أعلن النظام أمس تهدئة لمدة 72 ساعة بجميع أنحاء سوريا تدخل حيز التنفيذ اعتباراً من يوم أمس وهي الخطوة التي لاقت ترحيباً أميركياً، في وقت أعلن فيه تنظيم داعش أمس، تبنيه الهجوم الانتحاري الذي أوقع 16 قتيلا عشية عيد الفطر في حي الصالحية في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا عن بيان مقتضب صادر عن القيادة العامة للجيش قوله: يطبق نظام التهدئة بجميع أراضي الجمهورية العربية السورية لمدة 72 ساعة. وليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها النظام عن تهدئة في مناطق بالبلاد، لكنها المرة الأولى التي تشمل جميع الأراضي السورية. بدوره، قال مصدر عسكري سوري إن الجيش السوري أعلن نظام التهدئة لمدة 72 ساعة في عموم البلاد. وتمتد التهدئة طول فترة عيد الفطر. ولم يوضح البيان ما إذا كان قرار التهدئة اتخذ بالاتفاق مع أي من الجماعات المسلحة المعارضة للنظام. ويستخدم النظام تعبير نظام تهدئة في إشارة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار. وذكر فصيل جيش الإسلام المعارض في بيان أنه رغم التهدئة المزعومة هناك محاولة اقتحام شنّتها ميليشيات بشار الأسد على ميدعا ومعارك عنيفة يخوضها الثوار للتصدّي لها. ويسيطر جيش الإسلام على بلدة ميدعا وهو جزء من الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل شريحة واسعة من فصائل المعارضة السورية في المفاوضات الدولية. من جهته، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هناك أجزاء كبيرة من بلدة ميدعا تحت سيطرة قوات النظام. يوجد بعض المزارع تحت سيطرة جيش الإسلام فقط. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن أهمية بلدة ميدعا تكمن في كونها أقرب منطقة يسيطر عليها جيش الإسلام قريبة من مدينة الضمير التي كانت تعد من أهم طرق الإمداد التي كانت تدخل الذخيرة والتمويل للفـــــصائل العاملة في الغوطة الشرقية. في حين أوردت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن الجيش السوري وحلفاءه حققوا مكاسب ميدانية من الإرهابيين في المنطقة. كما أوردت حصول عدد من العمليات العسكرية استهدفت تنظيم داعش في أرجاء البلاد. ترحيب أميركي في الأثناء، عبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن أمله أن يكون إعلان التهدئة لمدة 72 ساعة في سوريا بشيرا بإمكانية التوصل إلى اتفاقيات مماثلة أكثر طموحا وصمودا. وقال كيري في مؤتمر صحافي: نرحب بشدة بإعلان الجيش السوري التهدئة لمدة 72 ساعة، مضيفاً أن المناقشات تجري لتمديد الهدنة. وأضاف: نحاول جهدنا أن نحول المناقشات الحالية إلى وقف للأعمال القتالية أطول أمدا... وقابل للتنفيذ والمحاسبة يمكن أن يغير العوامل المحركة للأوضاع على الأرض. وكان اتفاق لوقف الأعمال القتالية فرضته الولايات المتحدة وروسيا في مناطق عدة في سوريا أعلن منذ 27 فبراير الماضي، واستثنى تنظيم داعش وجبهة النصرة. لكنه تعرض لانتهاكات عديدة وانهار في حلب بعد حوالي شهرين على دخوله حيز التنفيذ، غير أن راعيي الاتفاق لم يعلنا انهياره وضغَطا لفرض اتفاقات تهدئة جزئية سرعان ما انهارت هي الأخرى. داعش يتبنى في غضون ذلك، تبنى تنظيم داعش أمس الهجوم الانتحاري الذي أوقع 16 قتيلاً عشية عيد الفطر في حي الصالحية في مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا. وفي بيان جرى تداوله على مواقع متشددة، أعلن التنظيم المتطرف في بيان أن المدعو أبو بكر الشامي تمكن من الانغماس بسترته الناسفة وسط تجمع للأكراد بالقرب من دوار الصالحية في مدينة البركة وهي التسمية التي يطلقها تنظيم داعش على مدينة الحسكة، وقام بتفجير سترته الناسفة. وقتل 16 شخصا، بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب 40 آخرون بجروح جراء تفجير انتحاري استهدف الليلة قبل الماضية حي الصالحية، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي كان أفاد أن الانتحاري كان يقود دراجة نارية حين أقدم على تفجير نفسه. ووقع التفجير، بحسب مصدر من قوات الأمن الداخلي الكردية (الاسايش)، أمام فرن للخبز في الحي الذي يقع في شمال شرق المدينة وتسكنه غالبية كردية، وهو تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية. توتر مستمر وشهدت مدينة الحسكة جواً من التوتر خلال الأيام الأخيرة جراء اشتباكات بين قوات النظام وقوات الاسايش وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وانسحبت قوات النظام السوري تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية مع اتساع رقعة النزاع في سوريا العام 2012، لكنها احتفظت بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتــــي الحسكة والقامشلي. إضاءة تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية التي تهيمن على معظم محافظة الحسكة على مساحات كبيرة من الأراضي من تنظيم داعش في شمال شرق سوريا خلال العام الماضي، وتشارك في هجوم تدعمه الولايات المتحدة إلى الغرب قرب الحدود التركية.
مشاركة :