حارب الظاهري: الاستسهال في الكتابة سمة الجيل الجديد

  • 7/8/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: نجاة الفارس ولد الأديب حارب الظاهري بمدينة العين، ثم انتقل مع أسرته إلى أبوظبي وأنهى دراسته الثانوية فيها، تخرج في جامعة كنكورديا بولاية أرجون تخصص إدارة أعمال وكمبيوتر، شغل رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الفترة ما بين 2001 - 2009، شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية للكتاب في عدة دول، كما شارك في الهيئات التالية عضواً في وضع المعايير القصصية لجائزة حمدان بن راشد، وعضواً في الهيئة العليا لجائزة أنجال هزاع بن زايد آل نهيان، وهو عضو دائم باتحاد الكتاب الأفرو آسيوي، صدرت له مندلين عام 1997 مجموعة قصصية، قبلة على خد القمر عام 1999 مجموعة شعرية، شمس شفتيك عام 2001 مجموعة شعرية، نبض الروح عام 2003 نثر وشعر، ليل الدمى عام 2007 مجموعة قصصية، ترانيم القلب عام 2012 مقالات أدبية، زهو أمام القلق عام 2012 مجموعة شعرية، الصعود إلى السماء عام 2015 رواية، وقد حازت على جائزة أفضل كتاب إماراتي لمؤلف إماراتي في مجال الإبداع - معرض الشارقة الدولي للكتاب الدورة 34 - 2015. وفيما يلي الحوار: } خضت تجربة كتابة القصة القصيرة والشعر ثم الرواية، أين وجدت نفسك أكثر بين هذه الأجناس الأدبية ولماذا؟ كل جنس أدبي يشكل حالة منفردة وفضاء مختلفاً، ويشكل مكوناً ذاتياً يلج في الكتابة حسب دلالات بعينها تنسجم مع الكاتب والنص على السواء، وذلك ليس اختياراً عشوائياً، فكلما تعمقت التجربة الأدبية ونضجت سادت فكرة الخوض في عمل جديد لذلك لا يقاس أيهما أقرب إلى هذا الجنس أو ذاك، فلا أكتب حسب الأهواء الذاتية، وإنما هي التجربة التي تشعل الفكرة وتغذي الذات من أجل التمدد والتماهي ما بين هذه الأجناس الأدبية. } حازت روايتك الصعود إلى السماء على جائزة أفضل كتاب إماراتي لمؤلف إماراتي في مجال الإبداع في معرض الشارقة الدولي للكتاب، عام 2015 برأيك بماذا تميزت هذه الرواية؟ مضمون أي رواية هو ما يميزها وكذلك انعكاسات هذا المضمون على القارئ أو النقاد، لذا، فرواية الصعود إلى السماء ذات مضامين مختلفة وطرقت أكثر من باب، وتعدت في نظري الكتابات الأخرى ذات الهاجس النفسي أو ذات الانطباعات الشخصية، فهي رواية شارفت على الحالة المجتمعية وكذلك الفلسفية. } متى بدأت رحلتك مع الكلمة وكيف؟ دلالات الكتابة الأولى ما زلت أحتفظ بها، وهي انعكاسات على فترة بدء حياتي ومراحل الدراسة الأولى، وفيها نوع من المثابرة على النشر عبر الصحف والمجلات والدوريات المتاحة في مرحلة القراءة الأولى، حين خضت عملية التوق نحو أدب الرحلات، وأدب المهجر وقراءة الفكر الفلسفي الذي كان يستهويني بعيدا عن ثقافة الجمود، فكنت قريبا من الفكر الحر. } من هم أبطال قصص حارب الظاهري وأين يجدهم؟ أبطال قصصي هم من المحيطين بي وليسوا غرباء عني، وهم من بيئة قريبة سواء أكانوا أصدقاء أم خصوماً، وفي تجسدهم الفكري والأدبي هم أبطال، ولا بد من احترامهم وتقديرهم، لأنهم أخذوا حيزاً من أعمالي وكتاباتي، وهم ليسوا عرضة للمباشرة، ولكن تستشفهم من فرط الإيحاءات والتقديرات القصصية، وتضعهم أمام القارئ كسمة من سمات المجتمع والبيئة التي نعيشها. } ما رأيك في الكتابات الأدبية الروائية الشابة في الإمارات؟ لدى الكتاب الجدد سمة عامة وسائدة وهي عملية الاستسهال في الكتابة، وخوض التجربة الأدبية على أنها مجرد كتابة والمشكلة أيضا تكمن في بعض النقاد الذين يعولون على الكم أو المجاملة، وهذا ما يسبب ضعف الإصدارات وخواء الفكر. حبذا، لو كان هناك القليل من التجارب الروائية الحرة، البعيدة عن القوالب الفكرية والثقافية المرسومة والفارغة. } تمتلك ثروة لغوية جميلة، كيف تشكل لديك هذا المخزون اللغوي؟ تأسست على القراءة الحرة والجيدة، وقد وضعت نصب عيني هدفاً، وأتعامل مع الثقافة بوصفها رسالة مجتمعية، واعتنيت بهذا المفهوم، وباللغة العربية كمكون أيضا، ومنذ الصغر، ولي دلالات بهذا الشأن، سواء في الاشتراكات بالمكتبات الوطنية أو المجمع الثقافي، فالمخزون اللغوي متمثلا في القراءة الواسعة والحرص على اللغة، هو مهم، ورغم دراستي خارج الدولة إلا أن الحرص على اللغة العربية ظل يرافقني. } كيف كانت طفولة الأديب حارب الظاهري ونشأته؟ لم أولد وفي فمي ملعقة من ذهب، فتح لي والدي، رحمه الله، الطريق نحو القراءة وهيأ لي السبل في جلب بعض الصحف والدوريات المختلفة مما عزز لدي قراءة قصص لا علاقة لها بالكتب المدرسية، وحين رحلت مع أسرتي من مدينة العين إلى أبوظبي في منتصف السبعينيات وجدت ضالتي بالمكتبات التي عززت مسيرتي الثقافية فبدأت بالكتابة والتواصل مع عدد من الدوريات والصحف المحلية، عبر الكتابات الشابة حتى بدأ التشكل الثقافي عندي. } برأيك إلى أي مدى ستسهم استراتيجية القراءة التي أطلقتها القيادة الرشيدة في الإمارات بالارتقاء بالمستوى الفكري للشباب؟ أي استراتيجية ثقافية تدعم القراءة هي مهمة لأن الوطن العربي بحاجة إلى هذه المبادرات والاعتناء بالفكر والثقافة، والمبادرات تحتاج إلى تفعيل الأهداف وتجسيد المفاهيم الثقافية على أنها ليست رفاهية، فالاستراتيجية بحاجة إلى قنوات ثقافية توازي منطلقاتها الحضارية لكي تحقق مستواها الفكري. } بمن تأثر الأديب حارب الظاهري في بداياته؟ من هذا الجانب لا أضع لنفسي نبراساً وإنما قرأت لجبران خليل جبران وأنطون تشيخوف وكثير من الكتاب العرب والعالميين، مثل: محمد شكري، والطاهر بن جلون، كما أعجبت بتجربة مارتن لوثر كينغ في قصته مع الحرية. أبهرني تطور التفكير عند هؤلاء الكتاب، لكنني لم أشعر بأنني أستنسخ سوى نفسي، وبهذا انطلقت وأنا أقرب إلى التجريب وعملت على المزج اللغوي ما بين الشعر واللغة القصصية أي النصوص المتعددة في النص الواحد، وهذا اتجاه صعب، لكن له فضاء ورؤى تختزل البعد الأنسب للتجربة. } ما هو مشروعك الأدبي القادم؟ بعد رواية الصعود إلى السماء صار اتجاهي إلى الرواية، وهذا ما أعمل عليه حالياً إضافة إلى ترجمة هذه الرواية إلى لغات أخرى غير العربية، كما أنّ هناك كتاباً يتحدث عن المدن التي زرتها وأنا الآن أعمل على طبعه. } كيف تنظر إلى حركة النقد في الوطن العربي، وهل تعتقد أنها توازي الأعمال الأدبية المنتجة؟ أرى أن الحراك النقدي مفقود، مقابل هذا الكم من الكتابات الأدبية الناضجة أوغير الناضجة.

مشاركة :