كل شيء كان متوَّقعاً عندما تكون الخلايا النَّائمة التي يحيكُها أعداء المملكة من الشمال والجنوب تتحرك لزعزعة الأمن وتفريق صف الأمة، وهذا بإذن الله مستحيل ما دامت هذه البلاد يقظة بأمنها واعتصامها بدين ربَّها، واتكالها عليه سبحانه، فَمهما حاكت قوى الشرَّ من الحوثيين وداعش، ومن أخذ قبعة الإرهاب تحت مظلة إيران فإن الله ناصرٌ دينه وأمتَه المتُمّسكة بدينه وعقيدته وتطبق منهج الله. يوم الاثنين الماضي شاهدنا لوناً مختلفاً من ألوان الإرهاب يحاول إيذاء المسلمين جميعاً، وليس المملكة وحدَّها باستهداف المصلين وحراس بَيت نبيه عليه الصلاة والسلام، فماذا يريد هؤلاء؟ لقد تتبّعتُ بعض ما كتبتهُ وتناقلته وسائل الإعلام خلال ليلة حَدث المدينة المنوُّرة، فوجدت أن الإجماع قد انعقد على أن هذه الخلايا التي تدعمها قوى الشر من إيران وأعداء أهل السنة، ومن يدعي الحور العين في الجنَّة أن بلاد الحرمين عصيةٌ على هذه الزمُّرةُ الخارجة عن دين الله، مهما تنوّعت أساليبهم وتفّننت أدواتهم، لكنها لن تخرج عن كونها حاقدة على هذه البلاد وأهله وأمنه واستقراره، وإلا فماذا يريدون من بلد طاهر تقام فيه الصلوات، يضم قبر الحبيب صلى الله عليه وسلم، ترفع فيه الشعائر الدينية والمناسبات لكل طوائف المجتمع؟ وهذه الإمامة الصالحة التي نبه عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم، عندما قال (لا ما أقاموا فيكم الصلاة) فكيف بَمن يَسهر على راحة الحجاج والمعتمرين والزوار وشعارهم خدمة الحرمين الشريفين؟ وهي مفخرةٌ يعتَّز بها كل سعودي، بل كل من هو على أرض هذه الأرض المباركة من إخوة في العقيدة، فما بال هؤلاء أو ماذا يريدون؟ إنهم فَشلوا في ضرب اللحمة الوطنية ثم دخلوا علينا بتدريب شبابنا عبر الإنترنت، ثم جاءت أساليب تفجير المساجد، ورأينا الشهداء سقطوا في مساجد الشرقية والقطيف تحديداً والأحساء ثم مسجد الطوارئ بعسير، ثم ها هم اليوم يحاولون زعزعة الأمن في جوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليقولوا لأتباعهم الذين يزيُنوّن لهم أعمالهَم نحن وصلنا إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره وتسقُطُ جثُثُهم الواحدة تلو الأخرى في محاولات فاشلة يائسة دنيئة، وصفتها المجامع الإسلامية والمنظمات ودور الإفتاء في العالم الإسلامي بأنها خارجة عن الدين الإسلامي، حاقدةٌ على بلاد الحرمين وأهلها، ولقد تناقلت وسائل الإعلام أيضاً قدرة الأمن السعودي على إفشال تلك المخططات وتدمير مآربهم التي انفضحت للعالم كله، وأصبح هذا الفكر الضال مكشوفاً أمام الرأي العام حتى في البلاد غير المسلمة، لأن الإرهاب لا وطن له ولا دين، ولا يفرق بين بلد وآخر. ولهذا جاء الاستنكار أيضاً من كبريات دول العالم التي تعرف أن الحق أحق أن يتَّبع، وأن ما تقوم به تلك الفئة الضالة الخارجة عن المنهج السوي إنما هو ضلال وتيه لا يستند إلى منهج يرتضيه عاقل، وإنما هي من مدارس الشيطان الأكبر الذي يصدر الإرهاب في العراق وسورية وليبيا واليمن، وها هو اليوم يحاول الاقتراب من أقدس البقاع وهو المسجد النبوي الشريف بالمملكة، يريدون أن يُطفئوا نور الله بأفواههم، ولكن الله لهم بالمرصاد والله غالب على أمره جل وعلا، ولن تستطيع قوى الشر النيل من مقدسات المسلمين، وفينا عرق ينبض بلا إله إلا الله محمد رسول الله، مع يقظة الأمن السعودي بإذن الله، حمى الله هذه البلاد، وحمى ترابها وأرضها وأعان رجال أمننا على دحر الشّر وأهله، وتقبل الله الشهداء عنده جل وعلا. وشكراً لقياده هذه البلاد خدمتها للحرمين الشريفين، وجعل الله كيد الحاقدين في نحورهم، الذين نزَعوا الفرح من قلوب المسلمين في أيام فاضلة، ولكن ذلك عليهم بَعيدَ المنال بحول الله وقوته، وكل عام وأنتم بخير.
مشاركة :