بيروت 30 رمضان 1437 هـ الموافق 05 يوليه 2016 م واس أدان مفتي الجمهورية اللبنانية السابق الشيخ محمد رشيد قباني التفجيرات الانتحارية الإرهابية التي وقعت في المملكة العربية السعودية في المدينة المنورة ومحافظتي القطيف وجدة. وقال في تصريح له اليوم: " إن الجناة الانتحاريين الذين يبتغون الفتنة في المدينة المنورة وبعض مدن المملكة العربية السعودية في جدة والقطيف ومن يقف وراءهم ممن يحرضونهم ويستخدمونهم هم بُغاة وسواء في ابتغاء الفتنة وعقوبتها، يطبق عليهم حد الحرابة في الشريعة الإسلامية، لأنهم بتفجيراتهم انتهكوا حرمة الحرم وهم يحاربون الله ورسوله في الحرمين الشريفين، ويحاولون أن يزعزعوا أمن وسلامة وحرمة البلد الحرام ". وأضاف " نحن ندين أيضا كل أفعال القتل والتدمير والتهجير والتفجير الإنتحاري الذي يقتل الأبرياء في بلاد العرب والمسلمين ". وأوضح الشيخ قباني أن الله تعالى قد امتن على عباده بأن جعل لهم حرما آمنا فقال في القرآن الكريم: (أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهـم) ، " فكان الرجل يلقى قاتل أبيه وأخيه في الحرم فلا يعرض له ولا يقاتله ولا يؤذيه، وقد أكد الله تعالى تلك الحرمة والأمان فقال في كتابه المجيد: ( ومن دخله كان آمنا ) ، وأكد الله أمن البلد الحرام مرة ثانية فقال في محكم التنزيل : ( فليعبدوا رب هذا البيت*ألذي أطعمهم من جوع وآمنهـم من خوف ) . ودلل بما أعلنه النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا الأمان وتلك الحرمة بقوله عليه أفضل الصلاة والسلام : "إن هذا البلد حرّمه الله يوم خلق السموات والأرض، فهو حرامٌ بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار (يعني يوم فتح مكة)، فهو حرامٌ بحرمة الله تعالى إلى يوم القيامة" رواه البخاري ومسلم. وأشار مفتي لبنان السابق إلى أن فقهاء الإسلام اتفقوا على أن حرمة المدينة المنورة كحرمة مكة المكرمة، وما ينطبق من حرمة وأحكام على مكة المكرمة وأمنها وحرمها من حولها، ينطبق على حرمة المدينة المنورة وأمنها وحرمها من حولها ؛ بدليل قول النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "إن إبراهيم عليه السلام حرم مكة ودعا لأهلـها، وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة" رواه البخاري ومسلم ، مبينا أن من حرمة مكة و المدينة عند الله بأن أن أمّن سكانهما من فتنة الدجال القادم الذي سيدعي أنه المسيح كذبا، فقد قال النبي محمدٌ صلى الله عليه وسلم: "ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة"، وفي رواية: "فإن الملائكة صافين حولها يحمونها". واختتم تصريحه قائلا : " اليوم بعد أن انتشرت وتنوعت واتسعت أساليب المتفجرات وانتهاك الحرمات وارتكاب الجنايات بتقنيات الأذى والحروب وخرابها الواسع والمدمر، و كما أن لكل من مكة المكرمة والمدينة المنورة حرمها الآمن الذي انتهكه الانتحاريون في المدينة المنورة بالأمس، فإننا نعد المملكة العربية السعودية كلها ـ وفي هذا الزمن بالذات زمن الفتن والحروب والخطر الكبير ـ حمىً وحرما واسعا للحرمين الشريفين، كما نعد أن المحيط العربي الواحد حمىً لهذا الحرم الواسع الكبير لأن الخطر يبدأ من هنا أو هناك، والمسلمون كلهم حمى من ورائهم ". // انتهى // 19:45ت م spa.gov.sa/1516813
مشاركة :