فجأة وبسرعة البرق انتهى الشهر المبارك والذي قبل فترة وجيزة كنا ننتظره بفارغ الصبر ، وكنا نسأل الله أن يبلغنا إياه ، وبعد أن بلَّغنا الله شهررمضان وفرحنا فيه بالصيام والقيام ، كنا نسأله أن يبلغنا العشر الأواخر لننال بركتها ونحظى بالفوز بأجر ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، وبعد أن بلغنا الله العشرالأواخر ، ها نحن نسأله أن يتقبل منا أعمالنا في هذا الشهر المبارك وأن يعيده علينا وعلى وطننا وأمتنا العربية والإسلامية وهي في حال أفضل مما نحن فيه اليوم . اليوم نقول لرمضان وداعاً ونسعد بالعيد ونفرح بقدومه ، ولكن في الوقت نفسه يجب علينا أن لانقول وداعاً لما قدمنا في رمضان من أعمال الخير والبر والصلاح ، ولاننقض ما أكدنا فيه من وعود ومواثيق للإستمرار في طرق الهداية والفلاح ، ولا نلغي ما بدأنا في تأسيسه من برامج وأنشطة إيجابية ، نعم سنقول وداعاً يارمضان ، ولكن يجب أن لانقول وداعاً لحفظ اللسان ولا وداعاً للصبر وكظم الغيظ والحِلمِ على الجاهلين ، ولانقول وداعاً لكل خصلة من الخصال الحسنة التي تعودنا عليها في رمضان ، نقول وداعاً يارمضان ولكن لانقول وداعاً لصلة الأرحام وزيارات الأقارب والأصدقاء ، فمن الجهل أن يهدم الإنسان ماسعى لبنائه على مدار شهر كامل ، ومن الحمق أن يقطع الإنسان بيديه صفحات بيضاء بقي شهراً كاملاً يكتب فيها أو أن يعود إلى ماكان عليه من إسراف وضياع . نقول لرمضان وداعاً ونحن لانعلم هل سيعود علينا رمضان مرة أخرى ونحن فوق الأرض أم تحتها ؟ انقضى الشهرالكريم وانقضت لياليه المباركة والتي كان فيها العتق من النار، فما أجمله من شهر مبارك صفدت فيه الشياطين ، وكثرت فيه الأعمال الصالحة ، وكتبت فيها الرحمات ، ودمعت فيه العيون ، وخفقت في لياليه القلوب وفتحت فيه أبواب الجنان ، وغلقت أبواب النيران . فأي شهر عظيم أنت يارمضان ؟ نودع رمضان ونستقبل العيد وأوضاع أمتنا في ذل وهوان في العديد من الدول بل ووطننا يتربص به الأعداء والخونة من الداخل والخارج ولكن ثقتنا بالله ثم بقيادتنا أن يأتي رمضان القادم وقد جاء النصر واندحر الأعداء من وطننا خاصة ومن سائر الأوطان العربية والإسلامية عامة . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :