حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد في خطبة العيد، أمس من عواقب الإرهاب وقال: يا ويل من وراء الداعشيين: أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) بل لقد قرر بعض أهل العلم أن هذا من الآثار الذي قال الله فيه: (وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ)، فهذه الآثار كلها من المسؤوليات، فما بالكم بمن غش أو خدع أو زيف أو اخترع اختراعًا مدمرا، فهذا كله مما يحاسب عليه له أجره وعليه وزره كلما تكرر نفعه أو ضرره . ونبّه الشيخ بن حميد إلى التفريق بين الشعور بالمسؤولية والنقد الهادم غير البناء، فمما يلاحظ على هذه الفئة الناقدة ارتفاعُ روح النقد عندها، والحديثُ المستفيض عن السلبيات، من غير أن يصاحب ذلك شعور حقيقي بالمسؤولية تجاه القضايا التي يثيرها هذا الناقد، ينتقد كل شيء، ولا يعمل أي شيء، وقد يؤتى بسطة في المعرفة، والتفكير، والبيان، وطول النفس، لكنه لا يريد أن يعمل ولا أن يتحمل مسؤولية المبادرة.. ومسؤولية مباشرة الأعمال، وطرح البدائل العملية المدروسة، أو بذل الجهد المطلوب في دراستها، بل قد ينتقد أوضاعا هو شريك في صنعها بطريق مباشر أو غير مباشر. وقال فضيلته: في عصرنا الحاضر عصر الإعلام والتواصل والفضائيات والأرضيات كم عظمت التبعات والمسؤوليات، يتكلم الرجل بالكلمة، أو المقالة، أو الصورة، فتبلغ الأفاق، ويتأثر بها من يتأثر إيجابا أو سلبا، كل هؤلاء يتحملون تبعاتهم، إنك لن تعمل عملا من خير أو شر، أو تقول مقالة في رضوان الله أو سخطه فتبلغ أقصى الشرق وأقصى الغرب فيستحسنها ممن يستحسنها، ويحاكيها من يحاكيها، ويرددوها من يرددها، وينشرها من ينشرها إلا وكان لك أجرها، أو عليك وزرها إلى يوم القيامة، ولن تضع لبنة في منشأة بَرَّة أو فاجرة فيجيء من يتابعك إلا وكان لك أو عليك جزاء ما قلت أو فعلت، وجزاء ما قال الناس من بعدك أو فعلوا إلى يوم القيامة، فاختر لنفسك - حفظك الله - وانج بنفسك - رعاك الله -، وفي الحديث: «ليس من نفس تقتل ظلما إلا وكان على ابن آدم الأولِ كفل من دمها لأنه أول من سن القتل « فيا ويل للداعشيين، ويا ويل من وراء الداعشيين : أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) .
مشاركة :