انقذ المواطن مرزوق البلوي خمس معلمات إحداهن زوجته، حين احتجزتهن سيول وادي بخيه على طريق تبوك البديعة لخمس ساعات خلال عودتهن إلى تبوك من قرية الفارعة التابعة لمحافظة العلا. وعاشت المعلمات موقفا عصيبا شارفن فيه على الهلاك، مع تزايد هدير السيل وهطول المطر، فاتصلت معلمة على زوجها مرزوق البلوي، الذي انتقل من تبوك مسرعا الى طريق البديعة ليقوم بإنقاذ أرواحهن من الموت، في عمل بطولي استمر لـ5 ساعات متواصلة. وأوضح البلوي لـ «عكاظ» أنه حين سمع استغاثات المعلمات خلال احتجازهن في السيول، تحرك فورا قاطعا ثلاثة أودية تحول بينه وبين المعلمات المحتجزات وكانت مدة الوصول ثلاث ساعات، مشيرا إلى أنه عاش وضعا صعبا كلما مر به الوقت، موضحا أنه قبل وصوله بقليل تلاعبت السيول بسيارته يمنة ويسرة وكادت أن تجرفه لولا لطف الله، وبعد وصوله للمنطقة ومشاهدة السيارة الخاصة بنقل المعلمات تغرق شيئا فشيئا وتجرفها السيول نحو نقطة الوادي الكبير ومع محاولات فردية باءت جميعها بالفشل وصراخ المعلمات والحالة النفسية السيئة والبكاء الذي كان اشبه بنبرات الوداع، اتخذ قرار المجازفة بنفسه وبسيارته للإنقاذ. وذكر أنه مد الحبل من احدى السيارات وذهب به داخل السيول لربط السيارة التي تتواجد بها المعلمات، بمساعدة عمال من الجنسية الأفغانية الذين اتوا متطوعين مع مواطنين سعوديين وكانت تلك احدى اللحظات الحاسمة والفرصة الوحيدة وسط السيل الكبير، موضحا أنه سحب السيارة وأخرج المعلمات واحدة تلو الأخرى وتوجه بهن على سيارته الخاصة والجميع في حالة يرثى لها من الخوف. وذكر أن عملية الانقاذ دامت لأكثر من ساعة، لافتا إلى أنه بعد أن أخرجهن من السيل دخل في معاناة الوصول لمنطقة تبوك مرة أخرى، وسط تزايد كثافة جريان السيول ولم يصل إلا في الساعة العاشرة ليلا. واعتبر ما قدمه واجبا لا ينتظر نظيره جزاء ولا شكورا، مطالبا إدارات التعليم في منطقة تبوك بضرورة تعليق الدراسة، ريثما تنتهي الأمطار، مع ضرورة وضع حواجز وعبارات للسيول وهذه مهام إدارة الطرق بمنطقة تبوك للحد من خطورة جريان الأودية.
مشاركة :