ما حدث في المدينة المنورة والقطيف وما حدث في وقت متزامن بمدينة جدة من أعمال إرهابية يدل دلالة واضحة على أن الإرهابيين بدأوا لفظ أنفاسهم الأخيرة، ذلك أن سائر عملياتهم السابقة لم تحقق شيئا من أحلامهم الوهمية بنشر أفكارهم الضالة وتحدياتهم المشهودة لأمن المملكة وسلامتها ووحدتها الوطنية، ولم يتمكنوا في الوقت ذاته من العبث بتعاليم ومبادئ العقيدة السمحة ومحاولة تشويهها أمام الرأي العام العالمي. تلك الأحداث الدامية التي حدثت بالمملكة في الأيام القليلة الفائتة تؤكد أن تنظيم داعش ومن ورائه إيران والميليشيات الحوثية والمخلوع صالح والنظام الأسدي المتهالك وحزب الله اللبناني وسائر الحركات الإرهابية بدأوا يشعرون بنهايتهم الحتمية بعد خسائرهم الفادحة التي ما زالت تلحق بهم على الأراضي السورية والعراقية والليبية واليمنية، فبؤر النزاع في تلك البلدان تشهد هزيمة الإرهابيين الواضحة. وهي هزيمة يشعر الداعشيون بفداحتها فكانت ردة فعلهم لاستعراض عضلاتهم أمام العالم من جديد وإدخال الوهم إلى عقول من يصدقون أوهامهم هي تلك الأفعال المخزية التي حدثت في المملكة، فإسدال نوع من إثبات الوجود هو الذي دفعهم لارتكاب تلك الجرائم، وهم بذلك يحفرون قبورهم بأياديهم، فنهايتهم الحتمية باتت وشيكة للغاية بعد تلك العمليات الإجرامية التي نفذت في بلد من سماته البارزة لفظ الإرهاب ومكافحة الإرهابيين أينما وجدوا. لقد استنكر العالم بأسره تلك الأعمال البربرية التي قام بها تنظيم داعش ومن يسانده ويقف وراءه، وهو استنكار يؤيد كل الخطوات التي اتخذتها المملكة لمكافحة الإرهاب داخل أراضيها وخارجها، وهي خطوات حثيثة ومستمرة، فرجالات الأمن الأوفياء في بلد الأمن والاستقرار يقفون بالمرصاد أمام كل العابثين بأمن هذا الوطن ومواطنيه، وقد أثبت أولئك الرجال أنهم على مستوى المسؤولية وأنهم قادرون على دحر الإرهاب وتصفية مرتكبيه. المملكة لن تكون مرتعا للإرهاب على الإطلاق، وستظل سياستها المعلنة ثابتة إزاء ظاهرة الإرهاب وأهمية القضاء عليه من جذوره، وهي حريصة على تطبيق هذه السياسة منذ زمن بعيد، وبالتحديد منذ ظهور الظاهرة برؤوسها الشريرة سواء داخل المملكة أو خارجها، ودول العالم بأسره تعلم يقينا أن المملكة هي من أوائل الدول المناهضة لظاهرة الإرهاب وتعمل دائما على ملاحقة الإرهابيين ومتابعة تحركاتهم واكتشاف الكثير من جرائمهم النكراء قبل وقوعها. وأعلنت المملكة مرارا وتكرارا تعاونها الوثيق مع سائر دول العالم المحبة للعدل والحرية والسلام من أجل دحر الإرهابيين ومحاولة اجتثاث ظاهرتهم الشيطانية من جذورها، وما زالت تطالب سائر المجتمعات البشرية دون استثناء بأهمية قيام الاستراتيجية العالمية المنشودة لصناعة اتحاد دولي وثيق لملاحقة ظاهرة الإرهاب واجتثاثها وتنشيف تمويلها وإيقاف زحفها إلى أي مكان. وما زالت المملكة متمسكة بأهمية إنشاء تلك الاستراتيجية فهي الضمان الأكيد للرغبة الدولية بتصفية الإرهابيين واجتثاث تلك الظاهرة الشريرة من أي جزء من أجزاء الأرض، وقد حان الوقت للتفكير الجدي بإنشاء تلك الاستراتيجية التي تهدف لوقف هذا الخطر الداهم بشكل قاطع وحاسم، وستبقى المملكة رغم أفاعيل الإرهابيين وأحقادهم واحة للأمن والاستقرار والأمان، ولن تتمكن تلك الطغمة الفاسدة من تغيير معالم هذه الواحة أو العبث بمسلماتها.
مشاركة :