة انتوني غريزمان من ركلة ركنية من الجانب الأيمن إلى الشباك برأسية ليعلن عن تقدم المنتخب الفرنسي في النتيجة بهدفين نظيفين. وتنتظر فرنسا المزيد من نجمها الشاب، الذي أصبح محط كثير من الشائعات المطردة، التي تدور حول انتقاله لصفوف أحد الأندية الكبرى مقابل مبلغ خيالي. وسيضرب بوغبا موعدا مع فرصة جديدة لإعادة إثبات نفسه، وذلك عندما يواجه المنتخب الألماني يوم الخميس المقبل. ويدرك المنتخب الفرنسي صعوبة المهمة التي تنتظره في مواجهة المنتخب الألماني الذي تغلب عليه في آخر ثلاث مواجهات جمعت بينهما في أدوار خروج المهزوم بالبطولات الكبرى، وذلك في بطولات كأس العالم لأعوام 1982 و1986 و2014. لكن يبدو أن ديشامب وجد الصيغة المثالية في الوقت المناسب تماما بعد أن أبدل طريقة اللعب والتشكيلة الأساسية في لقاء آيسلندا. وحقيقة أن فرنسا، التي لم تنجح مطلقا في تجاوز دور الثمانية في النهائيات منذ انتصارها عام 2000، قامت بكل شيء تقريبا على نحو صحيح سببها إلى حد كبير أساليب ديشامب. وأبدل ديشامب كثيرا في تشكيلته منذ بداية البطولة، وبدا أنه وجد ما كان يبحث عنه. وأجرى المدرب الكثير من التجارب في المباريات السابقة ولعب بعدة طرق، واستبعد لاعبين مهمين، مثل بوغبا وغريزمان، وأبقاهم على مقاعد البدلاء. وأبرز ما فعله ديشامب كان بين الشوطين خلال الانتصار 2 - 1 على آيرلندا في دور الستة عشر عندما دفع ديميتري باييه إلى الجناح بشكل أكبر وجعل غريزمان قريبا من غيرو في الأمام ليتحول من أسلوب 4 - 3 - 3 إلى 4 - 2 - 3 - 1. وكانت النتيجة هدفين سجلهما غريزمان لتضمن فرنسا مكانا في دور الثمانية. واختار ديشامب قائد فرنسا السابق الذي فاز ببطولة أوروبا وكأس العالم اللعب بالطريقة نفسها ضد آيسلندا وفاجأ كثيرين بتفضيل موسى سيسوكو القوي على السريع كينغسلي كومان في الجناح الأيمن. ومع تفكيره بالفعل في مواجهة ألمانيا بطلة العالم اختار ديشامب إجراء تغييرات في الشوط الثاني وأصبح فريقه معرضا للاختراق بشكل أكبر وسمح لآيسلندا بالتسجيل مرتين لتقلل الضرر. واتبع منتخب فرنسا، الذي واجه صعوبات في طريقه لدور الثمانية وسجل كل أهدافه الستة قبل مباراة آيسلندا في الشوط الثاني، أوامر ديشامب بالهجوم ومفاجأة المنافس على الفور. ونتيجة لذلك لم يكن أمام آيسلندا سوى الركض خلف الكرة ومحاولة تقليص الفارق بعدما وجدت نفسها متأخرة 2 - صفر بعد أقل من 20 دقيقة على البداية. ولم تصل فرنسا، التي تعرف الكثير عن الخسارة أمام ألمانيا في مباريات الدور قبل النهائي بعدما فعلتها مرتين في كأس العالم 1982 و1986، إلى الشكل الذي تريده بعد. وأظهر المنتخب الفرنسي علامات على الضعف في الدفاع وبدا ذلك واضحا حين ظهر تقدم السن على باتريس ايفرا في الهدف الثاني لآيسلندا، وهو ما يعني أنه سيواجه اختبارا صعبا ضد ألمانيا. لكن على الأقل تبدو فرنسا أخيرا المرشحة التي توقعها كثيرون عندما بدأت البطولة بعد أن جعلت آيسلندا تبدو عادية وأسوأ من ذلك إنجلترا بالنظر لأن المنتخب الآيسلندي أظهرها بلا حلول في الخسارة 2 - 1 في دور الستة عشر.

مشاركة :