فيما تسيطر اضطرابات النوم على شريحة كبيرة من الناس، خاصة بعد رمضان، حيث يصبح تعديل عادات النوم والاستيقاظ صعبا، حذر استشاري الطب النفسي الدكتور علي زائري من ضبط الساعة البيولوجية باستخدام العقاقير. مع انقضاء رمضان المبارك وحلول العيد، واختلاف أوقات النوم والاستيقاظ، تسيطر اضطرابات النوم على شريحة كبيرة من الناس، ويصبح تعديل العادات صعبا، بسبب تغير الساعة البيولوجية للإنسان، مما يدفع البعض إلى تناول المنومات التي تسبب التوتر والقلق النفسي. صعوبات التغيير قال المواطن أحمد سهلي "أعيش معاناة كبيرة بسبب تغيير نظام النوم، وعدم قدرتي على تعديل ساعتي البيولوجية بسبب السهر بالليل لأوقات طويلة"، مشيرا إلى أنه يحتاج إلى أسابيع عدة حتى يعود إلى النوم الليلي. وأضاف إبراهيم علي، أنه قام بتغيير موعد نومه في العشر الأواخر من رمضان بكل انسيابية، والاستيقاظ مبكرا، والتعود على الحركة منتصف النهار"، مضيفا أنه لم يستغرق سوى 3 أيام لتوديع السهر بعد القيام ببرنامج غذائي ورياضي مناسب. إعادة التكيف أوضح استشاري الطب النفسي الدكتور علي زائري لـ"الوطن"، أن "الأشخاص في رمضان يقومون بعكس مواعيد النوم، وتغيير الساعة البيولوجية، بالنوم فترة النهار والاستيقاظ في الليل، وفقا لاحتياجات رمضان، وذلك شيء طبيعي، ولكن المشكلة تحدث بعد انتهاء ِرمضان، إذ يكون الإنسان في حاجة إلى إعادة التكيف مع التوقيتات الجديدة للاستيقاظ والنوم"، مشيرا إلى أن أكثر الناس تكون لديهم صعوبات في تعديل نومهم، ويحتاجون أسابيع أو أشهرا، بعكس الآخرين الذين يتكيفون مع التغيير خلال عدة أيام. توتر وعصبية أشار الزائري إلى أن "تغيير مواعيد النوم يسبب توترا وعصبية، وتغيرا في المزاج مع الإرهاق، ومشكلات في القولون العصبي، وفي حالة عدم ضبط ساعات النوم إلى الوضع الطبيعي، فإن ذلك ربما يتسبب في مشكلات عائلية وصحية، كما أن النوم وترك الوجبات اليومية الضرورية، ينتج عنه سوء الهضم، وزيادة الوزن، وبعض الاضطرابات". تحذير من المنبهات أوضح الزائري أن "كثيرا من الناس يلجؤون إلى ضبط الساعة البيولوجية باستخدام المنومات مثل بنادول نايت، وهو ما يعرضهم للخطر، إذ يسبب فشلا للكبد، لذلك ننصح باستخدام منومات طبيعية مثل: شرب الحليب، وأكل الموز، والاستحمام بماء ساخن، وممارسة الرياضة في فترات العصر، والاسترخاء الجسدي، الذي يساعد على النوم الطبيعي. وكشف أن "استخدام المنبهات التي تحوي الكافيين والنيكوتين، مثل القهوة والشاي، ومشروبات الطاقة، يتسبب في توتر الجهاز العصبي، إذ يكون الشخص أقرب للقلق من النشاط، كما أنها تؤدي إلى حدوث كوابيس له وأحلام مزعجة، مما يؤثر على جودة النوم، ويتسبب في عدم الإحساس بالراحة".
مشاركة :