عشية قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ووصول أبرز القادة الغربيين تحول وسط العاصمة البولندية وارسو إلى حصن منيع مع تطبيق إجراءات أمنية مشددة. وعلى ضفاف نهر فيستولا الذي يمر عبر وارسو تقوم شرطة الخيالة بتسيير دوريات على الشواطئ الرملية. ووراء المقاصف والحانات على الساحل وضعت العشرات من الحواجز الحديدية. وأقيم جدار حديدي بارتفاع نحو مترين حول الاستاد الوطني، حيث ستعقد اجتماعات قمة الحلف الأطلسي ال 27. ونشرت عناصر من الشرطة كل 10 أمتار على جانب الاستاد المطل على النهر. واعتباراً من اليوم الخميس تغلق الجسور حول الاستاد والشوارع في وسط المدينة أمام حركة السير. وقمة الحلف التي وصفتها السلطات البولندية بأنها الأكبر في تاريخ المؤسسة، ستضم 18 رئيساً و21 رئيس حكومة و41 وزير خارجية و39 وزير دفاع. وسيلتقي أوباما، والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء البريطاني المستقيل ديفيد كاميرون، مع نظرائهم في الحلف الجمعة والسبت في العاصمة البولندية، لعقد قمة مثقلة بالرموز، لأنه في وارسو وقع في 1955 حلف وارسو الرد السوفييتي على حلف شمال الأطلسي. وقال السفير الأمريكي في الحلف دوغلاس لوت، إن اهتمام الحلف الأطلسي عاد فجأة وبصورة مباشرة إلى حدودنا وإلى مهمتنا الأساسية، الدفاع الجماعي. وفي سبتمبر/أيلول 2014، اتخذ قادة الحلف تدابير شديدة لتعزيز إعادة تنشيط جيوشهم، وإنشاء وحدة قادرة على الانتشار خلال 48 ساعة لدى حصول أزمة، وإنشاء قواعد لوجستية في البلدان السابقة للكتلة السوفييتية التي تتقاسم حدوداً مع روسيا وتكديس معدات فيها. وفي وارسو، سينجز القادة هذا التعزيز العسكري غير المسبوق منذ نهاية الحرب الباردة، من خلال إصدار الأمر بنشر أربع كتائب متعددة الجنسيات (تتألف كل منها 600 إلى 1000 رجل) في استونيا وليتوانيا وبولندا القلقة من موسكو. وستقوم هذه القوات بأولى أعمال المقاومة إذا ما حصل هجوم روسي. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن التوجه المعادي لروسيا الذي يبديه حلف الأطلسي يظهر على الملأ. وأضاف في الفترة الأخيرة لن نترك أنفسنا ننجر إلى هذه الغليان العسكري، فيما هم يسعون على ما يبدو إلى استدراجنا إلى سباق تسلح باهظ التكلفة، ولا آفاق له.وأكد بوتين لن يحققوا هدفهم، لكننا لن نضعف، منتقداً المناورات العسكرية الكثيرة للحلف الأطلسي. وفي وارسو، سيعطي قادة الحلف الأطلسي إشارة الانطلاق للدرع الأوروبية المضادة للصواريخ، بعد تدشين أول موقع للصواريخ الاعتراضية في رومانيا في مايو/ أيار الماضي. وهذا سبب آخر للخلاف مع موسكو التي ترى فيه تهديداً لأمنها.(وكالات)
مشاركة :