«الدواعش» يتجرأون على الرسول

  • 7/8/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

علي قباجه تجاوز الإرهابيون ومشغلوهم الخطوط الحمراء كافة، فلم يسلم المسجد النبوي الشريف من غيهم وجبروتهم الأسود. تجرؤوا على الحرمات، وهزوا جنبات قبر الرسول بالمتفجرات باسم الدين. انحطاط كبير وصلوا إليه لا يمكن تصوره. يرفعون شعار محمد رسول الله، وهم بعيدون كل البعد عن الله ورسوله. يقتلون ويروّعون عباده الساجدين العابدين الملبين لدعواته في بيوته. ما حدث هو مخطط قذر يستهدف زعزعة الاستقرار في السعودية، ويهدف لضربها في خاصرتها، خاصة وأنها تستقبل ملايين المعتمرين في العشر الأواخر من رمضان، وأيضاً مع اقتراب موعد الحج. كما يسعى المتطرفون لإرباك المشهد، ونشر الفوضى، وخلق الفتنة بين الطوائف الإسلامية. فتارة يفجرون مسجداً شيعياً في القطيف، ومن ثم يتبعونه بتفجير آخر في الحرم النبوي. المصيبة الكبرى أن القتلة يعتقدون أن تفجير أنفسهم بالصائمين والمعتكفين والمصلين في مسجد رسول الله، يقربهم إلى الله ورسوله، أي فكر يحمل هؤلاء؟ وأي جهل ووضاعة وتفكير سطحي أسود!؟. الإرهاب أعلنها صراحة من دون مواربة حرباً على الله ورسوله والعباد الآمنين. فمسجد النبي الكريم استباحوه ولم يراعوا حرمته. ولكن هذا الفعل الممجوج لا بد أن يعود بأثر رجعي على المجرمين، الذين غرزوا سيوفهم المسمومة في قلب كل مسلم غيور، وهذا يمكن أن يشكل حافزاً ودافعاً مهماً للحكومات لمحاربة هذا الفكر الضال، وحشد الرأي العام والطاقات كلها لتجفيف منابعه واجتثاث جذوره. تفجيرات السعودية وقبلها بيوم واحد في العراق أوضحت للناس عامة ماهية الإرهاب وخطره على الأمة والبشرية جمعاء. الأمة اليوم في معركة وجودية مع خوارج هذا العصر، فلا حلول وسط معهم، ولا يمكن التساهل مع خبائثهم، فالحرب لا بد أن تكون شاملة متكاملة، يتعالى فيها العرب والمسلمون على خلافاتهم ثم التخندق صفاً واحداً في مواجهة الدواعش وداعميهم. فالجهود الموحدة وتبادل المعلومات وإنشاء غرف عمليات مشتركة، يمكن أن يحد بشكل فعال من هذا الإرهاب العابر للحدود، والذي يضرب في كل مكان. رغم ضرورة الحل الأمني والعسكري ضد البؤر الإجرامية إلا أنه من الضروري أن يتبع بإصلاحات اجتماعية وسياسية واقتصادية حقيقية، فهذا كفيل بتحييد أفكار الإرهاب وقتلها. كما لا بد من إصلاح النظام التعليمي، وإعادة تأهيله، وصياغة مناهج وسطية تحافظ على العقول من أي انحراف، في حين يقع على عاتق الحكومات ضبط الإعلام. فهناك الكثير من القنوات الإعلامية والمواقع التي تبث أفكار التطرف والانحراف، فلا بد من محاسبة المخالفين والمحرّضين، والعمل بجد على إغلاق المواقع الإرهابية المنتشرة، كما المطلوب أيضاً مواجهة الإرهاب على المستوى الفكري والديني وإظهار أن هذا المفهوم للدين الذي يقدمه الإرهاب هو مفهوم خاطئ، وأن الإسلام لا علاقة له بالإرهاب بل هو دين سلام ورحمة للعالمين. aliqabajah@gmail.com

مشاركة :