34 عاماً على مواجهة النار في «رامون سانشيز بيـزخوان»

  • 7/7/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كان ملعب رامون سانشيز بيزخوان في إشبيلية، مسرحاً للمواجهة القوية والدراماتيكية بين ألمانيا الغربية وفرنسا، ضمن نصف النهائي لمونديال 1982، والتي سجلت من خلالها الأولى، اسمها بأحرف من ذهب في سجلات نهائيات كأس العالم منذ انطلاقها عام 1930، وأطلق عليها العديد من الألقاب، فسموها مواجهة النار، والبعض أطلق عليها لقاء الدموع، حيث ذرف فيها الفريقان الدموع، وتحولت الفرحة حزناً، والحزن احتفالات في 120 دقيقة. حفلت المواجهة بكل شيء في عالم المستديرة، كانت الدراما الكاملة من الفرحة للصدمة.. أهداف استعراضية، التحامات بدنية قاسية، عودة دراماتيكية، وركلات ترجيحية لتحديد هوية الفائز، انتهت بانقلاب الفرحة دموعاً، والحزن لاحتفالات.. وهذه حكاية معركة أم الدراما الكروية التي مر عليها 34 عاماً. وكان الفرنسيون على بعد 20 دقيقة من بلوغ النهائي للمرة الأولى في تاريخهم، بتقدمهم 3 - 1، لكن دخول كارل هاينتس رومينيغه في الشوط الإضافي الأول قلب الأمور رأساً على عقب. وقال مهندس الهجمات الفرنسية، وصاحب هدف فرنسا الثالث ألان غيريس في تلك الأمسية: إنه جرح لن يندمل أبداً. وقال أسطورة فرنسا ميشال بلاتيني خلال استذكاره موقعة إشبيلية: بالنسبة لي، ليس هنالك من فيلم سينمائي أو حدث بإمكانهما أن يعيدا ما خالجنا من مشاعر. شهدنا مواجهة محتدمة وقوية لا مثيل لها. أوج العطاء كان الألمان في أوج عطاءاتهم وخسارتهم المفاجئة أمام الجزائر 1 - 2 في أولى مباريات المونديال، كانت بمثابة الدرس الذي تعلموا من خلاله عدم الاستهانة بالخصوم. بدورها، كانت فرنسا في أوجها بمجموعة من النجوم الرائعين في أحد أفضل أجيال الديوك الفرنسية. امتحان عسير وكان الامتحان عسيراً بالنسبة إلى الألمان والفرنسيين في نصف النهائي، لأنهما كانا بين أفضل المنتخبات المتأهلة إلى دور الأربعة (مباراة نصف النهائي الثانية جمعت بين إيطاليا وبولندا). حادث وخلال المباراة وقع حادثاً غريباً، فبعد 8 دقائق من نزول البديل باتريك باتيستون، صدمه شوماخر بعنف متعمد في كرة مشتركة، فوقع على الأرض دون أن يحرك ساكناً، وأغمي عليه، فظن زملاؤه أنه توفي، وصرخ بلاتيني طالباً النجدة. وروى باتيستون غداة المباراة كنت باتجاه المرمى، وشوماخر أمامي، وكنت في كامل لياقتي، وشعرت بأنني قادر على التسجيل، لكني لا أعرف ماذا حصل بعد ذلك. واعتبر بلاتيني، في معرض حديثه عن حادثة باتيستون، أن شوماخر ارتكب خطأ بحق الأخير، لكنني أتذكر أننا كنا نخوض واحدة من أروع المباريات على امتداد مسيرتنا. وانتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 1-1، ولكن الفرنسيون نجحوا في الوقت الإضافي في التقدم بهدف ماريوس تريزور الرائع على الطاير في سقف المرمى (92)، وأضافت فرنسا الهدف الثالث في الدقيقة 98، بصاروخية جيريس من 20 متراً، وظن الجميع أن الفرنسيين حسموا اللقاء، لكن حصل ما لم يكن في الحسبان. تحول رومينيغه وبدخول رومينيغه، تحول كل شيء بالنسبة للألمان، ونجح في تقليص الفارق بعد 5 دقائق من نزوله أرض الملعب، وتهاون الفرنسيون في الدفاع، واستغل ليتبارسكي الأمر، ومرر كرة عرضية داخل المنطقة، هيأها هروبيش برأسه إلى فيشر، الذي تابعها بتسديدة أكروباتية داخل الشباك، معلناً هدف التعادل (108). لم يصدق بلاتيني وزملاؤه ما حصل، لكنها الحقيقة، فالألمان لم يستسلموا، وقاوموا حتى الصافرة النهائية، ونجحوا في انتزاع تعادل ثمين، خولهم الاحتكام إلى ركلات الترجيح، التي منحتهم بطاقة المرور إلى المباراة النهائية، التي خسروها أمام إيطاليا 1 - 3. ما برحت هزيمة عام 1982 تقض مضجع الفرنسيين قبيل مواجهتهم الألمان في نصف نهائي كأس أوروبا 2016، لكنهم عازمون على تخطي مسلسل النتائج السلبية أمام جيرانهم، واستعادة بريقهم في عالم المستديرة، عقب سلسلة إخفاقات، نتجت عن رحيل جيل عظيم، بقيادة زين الدين زيدان.

مشاركة :