قالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الخميس ان تصرفات روسيا في اوكرانيا قوضت الثقة المتبادلة مع الغرب، وذلك عشية قمة حلف شمال الاطلسي التي تعقد في موسكو. وصرحت ميركل امام البرلمان الالماني "اذا تم التشكيك في جدوى القانون الدولي وانتهاك حرمة الحدود بالكلام او بالافعال، فان الثقة ستفقد بالتاكيد". وقالت انه عند اجتماع قادة حلف شمال الاطلسي في ورسيا "سيكون اجتماعهم في مرحلة تغير فيها الوضع الامني بشكل كبير في اوروبا"، مشيرة كذلك الى الاضطرابات في سوريا والعراق وليبيا. ويعتزم الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة الى الانتهاء من اكبر عملية هيكلة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي لمواجهة روسيا التي يعتبرها "عدائية" ولا يمكن التكهن بسلوكها منذ بدء النزاع في شرق اوكرانيا وضم موسكو شبه جزيرة القرم في 2014. ومن بين خطط الحلف نشر اربع كتائب متعددة الجنسيات في دول البلطيق وبولندا بشكل تناوبي. وقالت ميركل ان "تصرفات روسيا اثارت قلق حلفاءنا الشرقيين بشكل كبير" وتتطلب "تطمين واضح" لسلامتها بموجب المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الاطلسي حول الدفاع المشترك. الا ان ميركل دعت الغرب الى ان يواصل حواره مع موسكو. وقالت ان "الردع والحوار، الالتزام الواضح بالتضامن مع شركائنا في الحلف عملا بالمادة الخامسة من معاهدة الحلف ومد يد الحوار، امران لا يتعارضان، بل انهما متلازمان". وذكر مصدر في الحكومة الالمانية طلب عدم الكشف عن هويته ان نشر هذه الكتائب سيوفر "ضمانة اضافية" تطلبها الدول المجاورة لروسيا التي "لديها مخاوف هائلة" في مواجهة ما تعتبره تهديدا اكبر. وقال المصدر "في السنوات الاخيرة شهدنا تدهورا في الوضع في الشرق، ونرى ان روسيا تحشد الجنود في غرب" مناطقها. الا ان نائب المستشارة الالمانية سيغمار غابريال، زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي، والذي يتوقع ان ينافس ميركل في الانتخابات العامة العام المقبل، انتقد موقف الحلف المتشدد حيال روسيا. وصرح لصحيفة "باساور نويه برس" ان "علينا ان نسال انفسنا ما اذا كان العالم سيكون افضل اذا اجرى الجانبان تدريبات عسكرية على الحدود، وعززا المعدات العسكرية وهددا بعضهما البعض".
مشاركة :