ليون - أ ف ب - سجل كريستيانو رونالدو هدفا وصنع آخر للويس ناني من دون قصد لتفوز البرتغال على ويلز بدفين نظيفين في نصف النهائي في ليون، وتبلغ نهائي «يورو 2016» المقرر بعد غد الأحد. وسجل رونالدو (50) وناني (53) الهدفين اللذين كانا كافيا لاغتيال أحلام ويلز. وحققت البرتغال اول فوز في الوقت الأصلي بعد 3 تعادلات في الدور الاول مع ايسلندا (1-1) والنمسا (صفر-صفر) والمجر (3-3)، ثم فازت على كرواتيا بهدف بعد التمديد في ثمن النهائي، وعلى بولندا بركلات الترجيح 5-3 (الوقتان الاصلي والاضافي 1-1) في ربع النهائي. على ملعب «بارك اولمبيك»، حسمت معركة الـ200 مليون يورو بين رونالدو وزميله في ريال مدريد الإسباني الويلزي غاريث بايل لصالح الأول. وليس مستغربا ان تصل البرتغال ورونالدو الى نصف النهائي او حتى النهائي، اذ سبق ان حلت وصيفة في النسخة التي استضافتها عام 2004 بخسارتها امام اليونان، لكن بلوغ ويلز بزخم من بايل نصف النهائي في اول مشاركة قارية هي الاولى ايضا منذ ربع نهائي مونديال 1958، هو بحد ذاته انجاز تاريخي. ولم ترق المباراة الى المستوى المطلوب والاثارة المرتقبة خصوصا في الشوط الاول، قبل ان تتحسن الامور في الثاني وتحديدا من الجانب البرتغالي الذي قطف الثمار في النهاية. ودفع كل من المدربين بتشكيلته الاساسية، ومرت الدقائق العشر الاولى دون خطورة من الجانبين مع نسبة حركة اكبر للبرتغاليين الذين كان نجمهم رونالدو شبه معزول بين الدفاع الويلزي وفرض عليه جيمس كولينز رقابة لصيقة وصلت حد المضايقة الجسدية في بعض الاحيان، في حين لم يكن بايل افضل حالا. واتت اول خطورة في اللقاء من الجانب البرتغالي عندما تناقل ريناتو سانشيز الكرة مع جواو ماريو الذي دخل المنطقة وسددها ارضية منحرفة مرت بجانب القائم الايمن (16)، ورد بايل بقذيفة علت العارضة (20)، ثم سيطر الحارس البرتغالي روي باتريسيو على كرة اخرى لبايل (23). وتنشط المنتخب الويلزي بشكل ملحوظ بعد محاولتي بايل، وعكس هال روبسون كانو كرة خطرة من الجهة اليمنى الى اندي كينغ اخرجها مدافع برتغالي الى ركنية لم تثمر (25)، وعاد رونالدو لمساعدة زملائه خصوصا في الوسط دون ان يتغير الوضع كثيرا. وباستثناء كرتي جواو ماريو وبايل ورأسية لرونالدو اثر تمريرة عرضية من ادريان سيلفا ابتعدت قليلا عن الخشبات (44)، خلا الشوط الاول من اي تهديد حقيقي ومباشر للمرميين. وفي الشوط الثاني، اختلف الوضع تماما، وافتتح رونالدو التسجيل في الدقيقة 50 عندما ارتقى برأسه لكرة عرضية من ركلة ركنية واودعها الشباك. ولم يتأخر الهدف البرتغالي الثاني كثيرا بعد كرة مرتدة من الدفاع الى رونالدو الذي راوغ ثم سدد من خارج المنطقة، واكملها لويس ناني المتربص امام المرمى في الزاوية اليسرى البعيدة عن هينيسي (53) رافعا رصيده الى 3 اهداف. وسيطرت البرتغال تماما، وكاد رونالدو يضيف الهدف الثاني الشخصي والثالث لبلاده من ركلة حرة علت العارضة بقليل (62)، وسدد ناني كرة قوية ارتدت من يدي هينيسي الى جواو ماريو الذي اعادها من مسافة قريبة ودون مضايقة بجانب القائم الايسر مهدرا فرصة ثمينة لتسجيل الهدف الثالث (65). واستمر التفوق البرتغالي وغاب بايل وزملاؤه عن الاجواء، واهدر سانشيز فرصة جديدة بتسديدة من خارج المنطقة علت العارضة (73)، وانقذ هينيسي مرماه من هدف جديد وسيطر على دفعات وأوقف على الخط تماما كرة سددها دانيلو قوية من داخل المنطقة (78). وأطلق بايل قذيفة بعيدة المدى نجح الحارس باتريسيو في التصدي لها (80)، واصاب البديل البرتغالي اندريه غوميش الشبكة الويلزية من الخارج (86). مباراة مصيرية ليون - د ب أ - أعرب البرتغالي ناني عن شعوره بالفخر بتأهل منتخب بلاده الى النهائي، مطالبا في الوقت نفسه بالتزام الحيطة والحذر. وقال ناني، الذي سجل الهدف الثاني للبرتغال في مرمى ويلز: «نحن سعداء للغاية، ولكن أمامنا مباراة نهائية الآن، البطولة لم تنته». وأضاف المهاجم الجديد لفالنسيا الإسباني: «أنا فخور للغاية بتمثيل بلادي، لقد قمنا بعمل رائع، لا يمكنني أن أصف شعوري الآن». وتابع: «الأمر لم ينته، لا يزال أمامنا مباراة مصيرية، إنها شيء رائع، هذه لحظة تاريخية للبرتغال». وختم: «لا تعنينا هوية المنتخب الذي سنواجهه، لأنك لا تستطيع أن تختار منافسك، علينا أن نؤمن بأنفسنا وأن نؤدي بالشكل الأفضل ثم ننتظر ما سيحدث». علامة فارقة قال مدرب البرتغال فرناندو سانتوس ان المباراة النهائية الاحد المقبل، ستكون في مسيرته الطويلة، وبانه سيدرس مباراة فرنسا والمانيا (امس) كي يكتشف مفاتيح الفوز. واضاف: «مباراة الاحد ستكون الاهم في مسيرتي. هذا بلدي، علمي، ارض والدي، لذا هي مهمة جدا بالنسبة اليّ». وعن منتخب ويلز، اوضح سانتوس: «كنت انتظر مباراة صعبة وهذا ما حصل. لكن نوعية لاعبينا سمحت لنا بتحقيق الفوز. امتلك لاعبو المدرب كريس كولمان فكرة واضحة عن الملعب، درس المدرب البرتغال، لكننا ايضا درسنا خصمنا. قلت سابقا ان البرتغال لا تلعب بشكل سيئ بل خصومها يلعبون بشكل جيد. حددنا قبل سنتين هذا الهدف، وحققنا الهدف». احتفال المشجعين احتفل آلاف البرتغاليين في كبرى ساحات لشبونة بعد فوز البرتغال على ويلز، حالمين باللقب الاول الكبير في تاريخهم. ورفعت الاعلام واطلق البرتغاليون العنان لأبواق سياراتهم بعد اطلاق الحكم السويدي يوناس اريكسون صافرة النهاية. وغنى البرتغاليون «نحن في النهائي، نحن في النهائي» في ساحة «براسا دو كورسيو» حيث وضعت شاشة عملاقة لنقل المباراة. وقالت المدرسة ماريا سيلفا (43 عاما): «عندما قفز (رونالدو) لتسجيل الهدف الاول، الكل ادرك انه افضل لاعب في العالم». ورأت ماريا بياتريس فرنانديش (14 عاما): «نستحق الفوز، سنكون الابطال». واضاف جورج نوفو (38 عاما): «لقد اظهر اللاعبون طاقة كبرى ونالوا مبتغاهم».
مشاركة :