يقعُ «حصن الفهيدي» في الجهة الجنوبيّة من خور دبيّ - في منطقة السوق الكبير الذي يعج بالحركة التجارية النشطة، ويعود تاريخ تشييده إلى عام 1787م أي منذ ما يزيد على مائتي عام، ليكون مقراً لحاكم إمارة دبي، ومركزاً دفاعياً للذّود عنها، إذ كان يقع على حدود منطقة دبي الحضرية وقتها. تحوّل بعد ذلك الحصن إلى مخزنٍ للذّخائر والسّلاح، كما وقد استخدم كسجن للخارجين عن القانون. رُمّم هذا الحصن في عهد الراحل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وافتتح في عام 1971م (أي في عام قيام الاتحاد) ليكون متحفاً رسمياً يعرض تاريخ دبيّ وتراثها الأصيل، وفي عام 1995م أنشئ متحف آخر جديد (تحت الأرض) أُضيف للحصن القديم. وتتاح الفرصة لزوار متحف دبي «حصن الفهيدي» لأخذ نبذة غنية ووافية ومتكاملة عن تاريخ دبي الضارب في القدم، والمتواصل مع مختلف الشعوب والحضارات على مر التاريخ، ويطلع الزائر فيه على مختلف بيئات الحياة الحضرية والريفية في دبي من بحرية، وساحلية، وصحراوية، وجبلية، وزراعية، كما تتوزع القطع الأثرية النادرة، والعينات الأصلية، واللوحات والنماذج التوضيحية، والمواد الصوتية والضوئية في مختلف أجنحة المتحف، حيث يتكون المتحف من جناح الآثار الذي يعرض المكتشفات الأثرية الضاربة في القدم من أوان فخارية، وأسلحة، ومدافن، ومبانٍ ومجتمعات عمرانية، وجناح دبي الماضي والحاضر، وجناح السوق في خمسينيات القرن العشرين الذي يعرض نماذج تفصيلية عن جو السوق، والباعة، والدكاكين، والبضائع المتداولة في تلك الحقبة، وجناح البيت التقليدي والمسجد، وجناح الواحة، والصحراء، وقصة الماء، والصحراء ليلاً، وجناح الفلك والظواهر الطبيعية، وجناح البحر الذي يأخذ الزائر في جولة خلابة للتعرف على صناعة السفن وأدوات الصيد، ومهنة الغوص بحثا عن اللؤلؤ، والحياة البحرية في قاع الخليج العربي، إضافة لجناح الفنون الشعبية، وجناح الأسلحة وتحصينات دبي القديمة، كما يتوسط حصن الفهيدي فناء فسيح مستغل لعرض نماذج من القوارب المحلية، وبيت العريش بأثاثه التقليدي. كما تتيح الزيارة لمتحف دبي «حصن الفهيدي» فرصة فريدة للاطلاع على تاريخ دبي الذي يترك لدى الزائر انطباعاً بأن ما عليه دبي الآن من تطور وحداثة وتميز ما هو إلا امتداد لمسيرة حضارية ذات فرادة وخصوصية، وانفتاح على الحضارات والشعوب، وارتباط وثيق الصلة بالعروبة والإسلام. كما أن المقارنة بين دبي التاريخية ودبي الحديثة اللتين تفصلهما فترة زمنية قصيرة تدلل للزائر حقيقة الجهود الكبيرة والحثيثة التي أوصلت دبي إلى ما هي عليه الآن من تقدم وريادة، ويعزز الثقة في أن كل ما تحققه دبي قائمٌ على أسس حضارية راسخة القواعد. سور الحصن
مشاركة :