هل تستفيد أوروبا من الهجرة العكسية إلى خارج بريطانيا؟

  • 7/6/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ترجمة:وائل بدر الدين في الوقت الذي بدأ فيه المهاجرون حزم أمتعتهم للخروج من بريطانيا بعيد تصويتها للخروج من الاتحاد الأوروبي، فإنها تأمل أن يكون الأمر أسرع من المتوقع بسبب أن قضية المهاجرين فيها كانت أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تصويتهم للخروج، إلا أن خبراء قالوا إن خسارة بريطانيا لهؤلاء المهاجرين ربما لا تمثل مكسباً لدول وسط أوروبا. ووفقاً لما أوردته رويترز، قال نائب رئيس الوزراء البولندي ماتوز موراويكي هذا الأسبوع، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيسمح للحكومة دعوة مهاجريها للعودة إلى الوطن، ملقياً إشارة إيجابية وسط المخاوف المرتبطة بعدم ضمان العديد من المهاجرين البولنديين في بريطانيا الاحتفاظ بوظائفهم. وقالت أوتيليا زاند نائب رئيس مؤسسة تينيو انتلجنس والخبيرة الاستراتيجية في قضايا شرق أوروبا، إن دول وسط وشرق أوروبا تأمل في عودة الكفاءات المهاجرة من بريطانيا خصوصاً دول البلطيق، التي شهدت موجة هجرة كبرى للمتعلمين والكفاءات خلال السنوات الماضية، مشيرة إلى أن دولاً مثل المجر تعاني من عجز في أعداد العمالة فيها، لاسيما في قطاعي الرعاية الصحية والتقنية المعلومات، وهم العمالة الذين هاجروا إلى لندن تحديداً. وقدر مكتب الإحصاء الوطني أعداد العمال من غير البريطانيين الذين تمت إضافتهم إلى سوق العمل في الفترة ما بين الربع الأول من 2015 والربع الأول من عام 2016 ب 224 ألفاً، ليبلغ مجموعهم 2.15 مليون في بريطانيا. ويبدو أن الأعداد الكبرى المتدفقة من المهاجرين إلى بريطانيا كانت ضمن الأسباب الرئيسية، لتصويت البريطانيين لخروجهم من الاتحاد الأوروبي، بعد أن توعدت حملة الخروج الذي اضطلع بها بعض النشطاء المهاجرين بأن أيامهم باتت معدودة في بريطانيا. وقال ريتشارد جاكمان، البرفيسور بمعهد لندن للاقتصاد، إنه وبعد أن توقعت جهات عدة أن يضرب الكساد أروقة بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، مثل بنك غولدمان ساكس، فإن التباطؤ الاقتصادي يمكن أن يؤدي إلى هجرة عكسية للمهاجرين إلى خارج بريطانيا بنحو أسرع من القوانين الجديدة التي تعتزم بريطانيا تطبيقها عليهم. وأشار خبراء اقتصاديون لدى غولدمان ساكس إلى أن الناتج المحلي للملكة المتحدة سينخفض بمقدار 2.75 نقاط مئوية خلال الشهور ال 18 القادمة نتيجة للشروط والقوانين التجارية الصارمة التي سيتم تطبيقها بناء على قرار بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي. وعلاوة على ذلك، قال مارك موبيوس الرئيس التنفيذي لمجموعة تمبلتون إيمرجينغ ماركتس، إن خروج بريطانيا يمكن أن يؤدي إلى تحول المركز الصناعي الأوروبي إلى شرق القارة، وهو الأمر الذي أكد بأنه لن يتحقق إلا إذا نهضت تلك الدول بنفسها، وأسست قواعد استثمارية وصناعية كبرى بطريقة أفضل مما تقوم به الآن. وفي الوقت الذي لا يبدو فيه واضحاً مصير المهاجرين الموجودين في بريطانيا، قال خبراء إن العمالة الأوروبية الماهرة ستسعى إلى إيجاد فرص عمل أفضل في دول أخرى داخل الاتحاد الأوروبي قبل العودة إلى أوطانهم بشكل نهائي. إلا أن وضع بولندا يبدو معقداً نوعاً ما، وهو ما سيصعب على البولنديين العودة مباشرة إلى دولتهم، والعمل فيها نسبة لأن أعداداًَ كبرى من الأوكرانيين استحوذوا على الوظائف في بولندا، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى أن تفرض بعض دول شرق أوروبا قيوداً على الهجرة والعمل.

مشاركة :