كشفت مصادر أن مسيرة منتخب إنجلترا في بطولة «يورو 2016» توقفت بفعل تدهور في علاقة العمل بين المدير الفني روي هودجسون ومساعده غاري نيفيل، وسلسلة من الخلافات وسط أعضاء الطاقم التدريبي. وفي حين كانت العلاقات جيدة بين لاعبي المنتخب خلال البطولة، فإنه تبين أنه كان هناك خلاف يدور وراء الكواليس عندما يتعلق الأمر بهودجسون وأعضاء طاقمه التدريبي. ورغم أن كل الأشخاص ذوي الصلة في هذا التقرير يكنون جميعًا الاحترام لبعضهم بعضًا، ففي أسوأ اللحظات كان هناك انقسام واضح حول أساليب لعب الفريق، وتحديدًا الإشارات على وجود توتر بين هودجسون ونيفيل. دخل آخرون على خط الخلافات، حيث كانت أساليب هودجسون تتعرض للتشكيك العلني من قبل مساعديه. وصرح مصدر مقرب من المنتخب: «كانت العلاقة طيبة بين اللاعبين، لكن المدربين هم من كانت بينهم خلافات». كان اتحاد كرة القدم الإنجليزي قلقًا للغاية بشأن التغييرات الكبيرة في مقر الفريق في شانتيلي، حيث تبين أن فندق أوبرج دو جو دو باوم الذي يبلغ سعر الليلة فيه 500 جنيه إسترليني، قام بإزالة الثريات الكريستالية الفخمة قبل وصول اللاعبين خوفًا من المخاطرة بتحطيمها. عاد الفندق للعمل نهاية هذا الأسبوع وكشف العاملون أنهم نقلوا كل المحتويات الزجاجية الأغلى، لأن الاتحاد الإنجليزي كان يخشى من تعرضها للدمار. وفي حين كان اللاعبون مساندين بوجه عام لهودجسون واستاءوا من التقارير التي شككت في اختيار رحيم ستيرلينغ في مباراة آيسلندا، فإن حقيقة أنهم أخذوا على عاتقهم مسؤولية تجنيب هاري كاين لعب الكرات الركنية تشير إلى أنهم لم يكونوا دائمًا راضين عن تكتيكات المدرب. كانت أساليب هودجسون التدريبية، التي شكك فيها ستيفن جيرارد بعد بطولة كأس العالم الأخيرة، مصدرًا من مصادر الخلافات. كان نيفيل يجد في ديف واتسون، مدرب حراس المرمى، حليفًا وثيقًا. وكان اللاعبون اشتكوا من الرسائل المختلطة، كما أن الإحساس العام بالارتباك لا يخفف منه الكشف عن أن أحد اللاعبين توجه إلى المنطقة الفنية خلال مباراة آيسلندا، وتساءل عن الدور الذي من المفترض أن يؤديه زميل له في الفريق. وجاءت هذه التسريبات في نفس اليوم الذي وصف فيه الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي، مارتن غلين، سابقيه بأنهم «ساذجون»، لدفعهم مثل تلك المبالغ الضخمة لمدربي إنجلترا السابقين، وأوضح أن المدرب الجديد سيتقاضى راتبًا متعلقًا بالأداء. كان الراتب السنوي المقدر بـ3.5 مليون جنيه سنويًا الذي كان يتقاضاه هودجسون يعني أنه صاحب أعلى راتب أساسي بين كل المدربين الموجودين في «يورو 2016»، وإن كان يظل أقل كثيرًا من الـ6 ملايين جنيه سنويًا، التي كان يتقاضاها فابيو كابيلو وسفين غوران إريكسون. وقال غلين: «حصل روي على ثروة، لكنها نصف الثروة التي حصل عليها فابيو. كانت الحجة ضد سفين وفابيو في الماضي أن هذه الرواتب لم يتم تقييمها. ببساطة كنا سذجًا. وأعتقد بأننا سندفع راتبًا قياسيًا للشخص المناسب. وبداية، يجب أن يكون ذلك مرهونًا بالنتائج». وأضاف: «رؤيتي حول تلك الأشياء هي: بعيدًا عن المشاعر، ما الراتب القياسي للتدريب رفيع المستوى؟ لكي نصل فعلاً إلى الشخص المناسب، فإذا كان يتقاضى حاليًا 4 ملايين في نادٍ من الأندية، عليك أن تكون في نفس هذه المنطقة». ومضى غلين، الذي وصف نفسه بأنه «مكتئب» بسبب إخفاقات إنجلترا: «لحسن الحظ، أننا تولينا الشؤون المالية للاتحاد الإنجليزي الآن. كانت بحالة مذرية ولكننا قمنا بإعادة هيكلة، وإعادة تنظيم، ونحن في وضع مالي أفضل مما كنا عليه من قبل، لكن هذا لا يعني أننا سنكون متساهلين في دفع الأموال». وواصل: «أعرف القليل عما يتقاضاه يواخيم لوف مدرب ألمانيا. هناك أشياء أخرى هناك ليست متاحة لنا. بالتأكيد في حالة ألمانيا هناك نسبة من رقم الرعاية تصل مباشرة إلى المدرب. ومن ثم عندما تنظر إلى الحزمة الإجمالية للراتب فهي مختلفة إلى حد ما. نحتاج لأن نوجد في نفس إطار ما يدفعه أبطال العالم، وبشكل تنافسي، علينا أن نعرف كيف نجعل العرض جذابًا لشخص ما. سندخل السوق وعليك أن تدفع بمعدل سوقي جاذب، لكن لا أحد يريد أن يكون ساذجًا». ستبدأ إنجلترا عهدًا جديدًا بمباراة ودية على ملعب ويمبلي في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل، ضد جمهورية التشيك، يعقبها بثلاثة أيام مباراة في سلوفاكيا في تصفيات كأس العالم. وإذا لم يكن قد تم التوصل إلى اتفاق مع أحد المدربين قبل ذلك الموعد، فمن الممكن تكليف غاريث ساوثجيت، مدرب منتخب تحت 21 عامًا، بتولي المسؤولية بشكل مؤقت خلال هاتين المباراتين. ولدى ساوثجيت تردد في العمل مدربًا مؤقتًا، وأقر مسؤولون بالاتحاد الإنجليزي بشكل غير معلن أن هذا القرار وضعهم في مأزق. كان غلين ورفاقه يتوقعون أن يتشبث ساوثجيت بهذه الفرصة. وألمح أرسين فينغر للاتحاد الإنجليزي بإمكانية توليه المنصب، لكن هذا يضيف إلى قائمة من المرشحين ذوي الرواتب الباهظة، تضم لوران بلان، وروبرتو مارتينيز، وسلافين بيليتش، ويورغن كلينزمان، بينما يتقدم غلين هودل، وسام ألارديس، وستيف بروس وإدي هوي قائمة الخيارات الإنجليزية. وأشار دان اشورث، رئيس اللجنة المسؤولة عن إيجاد مدرب جديد للمنتخب الإنجليزي، إلى أن عملية الاختيار ستكون واسعة للغاية، وأردف قائلاً: «هل يمتلك فينغر فهمًا رائعًا للدوري الإنجليزي واللاعبين الإنجليز ووسائل الإعلام الإنجليزية وتطلعات إنجلترا؟ من دون شك نعم». وحتى يكون هذا التصور حقيقة واقعة، يتعين على الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أن ينتظر موسمًا كاملاً حتى ينتهي تعاقد فينغر مع آرسنال، وهو ما يعني خوض نصف مشوار التصفيات المؤهلة للمونديال تحت قيادة مدرب مؤقت. ورغم أن كثيرًا من المدربين الكبار يخشون المغامرة بأسمائهم بتدريب المنتخب الإنجليزي، فإن المدافع السابق ريو فرديناند يقول: «لا يوجد مدرب يمكنه أن يرفض المنصب». وأضاف: «أي شخص وزنه ذهب ولديه مقدار من الثقة سيقبل تحدي تدريب المنتخب الإنجليزي، لأنه لا يوجد شخص يمكنه أن يفعل أسوأ مما فعله المدرب السابق». وكرر غلين أنه يفضل مدربًا إنجليزيًا، «لكن إذا نظرت للقائمة ستجد أنه ليس هناك الكثير في المستوى العالمي». ولهذا فالاتحاد الإنجليزي لا يحصر خياراته في المدرب الإنجليزي، خصوصًا عندما ترددت بالفعل تقارير بأن اللاعبين الكبار يفضلون بشدة مدربًا أجنبيًا، حيث يعتقدون بأن المرشحين الإنجليز دون المستوى. سيتم التشاور مع واين روني وجو هارت وجيمس ميلنر، لكن الاتحاد مدرك بالفعل لمشاعر اللاعبين. وأكد غلين أن ستيف بيترز الطبيب النفسي الذي عمل مع هودجسون في فرنسا، من غير المرجح أن يكون ضمن الطاقم التدريبي الجديد، على أساس أن الاتحاد يريد أشخاصًا متفرغين بشكل كامل للمساعدة في الوصول إلى عقول اللاعبين. وقال غلين: «كان ستيف رائعًا وعمل بأمانة مع روي، لأن هذا المنصب كان نوعًا ما بمثابة قفزة إلى المجهول. وأعتقد بأن هناك سؤالاً مفتوحًا الآن: هل يمكن أن نستعين بأشخاص مثل ستيف أو غيره بطريقة أكثر تنظيمًا، بالطريقة التي نفعلها مع فرق التطوير؟ هذا سؤال مفتوح وأريد من مدرب إنجلترا الجديد أن يكون منفتحًا على هذا النوع من الأفكار».
مشاركة :