قتل 40 شخصاً على الاقل وأصيب 78 آخرون، في هجوم نفّذه ثلاثة انتحاريين، استهدف مرقد محمد بن علي الهادي، في قضاء بلد في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، مشعلاً المخاوف مجددا من تصعيد الصراع الطائفي بين الشيعة والسنّة في العراق. ويأتي الهجوم بعد خمسة ايام على تفجير حي الكرادة في بغداد، الذي أودى بحياة 292 شخصاً، وأدى إلى إقالة قائد العمليات الامنية في بغداد. وأعلن تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) المسؤولية عن الهجوم، موضحاً في بيان نشر على موقع «تيليغرام» أول من أمس، أن «ثلاث عمليات استشهادية بأحزمة ناسفة نفذها جنود الدولة في المرقد في بلد» الذي أعلنت السلطات الامنية حظرا شاملا للتجول فيه، حتى اشعار اخر، فيما وجه محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري بتحريك قوات مشتركة لفرض الامن في المدينة. وأظهرت (وكالات) صور بثت على مواقع للتواصل الاجتماعي حريقا مشتعلا في السوق القريبة من مدخل المرقد، فيما ذكرت مصادر أمنية أن رجلا فجر حزاما ناسفا مساء عند البوابة الخارجية للمرقد، ما سمح لبضعة مسلحين باقتحام الموقع وبدأوا بإطلاق النار والقذائف الصاروخية على الزائرين الذين تجمّعوا للاحتفال بعيد الفطر. وافاد ضابط في شرطة بلد بأن «ثلاثة انتحاريين اقتحموا البوابة الرئيسة للمرقد وفجروا أنفسهم، ما تسبب في مقتل 40 مدنيا وإصابة أكثر من 78 شخصا واندلاع النيران في المحال التجارية المجاورة للمرقد». وأوضح أن «القوات العراقية سارعت الى الانتشار في محيط المبنى وتمكنت من السيطرة على أروقة المرقد وفرض سيطرة تامة فيما قامت قوة اخرى بملاحقة عناصر داعش خارج المرقد، ما تسبب بمقتل انتحاري كان يختبئ بين المحال التجارية». وتابع أن القوات العراقية تمكنت أيضا من إبطال مفعول عبوتين ناسفتين وضعتا في محيط المرقد الخارجي. من جهته، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اتباعه من ميليشيا «سرايا السلام» المسلحة إلى التوجه الى بلد لحماية المرقد، واصفا هجوم داعش بأنه «وحشي» استهدف المقدسات. وأضاف أنه «على سرايا السلام التوجه الى المكان المقدس بالتنسيق مع القوات العراقية المختصة والمشاركة في إخماد الحرائق وحماية المكان من دون صدام مع احد لأن الهدف هو حماية المقدسات»، مطالباً أتباعه «بالالتزام وعدم ترك المهمة المقدسة». وبعد ساعات على التفجير، أقال رئيس الوزراء حيدر العبادي قائد عمليات بغداد ومسؤولي الامن والاستخبارات في بغداد من مناصبهم بعد اعتداء الكرادة. وذكر مكتب رئيس الحكومة في بيان ان العبادي «اصدر اليوم الجمعة(أمس) امرا باعفاء قائد عمليات بغداد من منصبه، واعفاء مسؤولي الامن والاستخبارات في بغداد من مناصبهم». وكان وزير الداخلية محمد الغبان قدم استقالته الثلاثاء، بعد يومين على تفجير الكرادة، موضحا انه قام بهذه الخطوة بسبب «تقاطع الصلاحيات الامنية وعدم التنسيق الموحد للاجهزة الأمنية». من جهته، دان الرئيس فؤاد معصوم التفجيرات، قائلاً إن «هذه الاعتداءات الإجرامية تسعى يائسة إلى إشعال الفتن الطائفية لضرب وحدة الشعب العراقي ضد الإرهاب». واضاف في بيان صحافي ان على السلطات الامنية «اتخاذ إجراءات عاجلة لإلقاء القبض على المجرمين الجناة كي ينالوا القصاص العادل». وذكر أن «هذه الاعتداءات الإرهابية النكراء والجرائم التي سبقتها وأسفرت عن استشهاد وإصابة المئات من العراقيين في مناطق الكرادة والشعب ومدينة الصدر في بغداد ومناطق أخرى لن تزيد شعبنا إلا عزماً على القضاء التام على عصابات داعش الإرهابية في كل مكان». إلى ذلك، أكد عضو مجلس محافظة الأنبار محمد ياسين أن العبادي وجه بسحب الشرطة الاتحادية من مدينة الفلوجة. ونقل موقع «السومرية نيوز» عن ياسين إن العبادي «وجه بسحب الشرطة الاتحادية من الفلوجة، وهناك قوات من الشرطة المحلية وطوارئ شرطة الانبار والجيش ومقاتلي العشائر ستستلم المدينة». من جهة أخرى، أشار وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إلى أن القوات الجوية البريطانية لعبت دورا مهما في عملية تحرير الفلوجة من قبضة «داعش». وفي بيان، كشف فالون عن قيام المقاتلات البريطانية بشن اكثر من 120 غارة جوية على الفلوجة، اصابت خلالها عبر صواريخ «ستورم شادو» التي استخدمت للمرة الاولى أهدافاً عدة، من ضمنها ورشات أسلحة وانفاق ومخابئ اضافة الى مواقع قناصة ومدفعية، مشيراً إلى انه منذ عام 2014 قام الطيران البريطاني بتنفيذ 2800 مهمة شن خلالها 865 غارة جوية في العراق و50 اخرى داخل سورية، منذ ديسمبر الماضي. وذكر الوزير ان بلاده لم تقم بأي عمليات عسكرية جوية من هذا الحجم وفي مكان واحد منذ نحو 25 عاما، مؤكدا استمرار بريطانيا في دعم جهود التحالف الدولي ضد «داعش» سواء عن طريق الضربات الجوية الدقيقة او بالمراقبة والاستخبارات ومهمات الاستطلاع.
مشاركة :