منذ أكثر من 60 عاما وحتى الآن، لا تزال ملاهي العيدروس الشعبية تجذب العديد من أهالي جدة لزيارتها والاستمتاع بألعابها البسيطة واستعادة الذكريات الجميلة فهي بالنسبة لهم مستودع لذكريات الطفولة والزمن الجميل. وعلى وقع الأهازيج الشعبية تستقبل برحة العيدروس والتي تقع في منطقة باب مكة جنوب جدة، الأهالي بعد صلاة العيد مباشرة ولأربعة أيام حيث استطاعت ملاهي العيدروس الشعبية جذب العديد من السكان، خلال عيد الفطر على الرغم من بساطتها كونها تقع في منطقة مفتوحة،كما لم يعد الحرص على زيارتها مقتصرا على الأطفال فحسب بل تجاوزه إلى الآباء، وذلك لارتباطها بطفولتهم وذكرى أعياد الماضي. وتتفرد ملاهي العيدروس بالألعاب اليدوية، التي قاومت التقنية لأكثر من 6 عقود، حيث تعلق الزينة وأنوار الإضاءة معلنة الاستعداد التام لاستقبالالزوار. ويقول سليمان أبو تركي وتوفيق عليان وهما مالكان لعدد من الألعاب في العيدروس:» منذ أكثر من 20 عاما ونحن ننتظر موسم العيد حيث نقوم بتركيب الألعاب والتي كانت قديما من الخشب،وأصبحت الآن من الحديد، حيث تضم الملاهي حوالي (15) لعبة مختلفة، أبرزها (الشقليبة، بساط الريح، الشبح، المراجيح،الدويرة) وتعتمد في تشغيلها على الدفع اليدوي من قبل العمالة والتي يقدر متوسط عددهم بحوالي (30) عاملا، فكلما ارتفع صوت أهازيج الأطفال البريئة وهم ينشدون ويطربون بالعيد السعيد كلما زادت فرحتهم بتلك الألعاب،مشيرين إلى أن طاقتها الاستيعابية في الساعة الواحدة حوالي (150) طفلا وطفلة. وأضافا:» العيدروس ليست مجرد برحة، هي أشبه بمدينة ترفيهية ولكن بنكهة شعبية، حيث تضم أيضا مسارا خاصا للجمال والخيول وبعض الدبابات، لذا فهي مزار سنوي لكثير من العائلات سواء الميسورة منها أو ذات الدخل المحدود» لافتين إلى أن تكلفة اللعبة الواحدة لا تتعدى الريالين فقط، أما أجرة ركوب الخيل أو الجمال فهي تتراوح بين 10-20 ريالا للمسار الواحد. ويحرص خالد باسالم( 48 عامًا ) كل عام على اصطحاب أبنائه معه للعب في ملاهي العيدروس وفي ذات الوقت يستذكر أيام طفولته مشيرًا إلى أن المكان يضم العديد من العائلات التي اختارت أن تقضي إجازة العيد فيه، مبينا أنه لا يمكن أن يشعر بطعم العيد مالم يقم بزيارة ملاهي العيدروس حيث تذكره بطفولته الجميلة - كما يقول -. المزيد من الصور :
مشاركة :