اليمن في مأزق التاريخ - هاني سالم مسهور

  • 7/8/2016
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

لم يعد اليمنيون يهتمون كثيراً بتفاصيل الأنباء الواردة عن مفاوضات الكويت، ولم يعد الشعب اليمني متأملاً لولادة حل سياسي بعد أكثر من شهرين مرت على بداية المفاوضات المباشرة بين أطراف النزاع اليمنية، ولم تشفع حتى زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبعث رسالة واحدة لليمنيين الذين باتوا مؤمنين أن مستقبلهم لن يكون جيداً نتيجة حاضر مؤلم وواقع بائس عليهم اليوم وعلى أبنائهم مستقبلاً. مليشيات الحوثيين وخلال فترة مفاوضات الكويت لم تتوقف يوماً عن تعزيز مواقعها على حدود المملكة العربية السعودية، بل استمرت الصواريخ البالستية في تهديد للمدن السعودية، وواصل الحوثيون قصف مأرب والجوف وكِرش بصواريخ الكاتيوشا، وتم تسجيل أكثر من مائة وخمسين جريمة قتل جراء الأعمال العدوانية فقط في ستين يوماً تزامنت مع مفاوضات الكويت، تقدمت المليشيات حتى جبل جالس في مديرية القبيطة وتم التعامل معها في سلسلة اختراقات متواصلة للهدنة. مشكلة المليشيات الحوثية وشريكهم المخلوع صالح أنهم يعتقدون أن قدرتهم في إطالة أمد المفاوضات سيحقق لهم مكاسب إضافية على مستوى الأرض أو الطاولة السياسية، وحتى إن استعادت المليشيات الانقلابية عشرات المواقع وحاولت الوصول إلى قاعدة العند العسكرية في الجنوب، فهذا لا يعني القبول بمنطق فرض حكمهم الجاهلي على الشعب. بمقدار ما يعتصر قلب اليمنيين من واقعهم الحزين، يوجعهم أن يتحدثوا عن سقوطهم ضحية الجمهورية التي لم تكن يوماً دولة، ولم تكن في ذات يوم قيمة، مرت سنوات خمسين كلها عجاف، تشاركت فيها القبائل والأحزاب والأهواء في صناعة اليمن المأزوم اليوم بصراعات طائفية مناطقية، بل إن شمال الشمال وعلى تلك الجبال العاليات لم تعد قادرة على احتمال صعود أبناء اليمن ليعلنوا أنهم رفعوا علم الجمهورية، فكل اليمن أصبح على استعداد بالدخول في المعركة الأهلية المستدامة. أتساءل بحسرة.. ألا يوجد في ملايين أبناء اليمن غير هؤلاء الذين يجلسون على طاولة قصر بيان على مدار شهرين متتابعين..!!، من الظلم أن يفوت كل يمني مهما كان انتماءه وقبيلته وحزبه ومكانه ومقداره هذه اللحظة الفارقة من تاريخ اليمن، ما زالت السعودية والإمارات والكويت يقفون مع الشعب، ما زالت عواصم العرب تحتضنهم، ما زالت تقدم لهم السلة الغذائية والدواء والكساء، لكن إلى متى سيقدم الأخ لأخيه كل هذا..؟؟ سؤال آخر مطروح على اليمنيين، وعليهم أن يكونوا بمقدار الموت والجوع والفقر وكذلك القهر الموزع بين أبناء الشعب في تهامة وعدن وأنحاء اليمن المشمول بالخوف من قادم أكثر عُسراً من هذا.

مشاركة :