منعت دراسة الفصول الصيفية الطلبة المبتعثين خارج أرض الوطن من صيام الشهر الفضيل مع أسرهم، وأفقدت الدراسة في الخارج الطلبة روحانية الشهر الكريم ومعايشة أجوائه بين الأهل والأقارب والأصدقاء وسماع أصوات الاذان من مكبرات المساجد وصلوات التراويح، وبالرغم من محاولات الأندية الطلابية والملحقيات الثقافية السعودية في الخارج خلق أجواء إيمانية وإقامة فعاليات دينية متعددة، إلا أن الحنين للوطن والشوق للأهل لا يعادله شيء، وطالب المبتعثون منحهم تذكرتي سفر لأرض الوطن بدلا من التذكرة الواحدة، حتى يتمكنوا من الصيام مع أسرهم وبين أهليهم، خاصة لمن استفاد من التذكرة الممنوحة له في وقت سابق لظروف معينة أثناء الدراسة. يقول المبتعث سعد ظافر الأحمري: لشهر رمضان نكهة خاصة في وطني المملكة العربية السعودية من استقبال الشهر الكريم والاحتفاء به، وما تزخر به المملكة في كافة أرجائها من مظاهر إنسانية متعددة تعكس التنوع الثقافي والغنى الروحي للمجتمع السعودي، واكتظاظ المساجد بالمصلين ليلا ونهارا، مما يساعد على الصيام والعبادة بشكل أفضل وأريحية تامة تفرق عن الصيام في الخارج، مبينا أنهم في غاية الشوق والحنين لصيام ولو أيام قليلة بين الأهل والأقارب والأصدقاء، على خلاف الصيام في الغربة بعيدا عن الأهل والوطن لظروف الدراسة للفصول الصيفية التي تقام حاليا في الجامعات الأمريكية. ويشير المبتعث سلطان صالح العمري إلى أنه يصوم رمضان للمرة الثالثة بعيدا عن الوطن والأهل بمسافة آلاف الأميال، مضيفا: قد يكون رمضان هو نفسه رمضان شهر القرآن والصوم والعبادة، ولكنه يختلف إذا كان الإنسان بعيدا عن الوطن واجتماع الأهل على مائدة واحدة، يفتقد الأنس إلى حديثهم ورؤيتهم في شهر الخير وصلة الأرحام ومضاعفة الأجور، وحقيقة لا يعرف قيمة هذه النعمة إلا من افتقدها. ويتأمل المبتعث سلطان سعيد آل شيخ أن يمنح الطالب المبتعث تذكرتي سفر سنويا بدلا من منحه تذكرة سفر واحدة، لما يواجهه بعض المبتعثين من ظروف تضطرهم إلى العودة لأرض الوطن في وقت من أوقات الدراسة، في حين لا يستطيعون العودة لأرض الوطن في شهر رمضان بالرغم من وجود إجازة صيفية لهم، ما يضطر البعض إلى الجلوس في الخارج في انتظار العام الجامعي الجديد، أو السفر على حسابهم الخاص لقضاء رمضان بين الأهل والأقارب، وهذا ما لا يطيق تكلفته الكثير من الطلاب. ويذكر المبتعث محمد علي الأحمري أن العودة إلى أرض الوطن في شهر رمضان هي من أهم أمنيات الطلاب المبتعثين، ليجتمعوا مع الأهل والأقارب ويقضوا الشهر الكريم في أجواء إيمانية وعائلية.
مشاركة :