ثنائية غريزمان تقهر الألمان وتضع فرنسا في نهائي كأس أوروبا

  • 7/9/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

سجل انطوان غريزمان هدفين ليقود فرنسا صاحبة الضيافة لانتصار خاطف 2-0 على ألمانيا بطلة العالم وبلوغ نهائي بطولة أوروبا لكرة القدم أول من أمس وهو أول فوز في مباراة رسمية لفرنسا على غريمتها منذ 58 عاما.. وستقابل فرنسا - التي سبق لها الفوز باللقب مرتين - البرتغال في النهائي بعد غدٍ في باريس بعدما استبسلت في الدفاع أمام ألمانيا التي استحوذت على الكرة لكنها منيت بهدف لا داعي له في الشوط الأول من ركلة جزاء قبل أن تضاعف فرنسا الغلة من هجمة مرتدة في الشوط الثاني.. وجاء الهدف الأول في الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الأول بعدما احتسب الحكم الإيطالي نيكولا ريتسولي لمسة يد على باستيان شفاينشتايغر في المنطقة أثناء التحام في الهواء مع باتريس إيفرا لينفذها غريزمان هداف البطولة بنجاح.. وبعدها احرز غريزمان هدفه السادس في البطولة الحالية قبل 18 دقيقة من النهاية بعدما اخفق مانويل نوير حارس ألمانيا في تشتيت عرضية بول بوغبا الرائعة لتصل إلى غريزمان الذي أودعها الشباك لتسجل فرنسا انتصارها الرسمي الأول على ألمانيا في بطولة كبرى منذ كأس العالم 1958.. وكانت فرنسا خسرت أمام ألمانيا في قبل نهائي كأس العالم 1982 و1986 ودور الثمانية في كأس العالم الأخيرة 2014 في البرازيل، وسيدخل الديوك إلى النهائي باعتبارهم الطرف الأوفر حظا لتكرار إنجاز الفريق الذي فاز على أرضه بلقبي بطولة أوروبا 1984 وكأس العالم 1998.. وستتحسر ألمانيا على إهدارها الفرص في مباراة سيطرت عليها لفترات طويلة لكن بعد لمسة يد جيروم بواتنج في مباراة إيطاليا بدور الثمانية والتي أعادت الفريق المنافس للحياة جاء الدور على القائد شفاينشتايغر ليرتكب نفس الخطأ بشكل يصعب تبريره ليمهد الطريق لفوز فرنسا، وبدأت فرنسا المباراة بقوة وسط أجواء جماهيرية رائعة وبدت أكثر إقبالا على الهجوم والمغامرة. هيمنة ألمانية لكن ألمانيا بدأت السيطرة على المباراة رويدا رويدا بعدما ملأت خط الوسط. ورغم استحواذها الكبير على الكرة كانت فرصها الخطيرة قليلة حيث تصدى هوجو لوريس حارس فرنسا لمحاولات ايمري تشان وتوماس مولر وشفاينشتايغر، وأظهرت فرنسا لمحات من القوة الهجومية مع نهاية الشوط الاول وساعدها الحظ عندما لمس شفاينشتايغر الكرة أثناء التحام في الهواء مع ايفرا عقب تنفيذ ركلة ركنية. ولم يشاهد الكثيرون في الملعب هذه المخالفة لكن الاعادة التلفزيونية أظهرت ان قرار الحكم ريتسولي كان صحيحا لينفذ غريزمان ركلة الجزاء بنجاح ويضع نوير في جانب والكرة في جانب آخر، وتكرر نفس السيناريو في الشوط الثاني حيث كانت ألمانيا الطرف المهاجم بينما استبسلت فرنسا في الدفاع. لكن الضغط الألماني لتعديل النتيجة فتح مساحات كبيرة في خط الدفاع واستفادت فرنسا من خطأ لنوير في تشتيت الكرة ليضعها غريزمان في الشباك بعد عمل رائع من زميله بوغبا، وسدد جوشوا كيميش الكرة في القائم كما لعب بنيديكت هوفيديس الكرة بالرأس فوق العارضة بينما تصدى لوريس في الوقت المحتسب بدل الضائع لمحاولة أخرى من كيميش.. حيث حاولت ألمانيا العودة بكل السبل في النتيجة، وانتهت المواجهة بنفس النتيجة التي انتهت بها المباراة الودية الأخيرة التي جمعت بين الغريمين في باريس في نوفمبر الماضي وشهدت العاصمة الفرنسية ليلتها هجمات دامية، لكن بعد سبعة أشهر سيعود المنتخب الفرنسي لملعب فرنسا الدولي ليواجه البرتغال وهو أكثر ثقة وفي ظروف مختلفة تماما وسط تنامي مشاعر الفخر الوطني. مهمة ورغم الانتظار الطويل للفوز الذي حققه المنتخب الفرنسي، على نظيره لن يستمتع الجانب الفرنسي، على الأقل لاعبوه، باحتفالات ضخمة نظرًا للمهمة التي تنتظر الفريق في مواجهة البرتغال، في المباراة النهائية للبطولة، فقد حقق المنتخب الفرنسي، انتصاره الأول على نظيره الألماني، في البطولات الرسمية منذ عام 1958. لكن هدفه الأساسي هو استعادة المجد بإحراز لقبه الثالث في تاريخ البطولة الأوروبية والعودة إلى منصة التتويج بشكل عام للمرة الأولى منذ عام 2000، وقال مدرب الفريق ديديه ديشامب، عقب مباراة أمس التي أقيمت على ملعب فيلودروم بمدينة مارسيليا: لدينا ثلاثة أيام قبل المباراة النهائية. هو وقت قصير للغاية لا يحتمل الاحتفال كثيرا بهذا الانتصار، وأضاف أنها خطوة مهمة إلى الأمام، لكن الخطوة الأهم ستكون في مباراة الأحد. سنقدم كل ما بوسعنا من أجل خوض مباراة الأحد ونحن في أفضل حالة ممكنة.. وقال ديشامب: لدي سجل كلاعب. الآن أشعر بالفخر كمدرب وأعتز بلاعبي منتخبنا، هذا لا يعني أنني لست سعيدًا على المستوى الشخصي ولكن سعادتي للاعبين بشكل أساسي، وأضاف عندما ارتديت هذا القميص كانت اللحظة الأكثر فخرًا في حياتي. لا يجب أن يكون لدى اللاعبين شيء أهم من ارتداء قميص لعب المنتخب الفرنسي، ربما لا يكون الوضع هكذا دائمًا، لكن اللاعبين يدركون الآن ما يمكنهم تقديمه لشعبهم عندما يرتدون هذا القميص. أفضلية وتحسر المدرب الفائز ببطولة أوروبا كلاعب في عام 2000 على جدول البطولة الذي منح البرتغال راحة ليوم إضافي، وقال ديشامب لن نحصل على قوة إضافية لأننا على أرضنا وفزنا على ألمانيا. البرتغال تثق في قدرتها على الفوز باللقب ونحن أيضا، ووجه ديشامب الشكر إلى الجماهير المتحمسة في مرسيليا والتي ساندت الفريق وقت الصعوبات.. وأشار إلى أنه يتمنى الفوز باللقب ليمنح الفرنسيين فرصة للاحتفال بعد فترة عصيبة. وقال ديشامب هذه لحظة عاطفية. تعرضنا لمعاناة لكننا لم نستسلم أبدا وهذا أمر رائع بالنسبة لي. هذه قصة رائعة. اللاعبون كتبوا تاريخا بإخراج ألمانيا من البطولة، وتابع ليس لدينا القوة لحل مشاكل الناس لكن نستطيع أن نمنحهم شيئا ينسيهم مخاوفهم. نحن نصنع الحماس والإثارة. نستطيع رؤية ذلك ومنحنا الجماهير فرحة صغيرة.. وسبق لفرنسا الفوز باللقب الأوروبي مرتين في حين لم يسبق للبرتغال التتويج باللقب. ترشيحات وستدخل فرنسا المباراة النهائية باعتبارها الطرف الأوفر حظا لتكرار إنجاز الفريق الذي فاز على أرضه بلقبي بطولة أوروبا 1984 وكأس العالم 1998، أما البرتغال فإنها تخوض نهائي بطولة كبرى للمرة الثانية فقط بعد هزيمتها في نهائي بطولة أوروبا 2004 على أرضها أمام اليونان، واجه المنتخب الفرنسي، أحداثًا مؤسفة لم يشهد مثلها عدد كبير من المنتخبات.. حيث عاد إلى بلاده بخيبة أمل شديدة إثر خروجه المبكر من كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا التي شهدت إضرابًا لعدد من لاعبي المنتخب ضد المدير الفني ريمون دومينيك، كما شهدت فترة استعدادات المنتخب للبطولة الحالية أزمة بسبب إيقاف النجم كريم بنزيمة إثر تورطه في قضية الابتزاز. لكن المشوار الناجح للفريق في البطولة، أعاد توطيد العلاقات من جديد سواء بين عناصر المنتخب، أو بين المنتخب وجماهيره. فبعد نهاية المباراة، استمرت احتفالات آلاف المشجعين لساعات في شوارع مارسيليا كما شهدت العاصمة باريس احتفالات ضخمة بتأهل المنتخب. مجد واستعاد الفرنسيون حبهم للمنتخب الوطني ووضعوا خلفهم أعواما من الخيبة والفضائح، وذلك بعد بلوغ الديوك المباراة النهائية.. وكان نهائي مونديال ألمانيا 2006 الذي خسره الفرنسيون أمام إيطاليا بركلات الترجيح في مباراة طرد فيها زيدان بسبب نطحه ماركو ماتيراتزي، بمثابة نهاية الأمجاد بالنسبة لمنتخب الديوك إذ خرج بعدها من الدور الأول لكأس أوروبا 2008 وكأس العالم 2010، ثم من ربع نهائي كأس أوروبا 2012 ومونديال 2014. ومنذ تتويجها على حساب إيطاليا 2-1 في نهائي 2000 لم تنجح فرنسا بتحقيق الفوز في أي مباراة إقصائية من المسابقة القارية حتى النسخة الحالية .. ونجح غريزمان ورفاقه في كتيبة المدرب ديدييه ديشامب، قائد التتويج في مونديال 1998 وكأس أوروبا 2000، في إعادة الأمل للجمهور الفرنسي الذي احتفل طويلا بإنجاز التأهل إلى النهائي قبل ان تتعكر الأجواء بسبب المواجهات بين بعض المشاغبين والشرطة في جادة الشانزيليزيه. واستعاد المنتخب خلال هذه البطولة علاقته السابقة بمشجعيه وقد ظهر ذلك جليا قبل مباراة ربع النهائي ضد آيسلندا عندما تجاوز اللاعبون ألواح الإعلانات من اجل تحية الجمهور، وهو أمر لم يشهده الفرنسيون منذ مونديال 1998 الذي استضافوه . وذلك بحسب ما يؤكد هيرفيه موغان، رئيس إحدى روابط المشجعين، مضيفا: بإمكانك أن ترى الفارق من خلال طريقة تصرف اللاعبين. في السابق، عانى هذا الفريق في التعبير عن سعادته والتواصل مع المشجعين. إحساس تحدث باتريس ايفرا عن أجواء مباراة ألمانيا في ستاد فيلودروم قائلا: عندما دخلت إلى أرضية الملعب شعرت بالأجواء، علمت انه ليس باستطاعتنا الخسارة، أما زميله في يوفنتوس بول بوغبا، فقال: كان الأمر رائعا، كانت الأجواء مجنونة. انظروا إلى جميع الأشخاص الموجودين هنا من أجل مساندتنا. انه أمر مذهل، رائع، لكن الأمور لم تنته.

مشاركة :