* الصبيحي يرد على ابو ريشة ومروان المعشر لم أصدق عيني وأنا أقرا مقال الدكتور مروان المعشر ( زليخة أبو ريشة ومعركة التنوير ) مدافعا عن الكاتبة السيدة زليخة أبو ريشة في الحملة الاخيرة ضدها ويصف الكاتبة ب ( العالمة ,, المربية .. المثقفة ) ويصورها ضحية هجمة شرسة ضد دعاة التنوير الفكري والحضاري ليقول في النهاية (كلنا اليوم زليخة ابو ريشة إن كنا نؤمن بفكر تنويري لا تعارض فيه مع الدين الحقيقي،) وقد كنت قرأت مقال الكاتبة ( غسيل الادمغة ) ومقالها ( خطاب الكراهية ) تماما كما قرأهما الدكتور المعشر فلم أجد فيهما ما يستدعي الهجمة على الكاتبة فما قالته عن غسيل الادمغة صحيح الى حد ما وما قالته عن خطاب الكراهية أيضا موجود بعضه ولكن في كلا الامرين ليس بالشكل المبالغ به أما ما قالته عن مناهجنا المدرسية فليس صحيحا بل ان مناهجنا المدرسية بالفعل تمثل الاسلام الوسطي المتسامح فكريا ومذهبيا ولم تنجب لنا جيلا من المتطرفين المتشددين كذلك الجيل الوهابي الذي تخرج عن دعاة أمسكوا بحرفية أجتهادات وفتاوى قديمة واغلقوا عقولهم عن نوافذ الاجتهاد والتطور . وعندما أقف عند نص مقالي السيدة زليخة أبو ريشة كما نشرا في جريدة الغد فانني لا أختلف معها كثيرا وسأدافع عن حقها في الحوار وابداء الرأي ولكن ما لايعرفه الدكتور المعشر هو أن الهجمة على ابو ريشة ليست بسبب مقالها في جريدة الغد وانما بسبب فقرة محذوفة من المقال ( لم تنشرها الصحيفة ) ونشرتها الكاتبة على مواقع التواصل الاجتماعي فقرة تدعو فيها الكاتبة الى أغلاق جميع مراكز تحفيظ القرآن , واتهمت ( جميع ) مراكز تحفيظ القرآن بتخريج المتطرفين وتعزيز خطاب الكراهية . انها بهذا التعميم قد مارست ارهابا فكريا وعبرت عن حقد لا عن رأي وأنا أزعم أنني أعرف بعض تلك المراكز وأعرف كيف يقوم عليها أساتذة متنورين يغرسون في نفوس التلاميذ ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) وكيف يعامل الطفل والشاب والديه حتى لو أختلفا عنه في الدين ( وصاحبهما في الدنيا معروفا ) . مدارس تحفيظ القرآن الاردنية خرجت جيلا متنورا بالاسلام المتسامح الوسطي .. ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) وهي قائمة منذ عشرات السنين فأين هو التطرف الذي فرخته في مجتمعنا ؟؟ مدارس تحفيظ القرآن قائمة وفي القرب منها مدارس الكنيسة المسيحية بطوائفها المتعددة ويمر شيخ المسجد صباحا فيلتقي راعي الكنيسة فيتبادلان التحية والابتسامات وربما بعض النكات أيضا ثم يمضي كل منهما الى واجباته وتلاميذه لا تمييز ولا كراهية , وانت يا د مروان ابن السلط وتعرف أن المسافة بين مسجد السلط الصغير وبين كنيسة ومدرسة دير اللاتين لا تتجاوز خمسين مترا وتعرف أن أطفال الصفوف الاولى في مدرسة اللاتين أغلبهم من المسلمين , ولا يجد السلطيون حرجا من تسجيل ابنائهم فيها . وتعلم أيضا لو أن أحدا حاول منع مدارس الطوائف المسيحية من تدريس الكتاب المقدس وتحفيظ تعاليمه ونصوصه لوقفنا معا في وجهه فتلك حرية دينية وفكرية ينبغي أحترامها بحزم الكاتبة التي وصفتها بالعالمة لا تميز بين السلفية وبين الداعشية , ولا أظنها دخلت واحدة من مدارس تحفيظ القرآن ولا تعرف احدا من مدرسيها ولا مناهجها ولكنها أعتادت في كثير من مقالاتها على استفزاز الاخرين وأثارة ضجة وجدل بعباراتها الاتهامية ولن ابالغ اذا قلت عباراتها الارهابية , ومن هاجموها مؤخرا ليسوا من أصحاب الفكر الداعشي ولا حتى الفكر السلفي ولا هم من الاخوان المسلمين انما هم مسلمون عاديون وسطيون أستفزهم تعميم التهم الذي تكيله الكاتبة بدون منطق ولا علم ولا معرفة . ان مثل كتاباتها الاستفزازية تلك هي التي تدفع الوسطيين الى التطرف فلسان حال بعضهم يقول ( لا اسلام وسطي تريدون ولا اسلام متطرف تقبلون , فلنكن متطرفين ما دامت التهم تلاحقنا في كل حال !! ) . وربما لا يعلم الدكتور المعشر أن الكاتبة زليخة أبو ريشة ومنذ اربعين درجت على مهاجمة الاسلاميين بقضهم وقضيضهم لا تميز بين تنوير وبين انغلاق واعتاد عليها اصحاب الفكر حتى أهملوا قراءتها التي لاتضيف جديدا ولا تتعمق في جذور الفكر ولا تقدم رؤية حداثية ذات قيمة تذكي الحوار الحضاري , ولعلنا نعلم سبب موقفها القديم ذلك ومرده تجربة شخصية صعبة مرت بها الكاتبة ,, هي كاتبة نعم ولكننا لا نحسبها في قافلة العلماء كما يراها د المعشر ولا من رواد الفكر التويري , هي كاتبة من حقها أن تكتب ومن حقها أن تحاور وأن تكتب شعرا وأن تتحمل الردود ولكن ليس من حقها توزيع التهم جزافا وعلى العموم . ومع ذلك كلها فان على من ينتقدونها أو يهاجمونها الالتزام بادب ومفردات النقد والحوار الديمقراطي فلا نقبل أن يؤذي مشاعرها أحد ولا أن يحول أحد بينها وبين الكتابة ولا التكفير ولا الاتهامية لها أو لغيرها
مشاركة :