شددت قوات الاحتلال حصارها المفروض على مدينة الخليل والبلدات والمخيمات التابعة لها في اجراء عقابي يمس حياة نحو سبع مئة الف مواطن فلسطيني وذلك ردا على الهجمات الاخيرة التي شهدتها المنطقة واوقعت قتيلين وعددا من الجرحى في صفوف المستوطنين. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال اغلقت بالكامل المدخل الشرقي لمدينة الخليل ومنعت الدخول والخروج، اضافة الى اغلاق محاور وطرقات اخرى في العديد من المناطق، ما تسبب في معاناة كبيرة للمواطنين الفلسطينيين. وكان هجوم بالرصاص شنه فلسطينيون اسفر عن مصرع مستوطن واصابة ثلاثة اخرين بجروح، فيما قتلت مستوطنة في عملية طعن نفذها فتى فلسطيني في مستعمرة كريات اربع، فيما استشهد عدد من المواطنين الفلسطينيين خلال بعض الهجمات او في محاولات مزعومة لتنفيذ عمليات. بدوره، اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في جلستها الاسبوعية اليوم ببذل كل جهد ممكن من اجل تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية ردا على الهجمات الفلسطينية، واصدر توجيهاته لوزراء حكومته بايجاد السبل لدعم المستوطنات. وقال إنه في جلسة حكومته المقبلة ستطرح خطة خاصة بشأن تعزيز الاستيطان في مستعمرة كريات أربع شرق الخليل. واستعرض نتنياهو الاجراءات التي تتخذها حكومته لمواجهة الهجمات الفلسطينية، مشيرا الى ان اجهزة الامن الاسرائيلية تلجأ إلى استخدام وسائل متنوعة لم يتم استخدامها من ذي قبل، ومن بينها: فرض طوق أمني على كل محافظة الخليل التي يعيش فيها نحو سبع مئة ألف شخص، وسحب تصاريح العمل من سكان بلدة بني نعيم التي خرج منها ستة ارهابيين على حد وصفه، اضافة الى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة بقوام كتيبتين للعمل بالأخص على امتداد المحاور الرئيسية، وإخضاع كل أبناء عائلات منفذي الهجمات لتحقيقات أو حتى اعتقالهم وفق مدى ضلوعهم في العمليات العدائية. وكان المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية الكابينت الاسرائيلي ناقش تصاعد الهجمات مؤخرا. ونقل عن وزير الحرب افيغدور ليبرمان قوله انه سيتم الشروع في هدم المنازل التي شيدت بدون ترخيص في الضفة الغربية . كما تقرر خصم الاموال التي تقوم السلطة الفلسطينية بدفعها الى منفذي الهجمات وعائلاتهم من اموال الضرائب التي تحولها اسرائيل الى السلطة، اضافة الى عدم اعادة جثامين الشهداء منفذي الهجمات، والشروع في بناء اثنتين واربعين وحدة سكنية في مستعمرة كريات اربع. وقال الوزير نفتالي بينت من البيت اليهودي في حديث للاذاعة الاسرائيلية إن الكابينت اتخذ قرارات مهمة، مضيفا: لا يعقل ان تحصل عائلات الارهابيين على امتيازات مالية من السلطة الفلسطينية. من جهة اخرى، شنت قوات الاحتلال حملات دهم واعتقال طالت 17 فلسطينيا معظمهم من منطقتي القدس والخليل. وذكر نادي الأسير ان من بين المعتقلين عشرة من منطقة القدس وحدها وبينهم الصحافي امجد عرفة، فيما اعتقل خمسة من الخليل بينهم المواطنة فضة إسماعيل اهديب (49 عاما)، ولارا الطرايرة (20 عاما)، فيما اعتقل فلسطينيان من قرية بيت فجار قرب بيت لحم.