إمام المسجد النبوي: من قصد مسجد الرسول عامدا قتل المسلمين كافر

  • 7/6/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الشيخ صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي قاضي محكمة الاستئناف بالمدينة المنورة أن من قصد مسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شاهرا سيفه، وحاملا سلاحه، وواضعا بين جنبيه حزاما ناسفا، عامدا إلى قتل المصلين في المسجد النبوي، وقتل حراسه، وترويع المصلين والصائمين، مستبيحا للحرمات في شهر رمضان كافر خارج من الملة ولا يفعل ذلك إلا من باع نفسه لأعداء المسلمين وخان دينه وأهله ووطنه تحوطه اللعنة والمقت والغضب من الله- تعالى. وقال إن الذي فجر نفسه بقرب المسجد النبوي ما هو إلا أداة بيد خوارج هذا العصر المارقين من الإسلام وهم أداة بيد الصهاينة واليهود والمجوس والوثنيين أعداء الملة والسنة فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ومن يتعاطف مع هؤلاء، أو يؤوي أحدا منهم، أو يسكت عنهم، أو يمتنع عن التبليغ عنهم، أو يدافع عنهم فهو داخل في قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم: "الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثا، أَوْ آوَى مُحْدِثا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفا، وَلَا عَدْلا". وحذر فضيلته الشباب من الاغترار بهذا الفكر النجس والمنهج الخبيث ومن أراد لنفسه السلامة فليقطع كل حبل يوصله أو يقربه من هؤلاء المارقين سرايا إبليس وعصابة الخيانة وحزب الغدر، وتلك الأفعال الخبيثة تكررت وتكررت منذ سنين، هلك منفذوها والألسن تلعنهم والقلوب تبغضهم، أما الوطن فلا يزال بفضل الله- تعالى- ينعم بأمنه وقوته ووحدته وقيادته، فاعتبروا أيها الشباب قبل أن تذهبوا ضحية لهذا المخطط الذي تكشفت لكل ذي عقل وبصيرة خيوطه ومصادره وأدواته وأهدافه والله غالب على أمره والعزة لديننا وبلادنا والخيبة والخزي والعار أبد الآباد على أعدائه. الشيخ عبد الرحمن السديس وأضاف الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن الأعمال الإرهابية، والأفعال الشنيعة والوقائع الغادرة هي خديعة أعداء الإسلام بهذه الوسائل الإجرامية التي جعلوا بلاد المسلمين ميدانا لتجربتها فيهم، ولا سيما في بلاد الحرمين الشريفين وفي شهر رمضان المبارك مستشهدا بقوله تَعَالَى: "وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِنا مُتَعَمِّدا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابا عَظِيما" النساء 93، وقوله- صلى الله عليه وسلم: "لزوال الدنيا بأسرها أهون عند الله من قتل رجل مسلم". وأشار إلى أن الشريعة الغراء جاءت لحفظ الدماء وتعظيم شأنها، مهيبا بالجميع بالحذر من هذه المسالك الضالة، وتحقيق الأمن بجميع صوره، ولا سيما على الأنفس والأبدان، مشددا على خطورة استهداف بيوت الله والمساجد ودور العبادة والمصلين بمثل هذه الأعمال الشنيعة فحق المساجد عمارتها وصيانتها وتجنيبها كل ما يخل برسالتها، فضلا أن تجعل مكانا للجرائم والموبقات وعدم مراعاة حرمة المكان والزمان قال تعالى: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، وقوله- صلى الله عليه وسلم- فيما صح عنه "ومن أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله- عز وجل- وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا" وقال- صلى الله عليه وسلم: "إني حرمت المدينة حراما ما بين مأزميها؛ ألا يراق فيها دم ولا يحمل فيها سلاح لقتال". وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن هذه الأعمال الإجرامية تهدف إلى تعريض أمن بلاد الحرمين الشريفين للعبث والفوضى وخرق وحدة شعبه بتصرفات تجسد الفرقة وتذكي الطائفية وتخالف ما سارت عليه هذه البلاد المباركة منذ عهد الإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود- رحمه الله. ودعا الشيخ السديس شباب الإسلام إلى الامتثال بالكتاب والسنة، وفق فهم سلف الأمة والبعد عن تيارات الغلو وسبل التطرف والرد على العلماء الربانيين الراسخين وعدم الاجترار خلف شبهات المبطلين ودعوات المضلين، وأن يكونوا صفا مع ولاة أمرهم وعلمائهم ورجال أمنهم. وأشاد بجهود الجهات الأمنية في إحباط مثل هذه الأعمال الشنيعة الإرهابية التخريبية التي تزعزع أمن هذه البلاد وتنشر الذعر بين المواطنين والمقيمين والزائرين والمعتمرين مؤكدا أنها لن تزيد لحمتنا إلا قوة، ومتانة ووحدتنا إلا استقرارا وصلابة، وستتهاوى- بإذن الله- سهام الإرهاب أمام صخرة وحدتنا وتماسكنا قيادة وشعبا. وقال الشيخ السديس: لا ننسى الجهات الأمنية في بلادنا من الدعاء والمؤازرة، فهم- بعد الله- سبب حفظ أمننا واستقرارنا وهم العين الساهرة المتربصة بالأعداء ليلا ونهارا حتى في ساعات القيام والسحر، فلهم منا الشكر والثناء والدعاء. الشيخ عماد بن زهير كما استنكر الشيخ الدكتور عماد بن زهير حافظ إمام مسجد قباء المدير العام لوقف تعظيم الوحيين، الحادث الإجرامي الذي تعرّض له عدد من جنود الوطن الأوفياء في المدينة المنورة وأدى إلى استشهاد عدد منهم وإصابة آخرين. وأوضح في تصريح صحافي أن هذا الحادث الآثم جمع منفذه والمخططون له والمروجون لفكره بين عدة جرائم تضمّنت قتل النفس المسلمة المعصومة، وإزهاق أرواح جنود الوطن الساهرين على حماية أمنه، إضافة إلى ترويع الآمنين في المدينة المنورة، والغدر والخيانة، والانتحار، وما سبق ذلك من الخروج على جماعة المسلمين وعصيان إمامهم، وتكفير عمومهم وخدمة أعداء الدين بهذه الفعلة النكراء. وقال: إن كل هذه الأفعال الإجرامية تعد كبيرة وإثما عظيما في حدّ ذاته، حيث اعتمد منفذه على الغدر بالجنود المرابطين على خدمة زوار مسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة، بل وزاد على ذلك بترويع أهل الحرم ومحاولة زعزعة أمنه والإفساد في الأرض بالقتل والتدمير والتفجير، في خير البقاع وخير الشهور. وأضاف أن هذا دأب هذه الفئة الشاذة الخارجة عن الجماعة، إذ لم يُراعوا حرمة المكان ولا الزمان ولم يحفظوا عهدا ولا أخوّة ولا إنسانية، فقد نُزعت من قلوبهم الرحمة وسُلبت عقولهم حين سلّموها لجهات تلعب بهم وتغريهم بأهليهم وإخوانهم، وتحرّضهم على وطنهم الذي رعاهم وآواهم، مشيرا إلى أن مثل هذه الجرائم لا تخدم سوى أعداء الدين الذين ما فتئوا يُلصقون تهمة الإرهاب بالإسلام وهو منها براء، لكنهم يجدون في مثل هؤلاء دليلا على تلك التهم الباطلة. وتابع قائلا: إن المدينة المنورة حرمٌ آمنٌ بنص حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقد ورد الوعيد الشديد فيمن أراد أهلها بسوء، فكيف بمن يخدم أهلها وزوّارها ويرعى مصالحهم وشؤونهم من الجنود الأوفياء الذين لم يألوا جهدا في خدمة الحرمين الشريفين وحماية أمنهما.

مشاركة :