ضرورة ضرب الأيدي العابثة في أمننا بيد من حديد

  • 7/6/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - الراية : أكد الشيخ الدكتور محمد حسن المريخي أن نعمة الأمن في الأنفس والبلدان والمجتمعات من أجلّ النعم الربانية ولا يُكدّرها ويهز أركانها غير عبث العابثين وتصرف القاصرين. وأشار خلال خطبة العيد التي ألقاها في جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب إلى أن نعم الله غالية كريمة يجب أن تحترم وتقدّر وتصان من العبث، مشدداً على ضرورة صيانتها بأن تخرس الألسنة المتطاولة وتضرب الأيدي العابثة في الأمن والاستقرار والأرواح بيد من حديد. وأضاف: كم من متسبّب في تكديرها وكم من غافل يحطّم جدرانها..(واتقوا فتنة لا تُصِيبَن الذين ظلموا منكم خاصة)، وكم من جاهل بالنعم ومبتعد عن أسباب مستقرها وبقائها. يا ليت أهل نعمة الأمن يسألون الذين فقدوها، ماذا حلّ بهم بعدها وماذا بقي لهم من ديارهم وحوائجهم وممتلكاتهم؟، داعياً الناس إلى ذكر نعم الله التي حثنا الله على ذكرها دائماً بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ" الحكمة والموعظة وقال: الأمة تحتاج إلى بنّائين أو بناة حقيقين، يبنون لا يسأمون ولا يعرفون اليأس والقنوط فما أجملهم في الأوطان يبنونها ويذبون ويدافعون عنها ويحرسونها في وقت بدت فيه البغضاء من أفواه الأعداء وما تخفي صدورهم أكبر. وأكد أن من أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.. ومن الخير الكثير أن يوفق في معالجة الأمور بالحكمة والموعظة الحسنة، يظهر هذا التوفيق والسداد عندما يطالع الإنسان المآسي الجارية في العالم والدماء التي تسيل والخراب الهائل والتدمير وقتل الأنفس وإزهاق الأرواح بدم بارد كما جاء في الحديث.. (لقتل مؤمن أكبر عند الله من الدنيا وما فيها). وأضاف: ومن الحكمة التي لا يختلف فيها العقلاء العمل على وحدة الأمة ولمّ شملها، وسدِّ المنافذ التي تفضي إلى تفرّق وتشرذم أبنائها وإنهاك قواها، قال الله تعالى:"وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ". وأشار إلى أنه من الحكمة أيضاً التثبُّت والتأنِّي عند وُرود الإشاعات والأراجِيف، ففَى المنهج الربّاني: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، ولهذا قال الله تعالى لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم -:"وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ". فالاستخفافُ من خوارِم الحكمة. فرحة العيد ودعا المسلمين إلى أن يفرحوا بيوم فطرهم كما فرحوا بيوم صومهم، مشيراً إلى أن عيد الفطر هو يوم الجوائز. وقال: أدَّيتم فرضكم، وأطعتم ربَّكم، صمتم وقمتم وقرأتُم وتصدَّقتم، فهنيئًا لكم، وتقبَّل الله منا ومنكم، فبارك الله لكم في أعيادكم، ودامت مسرَّاتكم، وأعانكم ربُّكم على ذكره وشُكره وحُسن عبادته، وجعل سعيكم مشكورًا، وذنبكم مغفورًا، وزادكم في عيدكم فرحة وبهجة وسرورًا.

مشاركة :